التشيع يغزو مدن الصحراء المغربية: واقع التشيع بالمغرب
الوطن 24/ إبراهيم الصغير
إن ظاهرة التشيع في المغرب وغرابتها على هذا المجتمع السني المالكي، جعلتها تستأثر باهتمام كثير من الدارسين والباحثين الذين بينوا حقيقتها وخطورتها على الوحدة الدينية والوطنية للمغاربة.
وإن المتتبع لأغلب ما كتب في الحالة الشيعية بالمغرب يجده يركز على شمال المملكة ووسطها حيث التبشير بالتشيع على أشده، فماذا عن جنوبها؟ وهل لهذه الظاهرة انتشارا في مدن الصحراء المغربية؟
إن الحديث عن انتشار التشيع في مدن الصحراء المغربية، قد يبدو للبعض من الوهلة الأولى ترفا فكريا، وتضخيما إعلاميا، وحتى كلاما استهلاكيا…
وهنا ندعوالقراء الكرام إلى التريث لحظة، وتأجيل الحكم إلى ما بعد الاطلاع على هذه المحاولة.
معلوم أن دولة إيران الراعية الرسمية للتشيع ووفق ما تسرب من خطط وتكرر تنفيذها في بلدان أخرى، تدرس البلد المستهدف دراسة جيدة وتضع العديد من الاختيارات والاحتمالات لاختراقه.
وهنا نتحدث عن المغرب بالتحديد الذي أخذ حصته من الخطط التي تستهدف دول شمال إفريقيا، حيث تم استهدافه مباشرة بواسطة البعثة الدبلوماسية الإيرانية، التي انكشفت تحركاتها في بدايتها، وأعلنت المملكة المغربية رفضها التام لكل نشاطاتها “التبشيرية” التي تستهدف الإساءة إلى المقومات الدينية الجوهرية للمملكة، والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي. كما جاء في بلاغ وزارة الخارجية المغربية سنة 2009، تاريخ قطع العلاقات بين البلدين.
وبعدما أيقنت إيران بفشل هذه الخطوة اتجهت مباشرة إلى أخرى أشد مكرا، يتعلق الأمر باستهداف الجالية المغربية في أوروبا، عن طريق إنشاء مساجد وحسينيات ومراكز، لاستقطاب المغاربة ودعوتهم للتشيع، كما حدث في بلجيكا وهولندا وألمانيا وإسبانيا مثلا.
وهي خطوة بالإضافة إلى السهر على تزويج متشيعين أجانب من مغربيات، عبر شبكة من عملائها في المغرب، يمكن اعتبارها ناجحة بشكل كبير، حيث استطاعت اختراق المغرب، فما إن يعد هؤلاء المتشيعون إلى المغرب حتى يشرعوا مباشرة في استقطاب أهلهم وأصدقائهم ودعوتهم إلى التشيع وفق خطط مدروسة سلفا.
وما إن طفى ملفهم إلى السطح حتى أصبح المغرب يضم كثلة شيعية تقدر بالآلاف وفق تقارير رسمية خارجية.
وهي خطوة قابلتها المملكة المغربية بتأطير الخطاب الديني وتنظيمه في تلك الدول التي انطلق منها هذا الخطر، وكذا تشديد الخناق على متشيعي الداخل.
مما جعل دولة إيران المصدرة الأولى للتشيع، تبحث عن منفذ آخر لتعضيد شيعة الداخل ولفت إنتباه الدولة وتشتيت تركيزها عن التنظيمات الأخرى التي بدأت تتقوى شوكتها، وبالفعل فتحت إيران جبهة جديدة بالمغرب عبر الجنوب من بوابة مدن الصحراء المغربية.
وإذا عرفنا أنه في المغرب هناك تياران شيعيان بارزان هما «التيار الشيرازي» المتطرف، و«التيارالرسالي» الذي يصفه البعض تجاوزا بـ(المعتدل).
فما نوع التشيع الذي ينتشر في الصحراء؟
وما حجم هؤلاء المتشيعين؟وما خطرهم؟
التشيع في الصحراء المغربية
- التشيع في القارة السمراء:
انطلاقا من عهدة تصدير مبادئ الثورة الخمينية (التشيع)، توجهت إيران إلى جميع الاتجاهات، من أجل الوفاء بمقتضيات هذا الالتزام العقدي، حتى وصلت إلى القارة الإفريقية، التي وجدت أرضها مهيئة لزرع بذرة التشيع.
فقد ساهمت الكثير من المتغيرات الدولية في تمهيد الطريق أمامها، بعد أحداث 11 من سبتمبر وما صاحبها من شيطنة للإسلام (السني) ومحاولة تشويه صورته، لطرح التشيع كبديل وتسليم تلك البلاد لنظام الملالي.
الحاكم الفعلي لإيران، والذي ألهم الدولة تسخير بعثاتها الدبلوماسية ومؤسساتها الخيرية و الإغاثية لنشر التشيع في إفريقيا، والتوسط في إرسال البعثات الطلابية للدراسة في الحوزات الشيعية، وشراء ذمم بعض المثقفين، وتقديمهم كمشاريع دعاة وزعماء شيعة في لبلدانهم في المستقبل.
