استقامة في زمن الاعوجاج… فريد عزاوي نموذج للمسؤول المغربي النزيه.

خارج كل القتامة التي تعيشها مدينة سوق أربعاء الغرب، في مشهد يشبه السباحة ضد تيار جارف يجرف في طريقه كل ما هو طيب وجميل، وكل ما هو كريم ونبيل، إلى درجة أن أصحاب النفوذ سيطروا على كل شيء، وفرضوا أسلوبهم الخبيث في التضييق على حرية التعبير وحق النقد، يفعلون كل شيء من أجل فرض ثقافة الصمت وقانون الخضوع بالاستقواء والإغراء والابتزاز، بشعار: “كل من ليس معنا فهو ضدنا، ويجب إعلان الحرب ضده”.

لكن، في خضم هذا المشهد الدرامي المظلم، هناك نقطة ضوء جديرة بالتقدير والاحترام، تسترعي الانتباه وتستحق الإشادة، لأنها تمثل نموذجًا يُحتذى به لشخصية المسؤول في المغرب، المسؤول الذي يصوغ بروفايل رجل الدولة الملتزم، المسؤول المقتدر، الذي يحظى باحترام الجميع ويقف على مسافة واحدة من الجميع. مسؤول لم تنفع معه محاولات الاستدراج أو الإغراء لإدخاله إلى حضيرة الخانعين الطامعين، والخاضعين لشروط وإملاءات النافذين ليكون أداة لهم في صناعة المظالم والتأشير على فوضى النفوذ.

إنه العميد الإقليمي السيد فريد عزاوي، الرجل القوي باحترامه لمهنته ووظيفته ووطنيته في مغرب يتطلع إلى ترسيخ دولة المؤسسات والعدالة. رجل رفض أن يكون بوقًا لمنظومة الفساد، أو أداة طيعة في يد سماسرة النفوذ، وقرر أن يظل واقفًا بشموخ الضمير، حارسًا لما تبقى من قيم العدل في مدينة تتآكل فيها الثقة، ويُدفن فيها الحقّ كل يوم دون مراسم.

عميد لم يدخل في صفقات الصمت، ولم يهادن في تطبيق القانون، ولم يستسلم لإغراءات الكراسي ولا لإملاءات أصحاب الملفات الثقيلة، فكان صوته الهادئ قانونًا، وقراراته ميزانًا، وسيرته ملاذًا أخيرًا للضعفاء والمظلومين الذين أرهقتهم الأبواب الموصدة والوجوه المتلونة.

مثل هذا الرجل لا يحتاج إلى وسام، ولا إلى تصفيق… يحتاج فقط إلى أن نرفع له القبعة، وأن نحفظ اسمه في الذاكرة النزيهة للمدينة، لأنه اختار أن يكون مختلفًا. لأن الصمت أمام الاستقامة خيانة، ولأن قول الحقيقة في مغرب يحلم بالكرامة والعدل مقاومة.