الباحثة مارية جوهري في حوار الحجر الصحي بالمغرب وأزمة تفشي “كورونا”.

الوطن 24/ حوار: عبد الهادي العسلة

كعادتها تواكب الوطن 24 ما يقع في العالم جراء تفشي “جائحة” كورونا وتداعيات ذلك على المغرب، لتنقل لكم إنطباعات كتاب وباحثين وفنانين وفاعلين سياسيين وحزبيين حول فيروس كورونا وكيف تفاعلوا مع زمن الحجر الصحي…

مارية جوهري

وفي هذا الصدد نستضيف في إطار مقاربة النوع الإجتماعي، مارية جوهري الأستاذة والباحثة في القانون العام والعلوم السياسية، رئيسة المركز المغربي للدراسات والأبحاث المالية والضريبية، لتعبر عن تفاعلها مع يوميات الحجر الصحي، ورأيها تجاه القضايا الآنية التي افرزها وباء كورونا .

   ضيف الحلقة العاشرة من سلسلة حوارات “الوطن 24”.

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* السلام عليكم بخير لالة مارية جوهري

    وعليكم السلام، سي عبد الهادي… الحمد لله، على كل شيء، الحمد لله الذي جعل لكل شيء قدراً، وجعل لكل قدر أجلاً .

 أحييك أخي عبد الهادي على روح تواصلك الكريم مع أبناء بلدتك، وتفاعلك المستمر مع القضايا الأنية التي تقتضيها مسؤولياتك الإعلامية، سواء في بعدها المحلي، أو الوطني. فرغم بعدك فأنت الغائب الحاضر، وأغتنم الفرصة لتقديم شكري لطاقم الجريدة، ولكل العاملين بها، كما أقدم أصدق عبارات التضامن، والمواساة، لكل مغاربة المهجر، وأسأل الله أن يرفع هذا البلاء، وأن يحميك وأسرتك من هذا الوباء، أمين.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* كيف تتعاملي مع هذه الأزمة ؟

  لله الأمر من قبل ومن بعد،

    أولا وقبل كل شيء أحيي الروح الوطنية لجميع مكونات بلدنا، ملكا، شعبا وحكومة، وجميع القوى (المدنية، الصحية، العسكرية التعليمية…) في الإنخراط، وبشكل مسؤول وواع في  التدابير الإحترازية التي أخذتها السلطات العمومية كما أشيد بهذه الخطوة الإستباقية لتفادي تفشي هذا الوباء اللعين.

   بالنسبة لي وكأي امرأة، وأم تتعدد مسؤولياتها، فمن جهة البيت والأسرة، ومن جهة الواجبات المهنية، ومن جهة ثالثة البحث العلمي، أتعامل بجهد كبير، وتحت ضغط نفسي رهيب، وأحاول أن أكون أقوى مما كنت عليه، فمن واجبي، وهذا ما تربيت عليه، أن أتحلى بالصبر وبروح المسؤولية، تجاه أسرتي، وتجاه إلتزاماتي المهنية، العلمية والأكاديمية، وهذا ما يشكل بالنسبة لي تحدي كبير، أعمل جاهدة على كسبه حتى أكون في مستوى المرحلة.

   المرحلة جد حرجة، وتقتضي منا جميعا أخذ جميع الإحتياطات الإحترازية، والتجاوب مع القرارات التي اتخذتها الدولة من أجل حمايتنا، كما تقتضي منا مواصلة واجباتنا، وأداء مهامنا بشكل متواصل، وربما زادت بعض المسؤوليات بالنظر إلى الظرفية الراهنة، كتدريس أبنائي في المنزل ومتابعة دراستهم، بالإضافة إلى، مواصلة العمل المهني (الدوام بالتناوب + العمل عن بعد)، وأيضا مواصلة واجباتي تجاه بعض الطلبة، ومتابعتهم عن بعد، سواء بالتوجيه، أو التأطير، أو مدهم بالموارد الرقمية والمحاضرات المصورة، حتى يجتازوا هذه المحنة.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* شنو الأشياء الزوينة لي استفدتي من الحجر الوقائي الصحي ؟

أستفذت أشياء وافتقدت لأشياء ذات قيمة كبيرة.

