…. اقتراح تحت الحجر
الوطن 24/ بقلم: د. العلمي الدريوش
ماذا لو اقترح المغاربة تجريب مرحلة إنتقالية إستثنائية بعد كورونا.. مرحلة لخمس سنوات يتم خلالها إلغاء كل ما تأخذه الأحزاب بالباطل من دعم للصحف والمقرات وأموال لمختلف المسؤوليات التمثيلية الجماعية والبرلمانية والوزارية.. وخلال هذه الفترة يكون هناك موظفون طبقا لكفاءاتهم يديرون مرافق الدولة بأجور معقولة ويراقَبون ويحاسَبون كباقي الموظفين..
تصوروا الأموال التي يمكن إقتصادها وتوظيفها في مشاريع عملاقة قد تحقق نهضة حقيقية..
كل من الشعب والدولة يعرفون أن هذه الأحزاب لا دور لها سوى تفويت فرص النهوض والرقي على هذا البلد.. فالاحزاب تُمنَحُ ما تُمنَحُ من قبل الدولة مقابل تأطيرها للمجتمع.. واحزابنا في قطيعة تامة معنا .. فهي لا تؤطر الناس بل تنفرهم من كل تأطير سياسي.. وهذا يعني أنها لا تقدم الخدمة المفروض أن تقدمها للدولة؛ وهي تنظيم المجتمع وتاطيره وإشراكه ليكون هناك نوع من الرضى المتبادل بين الدولة والشعب… والشعب عندما يتأطر في تنظيمات سياسية فمن أجل رفع صوته واقتراحاته وتحقيق مطالبه وطموحاته . والكل اليوم يعرف أن هذه الأحزاب لا ترفع مطالب الشعب ولا تلبي طموحاته ، بل تسير في كل شيء ضدا على إرادته ومطالبه.
إن واقع الطلاق بين الشعب والأحزاب لا يحتاج إلى برهان.. فشمس الحقيقة ساطعة لا أحد يستطيع حجبها.. ويكفي ان نرى تضارب تصريحات الأحزاب المشاركة في الحكومة لنتيقن أننا أصبحنا وكأننا في مسرح للعبث.. مسؤولون يمتصون أموالا طائلة من خلال مسؤوليات تقلدوها.. ويمكرون وينافقون في تصريحاتهم ويتهمون بعضهم البعض وكأنهم لا يشاركون في المسؤولية التي تحتاج إلى الانسجام والجرأة والشجاعة والصدق.
وعليه لن يكون أمامنا بعد كورونا – إن شئنا مسايرة الدول الراغبة في مراجعة الذات والاعتبار من الأحداث العظمى – سوى أن نسلك أحد الطريقين: الأخذ بالاقتراح السابق والتحلي بالشجاعة دولة وشعبا والتهيئ لمرحلة جديدة. أو القطع مع كل الأحزاب في شكلها الحالي وتأسيس أحزاب جديدة حقيقية تصنعها الطبقات الاجتماعية وفق معايير ومنظورات جديدة تصبح فيها هذه الاحزاب رافعة للتنمية والديمقراطية وليس معطلة لعجلاتها.