ابحيح حميد إطار تقني في مركب صناعي للنسيج بالدار البيضاء في حوار “الحجر الصحي بالمغرب وأزمة تفشي كورونا”
الوطن 24/ حاوره: عبد الهادي العسلة (مدريد)
كعادتها تواكب الوطن 24 ما يقع في العالم جراء تفشي “جائحة كورونا” وتداعيات ذلك على المغرب، لتنقل لكم إنطباعات كتاب وباحثين وفنانين وفاعلين سياسيين وحزبيين وجمعويين حول فيروس كورونا وكيف تفاعلوا مع زمن الحجر الصحي…
وفي هذا الصدد ربطنا الإتصال هاتفيا من مدريد / إسبانيا، إلى العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية وهي من كبريات المدن حيث الكتافة السكانية، وأيضا من حيث الرواج الإقتصادي، واستضفنا السيد ابحيح حميد من النخبة الغرباوية، الأربعائية من مواليد 1961 بعد حصوله على البكالوريا في العلوم التجريبية بمدينة سوق أربعاء الغرب إلتحق بالمعهد الوطني للجلد والنسيج سنة 1984 بالحي الجامعي بدهر المهراز بفاس مباشرة بعد التخرج، سنة 1986. عمل كإطار تقني في مركب صناعي للنسيج بمدينة الدار البيضاء، حيث راكم تجربة عملية تناهز 34 سنة. رب أسرة تتكون زوجة و2 أبناء.
ضيف الحلقة (15) من سلسلة حوارات “الوطن 24”.
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* السلام عليكم بخير سي حميد..
وعليك السلام سي عبد الهادي، كيف حالكم.
قبل الإجابة على سؤالك أود أن أتقدم لك بالشكر ولجريدتكم الوطن 24 الناطقة بإسم منطقتنا خاصة ووطننا عامة وعلى كل طاقمها والعاملين بها…[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* كيف تتعامل مع هذه الأزمة ؟
ماذا أقول – مكره أخاك لا بطل- لم يخطر بخلدي يوما أني سأجبر على البقاء محجورا في بيتي وأنا في كامل صحتي وعافيتي “قدرالله وماشاء فعل”، وامتثالا للنداء الوطني إلتزمت بالحجر الصحي مع عائلتي الصغيرة لا أغادر البيت إلا للضرورة القصوى مرة كل يومين مع الحرص على استعمال الكمامة والتقليد بالتعليمات الاحترازية حتى لا يتأذى محيطي من هذا الوباء.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* شنو الأشياء الزوينة لي استفدت من الحجر الوقائي الصحي ؟
في الحقيقة الحجر كله استفادة؛ زادمن تشبتي بعقيدتي بحيث فهمت الآية الكريمة (إليه يعود الأمر كله) سبحانه وتعالى، وأن هذا الكون الذي نحن منه مسير بإرادته؛ ولا يريد لنا إلا الخير؛ انظر إلى ما بلغ إليه الإنسان من تطور تكنولوجي مدمر للبيئة و من جبروت وعتي وفساد في الأرض وتفتحت شهيته لغزو الفضاء والفتك ببني جنسه واستعباده له، ولم تنفع معه لا تحذير المدافعين عن البيئة ونفوق الحيوانات والأسماك ولا ثقب الأوزون ولا ارتفاع حرارة الأرض وشح المياه وتلوثها، بل زاد في غيه حتى اوقفه مَخلوق ضعيف لا يرى بالعين المجردة، شل كل شرايين حياته أحجم قوته أطفأ كبرياءه ونكس أنفته وهيبته وأنصف بيئته وطهرها من كل مخلفاته الملوثة واستبشرت خيرا في هذا الفصل الربيعي، كما حرك الضمائر الحية وأعاد لها إشعاعها وأنصفها هي الأخرى بعدما كانت تندد بحناجرها في عدد كبير من العواصم الدولية دون أن يكترث لها أحد ف(رب ضارة نافعة)
الجميل من الأشياء: ماعبر عنه المغاربة من تضامن ومعدن نفيس و وطنية راقية من أعلى الهرم حتى أسفله – شهد بها العدو قبل الصديق – رحماء بينهم، تدابيرإستباقية، مساهمات مادية وعينية أثلجت صدور المغاربة، تناغم رائع ببين المواطنين والسلطة، تضحيات بطولية من كل المدافعين على حياتنا.