   أولى الأشياء، التي استفدت منها، العودة إلى الذات، إلى التقرب إلى الله، والتأمل في هذا الوجود، المليء بالمفاجآت والأسرار، فظروف الحياة  تدفعك لعيش مواقف عديدة تتمايز بين الأفراح والأقراح، وتأخذك لخوض معارك من أجل البقاء، دون أن تدرك المعنى الحقيقي للوجود، فالكل هنا تساوى أمام الخوف/ الموت من الوباء، العني والفقير، القوي والضعيف، الشيخ والصغير. إنها آية  تستحق أكثر من تأمل.

وثاني الأشياء، علمتني الثبات، وضبط النفس، أكثر وأكثر، فالأمر هذه المرة لا يعنيني وحدي، بل يعني كل من هو قريب مني، فعلي الإحتراس حتى لا أنقل العدوى لهم، وبالتالي، عليك أن تتخلى عن جميع عاداتك، بل حتى على حضن أبنائك وتقبيل يد أمك، فأبواب الأحباب كلها موصدة، إلا باب الرحمان…… فهذا أقسى درس علمته لنا ملكة الملوك ” كورونا”.

 ومن جهة ثانية افتقدت لأشياء لا تقدر بثمن، لدفئ عائلتي، وللقاءات العلمية والجامعية، وللأصدقاء، ولأبواب المساجد التي باتت مغلقة، إنها فرصة للتضرع إلى الله وملازمة بيوتنا، والمصالحة مع ذواتنا، وفرصة للزهد، وتعلم الإقتصاد في الحياة، والتقرب من أبنائك وأسرتك، وأيضا هي فرصة للتثقيف الذاتي، وقراءة الكتب وفرصة أيضا للمساهمة في التوعية كل من موقعه الخاص، والتضامن والتعاون والتأزر، والإحساس بالأخرين. كورونا أعطتنا وما زالت، دروسا كثيرة وعبرا كثيرة للحياة والعمل والتعامل مع أنفسنا ومع بعضنا البعض.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* شنو النصيحة لي ممكن تقدمها للناس فهاد الوقت ؟

هي نصيحة ، وفي نفس الوقت نداء

   أول نصيحة، هي الإمتثال لقرار الحجر الصحي، والأخذ بأسباب الحيطة والحذر والوقاية، عدم الخروج إلا لضرورة.  فالمجتمع المغربي عبر عن هذا الوعي، وبمثل هذا الدعم المجتمعي تتحقق الأهداف وتتم مواجهة هذا الفيروس، فإذا لم يلتزم الناس بأسباب الوقاية فإن حلقة إنتقال العدوى لن تنقطع ولن يكون لقرار الحجر الصحي أثر فاعل.

من جهة ثانية، أناشد وبكل قوة، كل مواطن غيور متنافس في فعل الخير، وكل المبادرات الجمعوية النبيلة، وأنادي  بورجوازيتنا، منتخبيا، فنانينا، رياضيينا، كبار الحرفيين والتجار، … أن يستحضروا الروح الوطنية، وإعتبار مواجهة هذه الأزمة، مسؤولية جماعية وفردية، وأولوية اقتضتها سلامة وأمن بلادننا. جميل أن نغني النشيد الوطني فوق السطوح، لكن أن ننشده، وصدى كلماته، تتردد لتملأ بطون الجائعين وتهدي قلوب الحائرين، تلكم هي الوطنية.

   ومن هذا المنبر، أناشد، بالتسريع في إيجاد الحلول لمواصلة التلاميذ دروسهم، فجميل أن تقر الحكومة، التعليم عن بعد، لكن الأجمل أن تقر بمبدأ الإنصاف، وتكافؤ الفرص فيه. فعلى المواطنين، وأصحاب المقاهي، أن يتقاسموا شبكة الأنترنيت، ولو لساعات بشكل يومي، لتمكين أبناء جيرانهم من متابعة دروسهم.  وعلى شركة اتصالات المغرب، أن تتعاون إنطلاقا من  الثقافة المقاولاتية، ومن الوطنية التي تقتضيها الظرفية الحرجة، لبلوغ هذا الهدف. كما أناشد كل المجالس الترابية، أن تفعل أدوارها الدستورية والقانونية، في مساعدة تلاميذنا في المداشر، وفي أعالي الجبال، المقصيين من أبسط الحقوق، فكيف لهم أن يتعلموا عن بعد، بدون عدة ولا وسائل رقمية، وهم من تكبدوا ولا زالو يتكبدون ويلات التعلم عن القرب.

