الأزمة المغربية الإسبانية.. ما هو أصل المشكل؟
الوطن 24/ متابعة: طارق المومني
من الواضح أن العلاقات المغربية الإسبانية، لا تمر بأحسن أوقاتها، في ظل التطورات الأخيرة والمتسارعة التي تشهدها الساحة السياسية بين البلدين، والتي وصلت إلى حد استدعاء المغرب لسفيرته بمدريد للتشاور.
قرر المغرب استدعاء سفيرته بإسبانيا، كريمة بنيعيش، بشكل مستعجل للتشاور، على خلفية وصول عدد من المهاجرين غير النظاميين إلى ثغر سبتة المحتل، وقبل هذا الاستدعاء، قالت السفيرة المغربية حين تم استفسارها من طرف وزارة الخارجية الإسبانية، إن “هناك سلوكيات لا يمكن قبولها”، مضيفة أن “العلاقات بين الدول الجارة والصديقة يجب أن تقوم على أساس الثقة المتبادلة، ويجب العمل عليها وعلى تغذيتها”، في إشارة ضمنية إلى استقبال الجارة الإيبيرية لزعيم “البوليساريو” بهوية مزورة.
وفي هذا الإطار، كشف الأستاذ في العلوم السياسية، والخبير في العلاقات الدولية، محمد شقير، أن استقبال إسبانيا لزعيم جهة “البوليساريو” الانفصالية، إبراهيم غالي، بهوية مزورة، يعتبر التحول الأساسي بالنسبة للتطورات الأخيرة التي تشهدها العلاقات المغربية الإسبانية.
وأوضح شقير، في تصريح لـSNRTnews، أن رد المغرب على الخطوة الإسبانية، كان قويا من خلال بلاغات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، التي اعتبرتها “استفزازا وتناقضا في التعامل مع شريك استراتيجي وأساسي”، ليبلغ التوتر السياسي بين البلدين ذروته بعد الأحداث التي شهدها ثغر سبتة المحتل، والتي نتج عنها استدعاء المملكة لسفيرتها بمدريد للتشاور.
وأضاف شقير، أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، كان له دور كبير في تقييم المملكة لعلاقاتها مع جميع شركائها وخصوصا الأوروبيين، وهذا ما يظهر من خلال ردود الفعل التي أبداها المغرب اتجاه الصحراء، التي تعتبر قضيته الأولى، حيث انتقل من التنديد والانتقاد إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة.
وأشار شقير، إلى أن الجانب الإسباني، مدعو إلى تحديد موقفه بشكل واضح من القضايا الاستراتيجية للمملكة، وخصوصا قضية الصحراء المغربية، كما سبق وأشار إلى ذلك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، و”تفادي الانسياق وراء التجاذبات الانتخابية، بين مكونات المشهد السياسي الإسباني، في قضية محورية تهم كل المغاربة”.
وخلص الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن الموقف المغربي، يعتبر رسالة واضحة لكل شركاء المملكة، وخصوصا الأوروبيين، للحسم في مواقفهم بخصوص قضية الصحراء المغربية، التي ظلت “متذبذبة وقائمة على النفعية”، موضحا أن المغرب لم يعد راضيا على هذا النزاع المفتعل المستمر منذ أزيد من 40 سنة.