ومن إيجابيات هذا الحجر؛ اللمة العائلية فنمط الحياة بمدينة كالدارالبيضاء مختلف لا تجتمع العائلة كثيرا كما هو اليوم جمعنا الحجرعلى مائدة واحدة في كل وجبة وما يصاحبه من نقاش حول ما يدور من أخبار حول هذا الوباء او ما يتعلق بمستقبل الأبناء الدراسي التقرب إلى بعضنا أكثر،؛ مثلا لأول مرة يعرف أبنائي أني طباخ ماهر، بعض الأحيان نمارس الرياضة مقابلات في الشطرنج، وما يحز في قلبي أنه من الصعب إقناع هذا الجيل القراءة الكتب رغم ما تزخر به خزانتي من كتب،، فهم يعتبرون القر اءة التقليدية من الزمن الماضي ويفضلون الإبحار في الإنترنت وأخذ المعلومة بأقل تكلفة، ولا أدري من الأصح هم أم أنا.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* شنو النصيحة لي ممكن تقدمها للناس فهاد الوقت ؟
النصيحة التي يمكن تقديمها لا تختلف عما سبق أن أدلى بها من حاورتهم من قبلي؛ الإلتزام بالحجر الصحي والنظافة والصرامة في منع الأطفال من الخروج خارج البيت مهما كانت الظروف، كما أريد أن أقول للشعب المغربي أننا في حرب مع عدو خفي والحرب معناها أنك لن تعيش بنفس المستوى الذى ألفته ستكون تنازلات في معيشك اليومي إلى حد التقشف إذا تطلب الظرف ذلك كما وجب عليك معرفة أن في مثل هذه الحالات سيكون بقربك من لا يملك قوت يومه لهذا يجب التقصي وبالأخص كبار السن مَحتاجون لمن يقضي مآربهم وحاجاتهم، فهلموا لفعل الخير وكونوا إنسانيين، فهذا ابتلاء يجب التكيف معه والإنتصار عليه والخروج منه بأقل الخسائر.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* هل سيتجاوز المغرب هذه الأزمة؟
نعم لدي اليقين أن بلادي ستتجاوز هذه الجائحة منتصرة وإن كانت التكلفة الإقتصادية باهضة الثمن وتأتيراتها ستمتد على المدى القصير، إلا أنه المغرب بعد كورونا ليس هو قبل كورونا، ستتغير العلاقات الإجتماعية والبرامج السياسية للأحزاب، وسيرجع الدفئ في العلاقة بين المواطن والسلطة، وحتى قوانين المالية المقبلة ستخصص المزيد في ميزانية الصحة وربما التعليم والبحث العلمي، وأظن أيضا أن هناك فئة خاصة من المواطنين استخلصت الدرس وتعلمت أن الأموال التي تؤمنها في أبناك خارج الوطن لم تنفعها في شيء أمام هذه الوباء ويجدر بها أن ينتفع بها في وطنه وأتمنى أن تعيد حساباتها لأن لا أحد يعرف ما يخبئه له المستقبل..[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* كلمة مفتوحة بغيت تقولها بهاد المناسبة ؟
مرة أخرى أشكرك من أعماق قلبي ولجريدة الوطن 24 الإلكترونية وطاقمها متمنيا لكم جميعا التوفيق والمزيد من العطاء، كما أود أن أحيي عبر هذا المنبر الهادف جنود الصفوف الأمامية الذين يحرسون على سلامة أرواحنا وصحتنا الأطقم الطبية والصيدلانية من مدنيين وعسكرية ورجال السلطة بجميع أشكالها ورتبها ورجال الوقاية المدينة وعمال النظافة وكل المنتجين و الموزعين للمواد الغذائية والنظافة والصيدلة، كما أرفع القبعة للمهندسين المغاربة الذين أبانوا عن كعب عالي بابتكاراتهم الموجهة للأطقم الطبية لتسهيل وتيسير كفاحهم ضد هذا الوباء الفتاك، وأيضا أثمن ما يقوم به نساء ورجال التعليم الذين أرسلوا إشارات بمساهماتهم القيمة والبطولية على أنهم عماد هذا الوطن لينهظ من جديد ويساير الأمم الأخرى وعلى أن التعليم التقليدي لم تعد له مكانة في هذا العصر بل وجب الإستثمار في المعرفة والتقنيات الحديثة والبحث العلمي والإبتكار عوض استظهار الدروس عند كل آخر الموسم الدراسي.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* ماهو أول فعل ستقوم به بعد انجلاء هذه الأزمة؟
إن شاء الله بعد الإنتصار على هذا الوباء والخروج منه؛ أول خطوة هو السفر إلى البلدة لزيارة والدي والتبرك بهما فقد اشتقت لهم كثيرا سأضمهما وأقبل رأسيهما وأيديهم وأطلب دعواتهما، بعدها سأعود لعملي ورياضتي المفضلة الكرة الحديدية وطبعا إخوتي وبالأخص أخي هشام الذي ازداد فراشه بمولود جديد كم تمنيت أن أحضن هذا الملاك الجديد، وكذلك أصدقائي وزملائي في العمل.
أتمنى لكم السلامة والعافية والحفظ من كل َما يضر، وأترككم في رعاية الله والسلام عليكم.[/box]