   أقول للمنتخبين بشتى تلاوينهم ، وأنواعهم، هي الفرصة مواتية أمامكم لكسب استحقاقات وطنية، إنسانية سيذكرها التاريخ، فبادروا، الحملة الوطنية تناديكم شبر شبر زنقة زنقة دوار دوار، فهيا لنعد الثقة من جديد في ديمقراطيتنا، ومنتخبينا ومؤسساتنا الحزبية… كما أوجه ندائي للفلاح المغربي المدافع عن العرش و للبورجوازية المغربية، بإسم الوطنية، (رجال الأعمال، التجار، وكبار الحرفيين …) أن يعلنوا عن وطنيتهم، وتضامنهم في هذه المحنة الوطنية، مع كل الفقراء، واليتامى والأرامل، والمساهمة في تيسير ولوج تلاميذنا المقصيين في الجبال والفيافي والحواضر المهمشة، إلى منصات التعليم عن بعد، والإستفادة قدرالإمكان،  فتلميذ اليوم، هو طبيب وممرض الغد، تلميذ اليوم هو صانع الدواء في الغد.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* كلمة مفتوحة بغيتي تقوليها بهاد المناسبة ?

    في لحظة تأمل، أدركت، أن العالم بأسره، في فوهة بركان غير مرئي، ناره تأكل الأخضر واليابس، تغير العالم كليا في زمن فيروس “كورونا”، فالعولمة، بعدما اشتد عودها ونضجت أفكارها وبانت مفاتنها، جادت علينا بفيروس “قاتل مجهول” عابر للقارات، يهدد بفناء البشر، ينتشر كالنار في الهشيم، يتنقل من بلد إلى أخر، وكأنه ينتقل من غرفة النوم إلى صالون البيت، فالعولمة أسقطت الحدود بين الدول والشعوب والثقافات والأعراق، ومعها انتقلت البشرية بأسرها إلى غرفة الوقاية والحجر الصحي.

   فأزمة كورونا كشفت المستور وعرت الحقيقة، وأظهرت هشاشةَ  السياسات الصحية والإقتصادية، والإجتماعية، في أعتى دول العالم التي كانت تتشدق وتتباهى بتقدمها، فكما يقول المثل الياباني “الأزمات فرص”، وهذه الأزمة هي فرصة لصياغة نموذجنا التنموي المنشود، فرصة أمام لجنة النموذج التنموي، دون تكبد عناء الزيارات والإجتماعات، وإستقصاء وجهات النظر والأراء، فآهات المجتمع، تتردد صداها في كل الأزقة، وفي الأحياء والفيافي، وأعالي الجبال . ها هي الفرصة مواتية لإلتقاط هذه الآهات، وبلورتها في نموذج مغربي، يقوم على الإقتصاد الإجتماعي، والتضامني والمعرفي، نموذج يسعى لبناء الإنسان، قادرعلى الإستجابة لطموحات مجتمع أصبحت فيه البطالة والفقر والإقصاء والتهميش، أوبئة تنخر جسمه، نموذج يقدرالعلم والعلماء، ويحفز البحث والإبتكار، نموذج يعتني بالمستشفيات، ويضع صحة المواطنين من الأولويات، نموذج قائم على كرامة الإنسان، ويستثمر في قطاعات تستهدف بناء المستقبل وإعداد أجيال الغد.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*أستاذة مارية يمكن تشرحي لينا تداعيات هذا الوباء على الإقتصاد الوطني وعلى المالية العامة؟

    بالفعل، كباقي دول العالم، والإقتصاديات القوية، هناك تداعيات وأثار وخيمة، على الإقتصاد المغربي، فبحكم إرتباط إقتصادنا بالإقتصاد الأوروبي، وإنفتاحه على السوق العالمية، وإعتماده على المعاملات التجارية الدولية، وعلى تحويلات العملة الصعبة، وعلى تدفقات الإستثمار الأجنبي، سيجعلنا أمام إمتحان مع إنتشار فيروس كورونا، فبعد أن توقعت وزارة المالية تحقيق معدل نمو بنسبة نمو 3,7% ، في قانون المالي لسنة 2020، قبل انتشار هذه الوباء، توقع البنك المركزي المغربي أواخر شهر مارس، أن تستقر نسبة النمو عند 2.3 بالمئة، على أن تبقى هذه النسبة قابلة للإنخفاض إذا لم يتم احتواء تفشي داء كوفيد 19 على المستوى الدولي في أقرب الأجال. وهو نفس الأمر أكدته المندوبية السامية للتخطيط، بتوقعها  تراجع نمو الإقتصاد المغربي لأدنى مستوى منذ 20 عاما، بسبب الجفاف، وإنتشار فيروس كورونا، وهو مؤشر يبعث على القلق مما هو آت.