وها هي اليوم تجني بعض ثمار عملها السابق، وتطلق أكبر مشروع تبشيري لنشر التشيع في القارة الإفريقية، اعتمادا على هؤلاء العملاء. حتى أصبح الحديث عن أزيد من عشرة ملايين متشيع في إفريقيا وحدها.
تذكير:
إن إعلان إيران مؤخرا عن هذا المشروع الكبير لنشر التشيع في القارة الإفريقية يعزز بقوة ما رشح من معلومات سابقة في تقارير سرية عن وجود مخطط إيراني لتكوين خلايا شيعية بالجزائر وزرعها بالمغرب.
وهوما بدأنا نرى بعض تجلياته في مدن الصحراء المغربية التي بدأت تشهد وجود تنظيمات شيعية سرية تنشط في نشر التشيع، مدعومة من جهات خارجية، ومسندة الظهر من الجزائر وبعض المتشيعين من المخيمات وكذا موريتانيا جنوب الصحراء.
- التشيع في الجزائر وموريتانيا:
بخصوص الجزائر فقد شهد المشروع الإيراني لنشر التشيع بالبلاد تطورا كبيرا لدرجة أشعرت السلطات بالخطر مما جعلها منتصف السنة الماضية تتخذ قرارا بإنشاء هيئة لمكافحة التشيع في البلاد، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.
وأكد حينها وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن الجزائر مستهدفة في مرجعيتها الدينية، مشيرا إلى وجود “مخططات طائفية لزرع الفتنة في المجتمع الجزائري”.
في إشارة إلى محاولات المتشيعين الخروج للعلن، بعدما أصبح عددهم يقدر بالآلاف.
وهوما دفع نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي إلى شن حملات كبيرة للتحذير من المد الشيعي بالجزائر والتنديد بالتحركات التبشيرية للمدعوأمير موسوي، المستشار الثقافي لسفير إيران بالجزائر.
وبدرجة أقل تهديدا بدأت موريتانيا تعرف تحركات مشبوهة لمتشيعين بعد بناء مدرسة روحية باسم زعيم شيعي، والحديث عن مساعٍ لتشييد حسينية في العاصمة نواكشوط.
و لعل آخرها ظهور معممين موريتانيين في حفل أقامته السفارة الإيرانية يومه 10/02/2017، بأحد فنادق نواكشوط ضمن احتفالاتهم ب الذكرى38 للثورة الإيرانية.
- التشيع في مخيمات تندوف:
تشير الأخبار الصادرة من مخيمات تندوف-على قلتها- إلى تسرب التنصيروالتشيع إلى هذه المخيمات من بوابة المؤسسات الخيرية والإغاثية.
بينما يرى آخرون أن مصدره من الصحراء الكبرى عبر بعض المقاتلين الصحراويين في صفوف الجماعات المسلحة المنتشرة بالمنطقة والمرتبطة بإيران.
- التصوف في مدن الصحراء:
تعرف مدن الصحراء المغربية انتشارا كبيرا للزوايا والطرق الصوفية، كزاوية ماء العينين، وزاوية لعروسي، والركيبي، والطريقة الدرقاوية وغيرها.
ولما كان التصوف قنطرة التشيع، كان من الطبيعي أن ينتشر التشيع في هذه المناطق مستغلا هذه الزوايا والطرق التي مهدت له الطريق.
وهنا نضرب مثالا واحدا برسالة لأحد أتباع زاوية لعروسيين يقول فيها:
«نحن من زاوية الشيخ سيديأحمد لعروسي بالصحراء الغربية جنوب المغرب… ونحن قبيلة الأسياد الشرفاء لعروسيين نعد من أكبر قبائل الصحراء الكبرى شمال أفريقيا.
أنا افخر أنوبني عمومتي شيعة -يقصد قبيلة العروسيين في العراق-ولحين أنا ادرس المذهب الشيعي أنا ومجموعة كبيرة من أبناء القبيلة جمعتهم لذلك…
لا أحد يجرأ علينا لا في المغرب ولا موريتانيا فنحن من أقوى القبائل وأكثرها شجاعة وبسالة».
إضافة إلى أن هناك بعض القبائل تقول بأنها ذات أصول شيعية.
التشيع في الصحراء المغربية
إن طبيعة المنطقة وحساسية الموضوع جعلت المتشيعين الصحراويين يستخفون مدة لا بأس بها من الزمن في شكل مجموعات صغيرة وتحركات محدودة في إطار العمل السري الذي استفادوا منه كثيرا في الاستقطاب والتأثير في بعض رفاقهم، قبل أن ينفتحوا على وسائل التواصل الاجتماعي التي عرت أفكارهم وبعض تحركاتهم وتوجهاتهم.
حيث ظهرت حسابات كثيرة بأسماء مستعارة من قبيل”صحراوي رافضي”،”صحراوية موالية”،”صحراوية علوية”،”موساوية رافضية”.. أوشعارات شيعية”يا حسين”،”يا فاطمة”وما شابهها.
