إيمان الإدريسي: فيروس كورونا وحد بين الفقير والغني وألغى الطبقات وخلخل كل الموازين

الوطن 24/ حاورها: طارق الكناش

إيمان الإدريسي سليلة عائلة امتدادا من المقام الشريفي (المولى إدريس) وغوصا في حاضرة فاس العالمة. ابنت عاصمة الغرب الناضح بخيرات سبو… فنانة تكونت على يد فنانين أعطوا للقنيطرة مكانة وساسا مازال اسمهم موشوما بالمقاس. درجت في دراستها بين مدينتها وحمامة الشمال وحيث أن حبها للتمثيل وليد حجرات دراستها والموهبة هبة إلهية، فلقد كانت كما الهدهد يختطف الأخبار ويعلن عنه حتى صار… فكان أول فعل درامي على ضفاف القلب الفيلم التلفزيوني الذي كان الانطلاقة الواعدة لها لولا ظروف أسرية واختيارات قدرية أبعدتها عن حلمها لسنين في غربة خضراء بطعم الرمال… تعود لحضن الفن وحضن الوطن وبالخصوص لأبي الفنون بقوة وهي مثقلة بحمل أسري سيكون دائما ملهمها للبقاء بقوة الإرادة.

*ما جديد الفنانة المبدعة إيمان الإدريسي؟

بعد مشاركات بمجموعة من الأعمال الدرامية: الغريبة، الحبيبة أمي… للمخرجة والصديقة جميلة البرجي بقيادة الرائد أبو عروة. وسيتكوم “ماشي فحالهم” مع المرحوم عزيز سعد الله وخديجة أسد… الآن، أشارك في العمل المسرحي الحلم الراكد للفنان محمد حتيجي مع فرقة محترف ناس الحال، في إطار دعم الجولات المسرحية لموسم 2020، الذي راهن فيه المخرج على البحث وتقريب فرجة مسرحية تلامس المعيش اليومي الممهور بإسقاطات معرفية ممتوحة من ثقافة عريقة في الموروث الشعبي الزاخر بالرموز، ولقد كانت تجربة جديدة بالنسبة ومن التجارب القليلة التي أكتشف فيها قوة العمل الجماعي الاحترافي المسكون بالحب والعشق للركح.

*الفنان المغربي واجه جائحة كورونا في وضع لا يحسد عليه. كيف عاشت الفنانة إيمان هذه الجائحة؟

كأي إنسان ابتلينا بفيروس مستجد تحدى كل الحدود ولم يرعى لا مواثيق ولا بنود… فيروس وحد بين الفقير والغني وألغى الطبقات وخلخل كل الموازين… كل العالم، ومن ضمنهم المغرب، تضرر من جراء هذا الوباء… كل المهن خاصة الحرة عانت من هذا الوباء. وفي المغرب سيكون الفنان، الذي لا دخل قار له، من طليعة المتضررين حيث ستقفل في وجهه كل مراتع عمله التي يجد فيها حياته ومنها يضمن قوته وأخص بالذكر فنانو الأداء الحي (المسرح، الموسيقى…) أما حتى المحظوظين من الدعم على مستوى الشاشة الصغيرة أو الكبيرة فهو بعض عزاء لبعض الفنانين.. ورغم ذلك واستجابة لتوجيهات الدولة حول أخذ الاحتياطات اللازمة فلقد كانت لي مشاركات عن بعد مع بعض المنصات الرقمية التابعة للمديريات الجهوية للثقافة أذكر منها: قنديشيات/ ابيض واكحل/ وسلسلة كلام زمان/ صنف الحكايات والمونولوجات. ويبقى التضامن الذي تمتاز به الأسر المغربية والتدافع تخفف بعضا من هذه الذائقة وبعض إعانات الدولة التي تعمل هذه الأخيرة على توفيرها. الحمد لله نعيش توازنا مقبولا، لكن استمرار قفل قاعات العروض يخنق. نتمنى أن ينزاح هذا الهم ويتخلص العالم من هذا الاجتياح المفزع لهذا الوباء.

* كيف ترين واقع الإبداع المسرحي بمدينة القنيطرة؟

الفعل المسرحي بالمغرب لا يختلف كثيرا من مدينة إلى أخرى وحسب خصوصية كل مدينة على حدة. فلربما كانت مدينة القنيطرة في زمن رائدة في المسرح وأقيمت بها مهرجانات لمسرح الهواة وكان لها مساهمة في هذا المجال شأن كل المجالات الفنية الأخرى… إلا أن اكتظاظ الفنانين بالبيضاء والرباط أضعف من هذا الشأن وكذا اهتمام كل مثقفي المدينة في غالبيتهم بالأنشطة الموسمية والجمعوية التي تهتم بالشأن الأدبي أكثر من الشأن الفرجوي… لأسباب متعددة فرغم أن القنيطرة بها جمهور متذوق للنتاج المسرحي إلا أن غياب قاعات العروض في فترة من الزمن أضعفت الفعل المسرحي فاتجه فنانيها للتلفزة أو السينما أو الانتماء لفرق خارج المدينة… كان كفاحنا بجانب بعض الممارسين يعطينا بعض الحضور لكن في غياب التنافس البناء أضعف من مجهوداتنا. لهذا تجدني أقبل العمل مع فرق خارج المدينة، لكن هذا لا يعني عند وجود فرقة تتشبت بخدمة المدينة وتنطلق منها أن اعمل معها فالأولوية لمدينتي التي نشأت فيها وأناضل من أجل إعلاء شأنها المسرحي.