   فيروس كورونا، أوقف العديد من النشاطات الإقتصادية، الحيوية، مما سيؤثرعلى ألية الطلب والعرض، فقد يؤدي انخفاض الإنتاج، إلى إنخفاض في العرض، كما يؤدي إحجام المستهلكين ومؤسسات الأعمال عن الإنفاق إلى إنخفاض الطلب. وفي هذا السياق، سيواجه إقتصادنا إنخفاضا متوقعا للطلب الموجه للمغرب، سواء في البضائع أو الخدمات، لا سيما على مستوى الفلاحة والسياحة والنقل والصناعة التقليدية، مما يؤثر سلبا على مستوى التشغيل، وعلى المستوى المعيشي لشرائح عريضة من الأسر.

   فمثلا من بين القطاعات التي تضررت جراء الإجراءات الإحترازية والإستباقية لمواجهة فيروس كورونا، القطاع السياحي، فهو يساهم في الإقتصاد الوطني، بتوفيره  750 ألف فرصة عمل، بما ييشكل 7 بالمئة من الناتج الداخلي الخام، كما يساهم في دخول مصادر كبيرة من العملة الأجنبية.  تخيل معي، أن هذا القطاع، في صدمة الآن، ما مصير 7 ألاف منصب التي يشغلها؟ وما مصير أسرهم ؟ وكيف سيتم تعويض الخسارة المترتبة عن راجع العائدات من العملة الصعبة، وزاد: “لن يكون بإستطاعتنا تحقيق نفس الأرقام المتعلقة بمداخيل العملة الصعبة، المتأتية مع العمال المغاربة بالخارج، ومن القطاع السياحي ؟

هذا فقط نموذج، فما بال القطاعات الأخرى المقاولات الصغرة والصغيرة جدا، وفئات كأصحاب المهن الحرة، والحرفيين والصناع التقليديين، أو الذين يشتغلون في القطاع غير المهيكل، هم تحت تهديد قائم من توقف مداخيلهم، مما سيتسبب في تدهور أوضاع مالية للعديد من القطاعات الإقتصادية.

  فكما تتبعنا جميعا، وضع جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، تعليمات لإحداث صندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا، وذلك من أجل التكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل البنيات الصحية، والحد من أثار

  هذا الوباء على الإقتصاد الوطني، وهي خطوة مهمة وذات أبعاد مالية، إقتصادية، إجتماعية وتضامنية. ومن هنا أوجه ندائي إلى كل المواطنين وإلى الهيئات الحكومية وغير الحكومية إلى التبرع والمساهمة فيه، فإلى حد الساعة، مجهودات غير مسبوقة لمواكبة القطاعات الإقتصادية والفئات المتضررة من الركود الذي أحدثه هذا الوباء، في انتظار أن تستفيد باقي الفئات المتضررة، والتي باتت بدون مصدر عيش ، من عمال ومستخدمين وأرامل وذوي الإحتياجات الخاصة، وذوي الإعاقة .[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* في رأيك هل هذه الأزمة هي بداية فك المغرب ارتباطه بالإقتصاد الفرنسي؟

     أزمة فيروس كورونا ستعيد لا محالة التفكير في مجموعة من القضايا الدولية، وحتى الوطنية، لأن تداعيات الفيروس طالت عدد كبير من الدول، ومن الروابط الاقتصادية الواسعة العابرة للحدود، والمغرب، بدون شك، له إرتباطات إقتصادية وشراكات إستراتيجية قوية مع العديد من البلدان، وعلى رأسها فرنسا. فمن غير المجدي القول بفك الإرتباط الإقتصادي، في ظرف عالمي يتسم بتنامي ظاهرة الإعتماد المتبادل خاصة في مجال العلاقات الإقتصادية الدولية،  فالأنشطة الدولية مشتركة بين الدول بإختلاف أحجامها وأنظمتها السياسية والإقتصادية، ومهما زادت قوة الدول، لم تعد في منأى عن الأخطار العابر للحدود الوطنية، وخير مثال، فيروس كوفيد 19، ظهر في الصين، و انتقل إلى أروبا، ومن تم إلى إفريقيا، وإلى العالم بأسره.