فيما اختار آخرون الظهور بأسمائهم الحقيقية، ك:(ل- غ)،hmh) )،(ch-a)،(k-l)،وغيرهما.
حتى وإن دخلوا بأسماء موهمة ومستعارة فما يكفي إلا نظرة سريعة على محتويات صفحاتهم، وتتبع إعجاباتهم وتعليقاتهم حتى يتضح رفضهم وعداوتهم للمغرب وأهله.
ما طبيعة التشيع الموجود في مدن الصحراء؟
بعد تتبع كثير من منشورات و تدوينات هؤلاء المتشيعين، يمكن تحديد طبيعة التشيع الذي يتبعونه، من خلال المواقف التالية:
- موقفهم من الصحابة:
يتفق أغلب المتشيعين الصحراويين ممن تمت معاينة صفحاتهم على عقيدة واحدة في صحابة نبينا وينهلون من منبع واحد يتمثل في الخط الشيرازي المتطرف، وقدوتهم في ذلك الكويتي “ياسر الحبيب”.
فلا تمل صاحبة حساب “صحراوية علوية”، وهي شابة من مدينة العيون، لا يتجاوز عمرها23سنة، حاصلة على إجازة في الحقوق من جامعة القاضي عياض بمراكش، تشيعت منذ مطلع السنة الماضية، من تكفيروسب ولعن الصحابة الكرام.
كتبت هذه الرافضية على صفحتها الرسمية بتاريخ: 14/11/2016، التدوينة التالية:
“… اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم العن أبوبكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة ومعاوية وسائر أعداء آل محمد من الأولين والآخرين”.
وأضافت يومه:08/02/2017:”اللهم العن أبوبكر وعمر: هذا سيكون مهري. غيره ما أقبل”.
نفس الخطاب، نفس المصطلحات، تتكرر عند جميع أصدقائها من متشيعي الصحراء المغربية.
- نظرتهم للمغاربة حكومة وشعبا:
يصف متشيعوالصحراء الحكومة المغربية بالجائرة والمتسلطة عليهم، بينما ينعتون الشعب المغربي بالعياشة، و النظام المغربي بالمخزني المحتل حسب زعمهم.
- نظرتهم لإمارة المؤمنين:
انطلاقا من نظرة شيعية لمصطلح أمير المؤمنين لا تجيز التسمي به لغير علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعقيدة رافضية تعتبر حكام المسلمين جميعًا حكامًا غير شرعيين، تجوز موالاتهم ومهادنتهم مداراة وتقية، وتدعوإلى السعي ما أمكن إلى تغييرهم والإطاحة بهم.
لا يتوانى متشيعوالصحراء كلما سنحت لهم الفرصة ودعت الحاجة إلى الحديث عن ملك البلاد بإخراج مكنونات صدورهم اتجاهه بالسب والشتم والتنقيص.
وهي مواقف تكفي لمعرفة نوع التشيع السائد في الصحراء المغربية وهوالتشيع الشيرازي المتطرف.
- موقفهم من الوحدة الترابية:
فرض شق عصا المسلمين، والارتباط بأجندات تقسيمية خارجية على هؤلاء المتشيعين، إضافة إلى الاغترار بالنزعة الثورية التي يغذيها التشيع زعما بالثورة الخمينية والقيادات الشيعية، فرض عليهم أن يكونوا ضد وحدة بلدهم المغرب.
فتجدهم متفقين على قاموس واحد أشربوه من زعامات الانفصال، لا يملون من اتهام المغرب باحتلال الصحراء، والتغني بتقرير المصير والاستقلال، طمعا في إضعاف المغرب وعزله عن محيطه الإفريقي، إرضاء لأعداء الوطن.
تدون الرافضية المغربية (ح – م) في 05-05-2016، قائلة: “المغاربة إخواني والنظام عدوي… منذ احتلال المغرب للصحراء لم نسمع يوما أن هناك صحراوي واحد اقتحم بين مستوطن مغربي، أوفجر نفسه في حافلة بها مستوطنون مغاربة مع العلم أنه في قضايا الاحتلال كل الوسائل مباحة…”.
وتقول صاحبة حساب”موساوية وبلس فيا”، في 03-06-2016:”نحن أبناء الفضيلة، أخونا السلاح، وأختنا البندقية، ونحن ومن خلفنا الشهيد محمد عبد العزيز لكي نحرر الصحراء الغربية”.
وتضيف: “لنا الفخر بأن نكون من أحفاد الشهداء الذين كافحوا من أجل تأسيس دولة حرة مستقلة”.
ويصرح المتشيع(h-l)في تعليق له:”الصحراء غربية وستبقى غربية وستستقل بإذن الله”.
في نفس السياق تأتي تدوينات ) ل-غ) وصديقه حمدي مع إهتمام هذا الأخير بالناحية الحقوقية وهو كثير التنقل للخارج.
يشار إلى أن هناك من يدعمهم من شيعة الداخل، ويطبل لقصاصاتهم.