الأستاذ أنس الدحموني في حوار الحجر الصحي بالمغرب وأزمة تفشي فيروس “كورونا”

الوطن24/ حاوره: عبد الهادي العسلة(مدريد)
تواكب الوطن24 كعادتها ما يقع في العالم جراء تفشي “جائحة” كورونا وتداعيات ذلك على المغرب، لتنقل لكم إنطباعات كتاب وباحثين وفنانين وفاعلين سياسيين وحزبيين حول فيروس كورونا وكيف تفاعلوا مع زمن الحجر الصحي…
وفي هذا الصدد نستضيف الأستاذ أنس الدحموني الكاتب العام للنقابة الوطنية لإعداد التراب الوطني والتعمير، والقيادي في الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.
ضيف الحلقة (11) من سلسلة حوارات “الوطن 24”.
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* السلام عليكم بخير سي أنس الدحموني.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي عبد الهادي، وشكرا على الإستضافة[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* كيف تتعامل مع هذه الأزمة ؟
أتعامل مع هذه الأزمة بكل مسؤولية، دون تهويل أو تهوين، ألتزم رفقة أسرتي بالحجر الصحي، وأعمل عن بعد باستعمال وسائل التواصل الإلكترونية وتطبيقات الإجتماع عن بعد.
الحياة لا تتوقف في هذه الفترة، لذلك يستمر الأطفال في الدراسة باستعمال وسائل التواصل عن بعد، كما أتواصل بصفة شبه يومية مع العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والمناضلين النقابيين والجمعويين عبرمجموعات الواتساب التي قاربت المسافات وساهمت في تبسيط التواصل ودعمه بشكل غير مسبوق.
أضطر في مرات نادرة للخروج قصد جلب الاحتياجات المعيشية، حاملا معي رخصة الخروج، والمحلول الكحولي لإستعماله بعد كل لمس للأشياء، مع إتخاذ جميع الإحتياطات لحماية نفسي والآخرين، من ترك مسافة الأمان مع الأشخاص الآخرين في المتاجر، وعدم المصافحة بالأيادي والعودة سريعا للمنزل بعد ذلك، وتغيير الملابس والحذاء، ثم غسل يدي بالماء والصابون وفركهما لمدة لا تقل عن 20 ثانية.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* شنو الأشياء الزوينة لي استفدتي من الحجر الوقائي الصحي؟
خلال فترة الحجر الوقائي الصحي كانت فرصة إستثنائية للجلوس مع الذات، بحكم الوقت المتوفر. خلال هاته الفترة أصبح لدي إحساس بالتعاطف مع جميع الناس في العالم كيفما كان شكلهم أو ديانتهم أو مبادئهم في الحياة: جميع البشرية معرضة للخطر، وجميع البشر متشابهون، وأدعو الله لهم بالسلامة، وان لا يفجع أحد في أقاربه أو أحبائه، وان يرفع الله عنا هذا البلاء.
كما أتمنى أن تستفيد الإنسانية من هاته الجائحة بعد تخطيها، لإعادة النظر في أولويات الحياة المشتركة على هذا الكوكب، وإعادة النظر في الأخطار التي تهدد وجود الإنسان كيفما كانت جنسيته، كالأمراض التي لا تعترف بالحدود ولا بالفوارق المختلفة للجنس البشري.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* شنو النصيحة لي ممكن تقدم للناس فهاد الوقت؟
لا توجد نصيحة يمكن إسداؤها للناس حاليا أفضل من البقاء في البيوت تفاديا لانتشار فيروس كورونا.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* كلمة مفتوحة بغيتي تقولها بهاد المناسبة؟
الإنخراط في المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية لإنجاح تدابيرالوقاية ومساعي اليقظة ضد انتشار العدوى والمساهمة المالية التضامنية في الصندوق الخاص بمواجهة هاته الجائحة هي من صلب الوطنية الحقيقية خلال هاته الفترة. كما لا تفوتني الفرصة للإلتماس بالتبرع بالدم بعد اخد موعد بأحد مراكز تحاقن الدم المنتشرة عبر ربوع التراب الوطني اجتنابا لفترات الذروة. ولنتذكر جميعا، بأن قطرة من دمائنا هي ربما تشكل لأحد الناس فرصة للحياة. [/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* هل سيتجاوز المغرب هذه الأزمة؟
سيتجاوز المغرب إن شاء الله هاته الأزمة، وسيعيد ترتيب أولوياته من خلال بلورة نوذج تنموي جديد الذي دعا إليه عاهل البلاد الملك محمد السادس نصره الله. نموذج يضمن كرامة المواطن، ويصون مقومات عيشه الكريم من خلال توفير فرص الشغل وتعزيز قطاعات التعليم والحماية الصحية وإطلاق جيل جديد من البرامج والاستراتيجيات القطاعية.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
*كيف تعاملت النقابة الوطنية لإعداد التراب الوطني والتعمير والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب مع الوباء ومع الحجر الصحي؟
كجميع نقابات الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب، نوهت النقابة الوطنية لإعداد التراب الوطني والتعمير بمجموع القرارات التي أعلن عنها جلالة الملك بصفة إستباقية لتدبير تداعيات الوباء، مما جنب المملكة الأسوأ بالنظرإلى ما يحدث على الصعيد العالمي والإقليمي، ومنها المبادرة الأخيرة لجلالته بإعطاء أوامره للطب العسكري لتقديم الدعم للطب المدني في مواجهة حالة الطوارئ التي يعيشها المغرب.