    لكن و كما قلت سابقا، وأعيدها، الأزمات فرص، وأمام المغرب فرص ذهبية، لإعادة بناء إقتصاده، وتحقيق إستقلالية إقتصادية أكثر بدل التبعية للخارج، بالإعتماد على موارده الذاتية وتطويرها، ودعمها، والإبتعاد قدر الإمكان عن توجيهات الرأسمالية المتوحشة، والليبرالية المادية، التي جردت الإنسان من إنسانيته مقابل الربح والرأسمال.

    كما أرى من الضروري، القيام بمراجعة، و تقييم شامل لعلاقات المغرب الإقتصادية وللاتفاقيات التجارية الموقعة،” أقول تقييم، وأن ينشر هذا التقييم”،  ليس فقط مع فرنسا، بل أيضا مع الإتحاد الأوروبي، وباقي الدول الكبرى كأمريكا .. تقييم يرصد الأثار الإقتصادية والمالية والإجتماعية لهذه العلاقات، وما خلفته هذه الإتفاقيات من عجز تجاري دائم منذ بداية الألفية، أدى إلى إضعاف الوحدات الصناعية المحلية، وغزو السوق المحلية بالسلع دون تحسين إمكانية ولوج المنتجات المغربية إلى الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى  تراجع المداخيل الجمركية، وحرمان الخزينة العامة من موارد مالية  ورسوم جمركية هامة، جراء سياسة التفكيك  الجمركية، وأيضا جراء سياسة التحفيز الضريبي الموجه لهذه الإستثمار الأجنبي المباشر، (النفقات الجبائية، أو ترحيل الأرباح الناتجة عن هذه الإستثمارات وبالعملة الصعبة).[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* هل سيتجاوز المغرب هذه الأزمة؟

     إن شاء الله سنجتاز الأزمة، وبعد الفيروس، ستكون الكرة الأرضية قد ارتاحت من الإنبعاثات الغازية السامة ومن أشكال الثلوث البييئ، ستكون مناعة الناس النفسية أقوى،  فكما عبر المجتمع على روح تضامنه، ومسؤوليته، آمل أن يتقوى هذا الترابط ، وأن تستمر كل الجهود لمجابهة فيروسات أخرى من نوع أخر، فيروس الفقر، والرشوى، والفساد بشتى ألوانه والظلم، والجهل، والإعلام التافه…  فكما نقوم اليوم بتعقيم بيوتنا وأنفسنا من الفيروس، ونتخذ مسافات البعد لمنع العدوى وانتشار الوباء، أتمنى من المجتمع المغربي، أن يستمر في  سياسة التعقيم ضد كل الأفات والأوبئة المجتمعية، ويأخذ مسافات البعد الإحترازية والإستباقية ضد كل أشكال الفساد والريع و الرشوى والمحسوبية … وأن تستمر جهود كل  السلطات الأمنية، في تعقب كل سارق، ومعتدي، وخارق للقانون ليل نهار، وأن تداهم كل أوكار الفساد والمخدرات، فحالة الطوارئ يجب أن تستمر وتستمر في كل القطاعات العمومية، حتى يجثت كل فيروس ينخر إدراتنا ومرافقنا، وحياتنا العامة.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* ماهو أول فعل ستقومين به بعد انجلاء هذه الأزمة؟

    إذا كتب لي أعيش وأسلم من هذا الوباء، سأقوم أولا بصلاة الحمد، شكرا لله، وسأخرج من حجري لأحضن ابنتاي، وأشم رائحة أمي، وأقبل يدها، وأنتشي بلحظة الفوز والإنتصارعلى هذا الفيروس اللعين، ألتقي بإخوتي وأحبابي وأصدقائي، ونحتفل بهذا النصر، فاللهم ردنا إليك ردا جميلا وأخرجنا من الغمة سالمين فائزين، واجعل في لطفك بنا أية.

شكراااا لك سي عبد الهادي[/box]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *