الحزب الإشتراكي الإسباني: مع من سيتحالف لتشكيل حكومته الجديدة؟

الوطن 24/ مدريد

يبحث الحزب الإشتراكي الحاكم في إسبانيا الإثنين 29 نيسان/أبريل 2019 عن شركاء محتملين في حكومة جديدة للدولة التي تعيش حالة إستقطاب سياسي وذلك بعد أن فاز في إنتخابات عامة لكنه أخفق في الحصول على أغلبية.

ويواجه رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث إختيارا بين التحالف مع رفاقه اليساريين متمثلين في حزب بوديموس والإنضمام إلى الطرف الآخر في المعترك السياسي متمثلا في حزب المواطنين وهو حزب ينتمي ليمين الوسط.

وحصل الإشتراكيون على 123 مقعدا في البرلمان في الإنتخابات التي جرت يوم الأحد بينما كانوا يشغلون 84 مقعدا في البرلمان السابق بعد أن تغلبوا على تحدي اليمين الذي انقسم بصعود حزب بوكس اليميني المتطرف.

ومع إكتمال فرزالأصوات تقريبا حصل الإشتراكيون وحزب بوديموس اليساري المتطرف على مقاعد تقل 11 مقعدا عن المقاعد المطلوبة لتحقيق أغلبية في البرلمان المكون من 350 مقعدا.

ومن الممكن أن يعني ذلك إعتماد سانتشيث على الأحزاب المؤيدة للإستقلال في قطالونيا أو على قوميين من إقليم الباسك ليحكم إسبانيا.

وقال بابلو إجليسياس زعيم بوديموس يوم الأحد إن حزبه يسعده الإشتراك في تحالف مع الإشتراكيين لكن سانتشيث لم يعلق بعد.

كذلك لم يستبعد سانتشيث الإحتمال الآخر وهو تشكيل ائتلاف مع حزب المواطنين (ثيودادانوس). وسيكون لدى الحزبين من المقاعد ما يكفي للحكم دون حاجة إلى أحزاب أخرى، وهو ائتلاف يحبذه كثيرون في قطاع المال والأعمال.

ومع ذلك بدا تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزب الإشتراكي وحزب المواطنين غير مرجح يوم الإثنين بعد أن قال ألبرت ريبيرا زعيم حزب المواطنين لمؤيديه مساء الأحد إن حزبه سيقود المعارضة لسانتشيث في البرلمان.

وأضافت إينيس أريماداس رئيسة حزب المواطنين في قطالونيا يوم الإثنين ”كل من صوت لحزب المواطنين فعل ذلك وهو يعرف أننا لن نتحالف مع سانتشيث“.

* حقل ألغام سياسي

أيا كان الأمر، يمكن أن تستمر مفاوضات تشكيل حكومة جديدة أسابيع أو شهورا.

ويقضي قانون الإنتخابات الإسباني بأن تشكيل حكومة جديدة يتطلب أغلبية مطلقة في البرلمان في جولة أولى من التصويت ليكون ممكنا تنصيبها.

ولتحقيق ذلك في حالة تشكيل ائتلاف مع حزب بوديموس يحتاج الحزب الإشتراكي إلى تأييد نائب واحد على الأقل من المعسكر المؤيد لإستقلال قطالونيا.

وكانت الحملة المطالبة بإستقلال المنطقة أكثر قضية مثيرة للإنقسام في إنتخابات هيمنت عليها أحيانا مجادلات حادة حول الهوية الوطنية. ويخاطر سانتشيث بدخول حقل ألغام سياسي إذا أبرم إتفاقا مع الإنفصاليين.

وفي أي جولة ثانية من التصويت سيحتاج سانتشيث فقط إلى أغلبية بسيطة للموافقة على حكومته وهو ما يمكن أن يفعله الحزب الإشتراكي وحزب بوديموس بمساندة جميع الأحزاب الإقليمية بإستثناء أحزاب قطالونيا بالإضافة إلى إمتناع عضو عن التصويت.

ومن الممكن أن تتغير الصورة عندما ينتهي فرز الأصوات في الأسابيع المقبلة.

ويبقى أن اليسار حقق الفوز بوضوح في ثالث إنتخابات عامة تجرى في البلاد في أربع سنوات بعد أن خسر الحزب الشعبي وهو التيار الرئيسي المحافظ في البلاد أصواتا لمصلحة حزب بوكس الذي إستفاد من المشاعر المعادية للمهاجرين والمخاوف من إنفصال قطالونيا.

وصار بوكس أول حزب يميني متطرف في إسبانيا يحصل على تمثيل كبير في البرلمان منذ وفاة الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو في 1975.

وكانت تلك الإنتخابات الأسوأ للحزب الشعبي منذ أوائل الثمانينيات إذ حصل على 66 مقعدا فقط وهو عدد يقل عن نصف عدد المقاعد التي كان يشغلها في البرلمان المنتهية ولايته.

وعدد المقاعد التي شغلها الحزب الشعبي وحزب المواطنين وحزب بوكس مجتمعة 147 مقعدا فقط.

وكان شانتسيث قد دعا للإنتخابات بعد أن أخفق في الحصول على تأييد البرلمان في وقت سابق من العام الجاري لميزانية لعام 2019.

وحصل حزب المواطنين على 57 مقعدا يوم الأحد كما حصل حزب بوديموس على 42 مقعدا وبوكس 24 مقعدا.

نص : مونت كارلو الدولية – رويترز