إدريس لشكر :حق الإحتجاج و التظاهر مقدس لكن يجب أن لا يتحول إلى فوضى

الوطن 24 / مدريد: عبد الهادي العسلة

 

خلال كلمته الإفتتاحية للمؤتمر الإقليمي الخامس للحزب الإتحاد الإشتراكي بإسبانيا، المنعقد يوم السبت02 مارس من الشهر الجاري بالعاصمة مدريد، الدي نظم تحت شعار ” الحماية الإجتماعية لمغاربة إسبانيا ” شدد لشكرعلى أن المغرب إستطاع بناء مشروع تنموي بمقومات ديمقراطية وطنية، مشددا على أن المملكة نموذج للدولة القوية والماضية في طريق صحيح.

وفي حديثه لـ “الوطـن24” قال: “لازلنا نناضل من أجل حقوق أكثر، في ما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان، ونتحدث عن “الحرية المسؤولة” الخاضعة للقانون؛ فحق التظاهر و الإحتجاج مقدس ولكن لا يجب أن يتحول إلى فوضى. نحن في الحزب نساند الإحتجاجات المطلبية و الحقوقية و نناصرها، ولكن إذا كانت ستخدم أجندات أجنبية سنقف ضده.. فليتركوا الشعب يقرر في قضاياه دون إملاء من الخارج”.

ولم يفوت إدريس لشكر الفرصة دون الحديث عن المشروع التنموي الجديد خلال المؤتمر قائلا: “لقد قدمنا مذكرة مطلبية للملك، حددنا فيها 5 مرتكزات، منها المؤسساتي و الإقتصادي و الإجتماعي و المجتمعي والثقافي، إذ نعتبر أن مشروع العشرين سنة الماضية لم يفشل، بل كانت هناك عدة منجزات كبيرة، لكن المرحلة تقتضي تصورا جديدا، لأن المشروع القديم استنفد أغراضه”، مشددا على أن “من الضروري العمل على إصلاح مؤسساتي؛ فلا يعقل أن تنجح النخبة السياسية بعمليات الإحسان بغطاء الدين أو بالرشوة”، وزاد: “هذه العاهة فشلت القوانين الحالية في ردعها، ومن شأن محاربتها تجديد النخب السياسية وتمكين النساء من المناصفة ليتمكنّ من تدبير الشأن العام، لأنه أمر ضروري ومستعجل”.

وأضاف: “نأمل في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية أن يكون الإنتقال نحو الديمقراطية بالجارة الشرقية للمملكة هادئا وسلميا دون سلبيات عرفتها دول أخرى في جنوب البحر الأبيض المتوسط.. نعلم جميعا الأوضاع التي تعيشها الآن، فالشعب الغير موحد لا يمكنه بناء الديمقراطية”.

واعتبر الكاتب الأول لحزب USFP أن المغرب إستطاع الحفاظ على إستقراره بحكمة وتبصر وفي هدوء ووحدة، وزاد: “نختلف وننتقد ونطالب بحقنا في ثروات البلاد وبالعدالة الإجتماعية، لكن مع الحفاظ على وحدة بلدنا التي تبقى فوق كل إعتبار”.
واستحضارا لما تحقق خلال العشرين سنة الماضية، أكد لشكر أن المغرب إستطاع بناء مشروع تنموي بمقومات ديمقراطية وطنية، مشددا على أن المملكة نموذج للدولة القوية والماضية في طريق صحيح.

وفي ما يخص المرتكز الإجتماعي قال لشكر خلال كلمته: “رغم أننا في تحالف مع حزب العدالة والتنمية وأحزاب أخرى، إلا أننا مختلفون… الحماية الإجتماعية ليست الإحسان وتوزيع القفف للمطلقات والأرامل.. الحماية يجب أن تكون بالقوانين والمؤسسات التي تضمنها، في الضمان الإجتماعي والتقاعد والتغطية الصحية لجميع المواطنين، لذلك فالمرتكز الإجتماعي أساسي”، وزاد: “المشروع التنموي لعشرين سنة الماضية نعترف أنه نجح في الإقتصاد وما يتعلق بالحكامة، ولكن نعترف بأنه فشل إجتماعيا”.

وعن النقاش الدائر حول القانون الإطار التعليمي، أكد كبير الإتحاد الإشتراكي على ضرورة توفر العدالة اللغوية في المغرب، وقال: “هذا القانون مهم جدا، وهناك من يحاول جرنا في النقاش إلى الجانب العقدي والإيديولوجي”، مضيفا: “يعلمون أبناءهم جميع اللغات ويريدون تعليم أبناء الشعب في المغرب العميق اللغة العربية فقط.. هذه إنتهازية”، وزاد: “نطالب بعدالة لغوية. علموا أبناء المغاربة ما يعلمون أبناءهم في المدارس الخاصة والبعثات الأجنبية”.

وأكد السيد إدريس لشكر: على أن أوروبا ملزمة بمعرفة الدور الإستراتيجي الذي يقوم به المغرب في جنوب البحرالأبيض المتوسط، ما يساهم في أمنها و إستقرارها، من خلال مجهوداتها في مكافحة الإرهاب والهجرة مشددا على أن “إسبانيا نقطة الضوء الوحيدة في أوروبا التي تنتعش فيها الحركات الشعبوية و الشوفينية التي حطمت قيم المساواة والتعايش وحب الآخر”.

وبعد أن أشاد بالعلاقات الجيدة القائمة مع الحزب العمالي الإشتراكي الإسباني دعا الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية المناضلين خاصة بإسبانيا إلى التشبث بقيم ومبادئ الحزب من أجل تكريس الديموقراطية والعدالة الإجتماعية والمساواة ومحاربة التطرف والإنغلاق وتحقيق الإندماج السلس في بلد الإقامة على إعتبار أن هذا الإندماج يساهم بشكل كبير في تنمية وتطوير العلاقات بين المغرب وإسبانيا .

وبعد دلك أشد لشكر المنتسبين إلى حزب الإتحاد الإشتراكي المساهمة في نجاح الحزب الإشتراكي العمالي في الإنتخابات القادمة، مطالبا مسؤولي الحزب الإسباني بتمكين مغاربة إسبانيا من المشاركة في الإستحقاقات وإثبات قدراتهم سياسيا.