على الصعيد القطاعي، أصدرت الوزيرة الوصية على القطاع مجموعة من المذكرات التي تنظم العمل عن بعد ولا يمكننا في النقابة الوطنية لإعداد التراب الوطني والتعمير إلا أن نثمن مثل هاته القرارات التي تراعي التدابير الإحترازية والوضع الصحي الحالي.
وعلى العموم، فإن جميع المكاتب المجالية للنقابة الوطنية على تواصل وتنسيق دائم مع بعضها البعض عبر تطبيق المجموعات التواصلية الفورية لتأطير الشغيلة والوقوف بجانبهم ومصاحبتهم خلال هاته الفترة الإستثنائية التي تمر بها بلادنا ومجموع دول العالم.
على صعيد الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب، تم تعبئة مسؤوليه ومناضليه للمساهمة في مختلف المبادرات التي من شأنها مساعدة المملكة على رفع تحدي التغلب على الوباء ومخلفاته، ومساهمة منه في المجهود الوطني، كما أعلن مساهمته بمبلغ مائة ألف درهم ( 100.000,00 درهم ) لفائدة الصندوق المحدث لتدبيرومواجهة وباء فيروس كورونا، مع دعوة جامعاته ونقاباته القطاعية واتحاداته المجالية للمساهمة في الصندوق المذكور حسب الإمكانيات المتاحة لهم، مع تجديد الدعوة لمناضلاته ومناضليه وعموم الشغيلة للتبرع الطوعي في إطار التضامن الوطني.[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
*وهل لكم إقتراحات تهم التنزيل السليم لهذه الإجراءات أم أنه لا اقتراحات فوق إقتراحات وزيرالداخلية؟
الإنضباط لقرارات الدولة هو المطلوب حاليا، ومن يريد التطوع حاليا، فليلزم بيته وليدعو الله مخلصا لرفع البلاء، وليتطوع بالمال سواء عبر الرسائل النصية أو عبر التحويل المباشر إن كان ذلك متاحا للصندوق المخصص لمواجهة جائحة كورونا…، لذلك لا داعي في تقديري لأي مبادرات حاليا غير تلك التي تصدر عن الهيئات الرسمية للدولة…[/box]
[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]
* ماهو أول فعل ستقوم به بعد إنجلاء هذه الأزمة؟
بعد إنجلاء الأزمة بإذن الله، أول فعل أرغب بالقيام به إن شاء الله هو الذهاب للصلاة في المسجد والدعاء لله شكرا وحمدا وطلبا منه لحفظ أبناء هذا البلد من كل شر ومكروه وسائر البشرية.
وفي الختام، أدعو العلي القدير في تضرع وخشوع أن يرفع هذا البلاء وأن يكشف هاته الغمة وأن يفرج هاته الكربة وأن يحفظ البلاد والعباد من كل الاسقام وأن يجنبنا كل مكروه في أنفسنا وأهلينا وفي بلادنا وشعبنا وجميع المسلمين والناس اجمعين، إنه انه سميع بصير وبالإستجابة جدير.[/box]