الــــرائـــد لا يكـــــذب أهــلـــه

الوطن24/مصطفى كريمي* 

عندما ننظر إلى التجارب السابقة، ندرك بوضوح أن أولئك الذين ناضلوا من اجل قضيتهم لم يتنازلوا عنها أبدًا. إنهم رأوا في قضيتهم مظلومية تستحق النضال، إذ تمثلت هذه القضية في البحث عن الخلاص والسعي نحو حياة كريمة. ولذا، فقد حافظوا على ركيزة العدالة لقضيتهم حتى جاء الله بفرج يُنير طريقهم.

من هنا، ندرك أهمية الالتزام الاختياري بقضايا إصلاح العدالة والمشاركة الفعالة فيها كجزء من التضحيات التي يُخلّدها التاريخ، ويسجل أسماء أبطالها على صفحاته البيضاء. ولذا، من الضروري أن ننظر إلى قضية التنسيقية من جوانبها المختلفة، لنتأكد من أن مدافعيها هم فعلاً مظلومون يستحقون الدعم، وأن قضيتهم تستحق التضحية والنضال.

على سبيل المثال، عندما نسمع أو نقرأ أن أعلى سلطة في البلاد، الممثلة في شخص الملك، اعترفت في حوار مع جريدة “إلباييس” الإسبانية بوجود خروقات في ملف المعتقلين الإسلاميين، فإننا نتساءل عن مدى جدية الجهود المبذولة لتصحيح تلك الانتهاكات الخطيرة. ولكن، بصراحة، لم يتبع هذا الاعتراف أي إجراء جاد لتقديم العدالة للمتضررين أو محاسبة المسؤولين عن تلك الخروقات. بل على العكس، زادت حالات الظلم والقمع بعد ذلك بتصاعد أعداد المعتقلين والمختفين، وتفاقمت الانتهاكات الحقوقية والأخلاقية والإنسانية التي تعرضوا لها.

ونحن هنا، كمواطنين معنيين بالقضية، نرفض محاولة تشويه سمعتنا وإقصائنا اجتماعياً وأخلاقياً. إننا نؤمن بأن الشعب المغربي لديه اليوم وعيًا وفهمًا واسعين لمختلف القضايا، ونحن كمدافعين عن حقوقنا نعبر عن انتمائنا الكامل لهذا الوطن ورغبتنا في أن تلقى قضيتنا الاستماع الجاد والتفهم الصادق من السلطات المعنية.

*منسق التنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين الاسلاميين.