الرد السريع على إدعاءات عائض القرني الداعية السعودي لالتركيا، لالقطر.. !
الوطن 24/ الدكتورعبد اللطيف محمد علي راكز
في تراجع واضح على مجمل معارضاته السالفة منظام آل سعود. ولمحمد سلمان تحدث الداعية السعودي عائد القرن على فتاة روتانا لصاحب الوليد إبن طلال عن إنتماءه للإسلام المنفتح كما سماه محمد ابن سلمان الوسطي المعتدل. عوض إسلام الصحوة الذي كان يدافع عنه. والذي أدى للفوضى في ربوع دول شتى. وفي سياق حديثه بايع ملك السعودية وولي عهده، وأعلن توبته. ولعل توبته الممسوخة هذه يرغب من خلالها العودة لريع محمد سلمان، والعيش تحت دفء قصره، ولما لا ؟ وعائد القرني اعتاد على العيش فوق الوسادات الحريرية. والنوم على أعتاب أفرشة الملوك. وفي حديثه تحدث عن المؤامرات المريبة التي قام بها أمير قطر، وكذا رئيس تركيا أردغان. ومسؤوليتهما في دعم – الإخوان المسلمين – أو تنظيم حماس وغيره. ونسي أن العالم العربي كله الآن لا يتوفر على أمير ذا مواقف شجاعة إلى الآن غير تميم القطري.
وفي العالم الاسلامي رجل المرحلة والتحدي الاسلامي اردغان. لذلك نقول للداعية السعودي لا تطعن في قيادة تركيا ولا قطر. قد يكون لك الحق في ذم كافة ملوك العرب الخونة لأوطانهم، ولمسؤوليتهم التاريخية تجاه القدس ولأقصى، واتجاه السعي للحد من التهور الأمريكي، والرغبة الجامحة لإسرائيل في إدلال العرب والمسلمين. وأن أميره محمد سلمان صناعة بريطانية أمريكية إسرائيلية جاءت لمحق العرب كلهم. ملصقة العار بأرض الله المقدسة، مكة والمدينة وغيرها.
ألم يستحيي أميرهم ابن سلمان حين ينام هو وقادته وأمراؤه مع صبايا عاريات بالمئات من الآلاف من الدولارات لأجل نزوة عابرة ؟
أليس محمد بن سلمان من كان يدفع المال لبريطانيا في مشاريع وعلاوات لحكامها؟ من أجل أن يحكم صورته أمام الأوربيين ليقبلوا به كولي عهد السعودية ؟
أليس هذا الأمير المتعجرف من أراد أن يتنصل من دينه الحقيقي : إسلام العزة والكرامة.؟ إسلام تحدي لآل صهيون، ويعوضه بالإسلام المشبوه الذي تقبله أمريكا واسرائيل والمسمى بالمعتدل والوسط ؟
الإسلام الذي يقبل تصفية المقاومة والزنا مع النساء، والخمر والخنزير في قصوره بآل سعود. حيث بيت الله، وحيث الملايين من المسلمين يأتون بأموالهم لأجل الحج. فتحول تلك الأموال لآل سعود، وعوض أن يحارب الفقر بها في أمة الإسلام، تعطى هبة لترامب لأجل حمايتهم من شعوبهم التي ملئت قلوبها بالغيض من فجور حكامها ؟
أليس محمد سلمان وأمير دبي، والإمارات من جوع القطريين ؟ وقاد الانقلاب الصامت ضد تميم ؟ والذي لولا تركيا الأبية، وشجاعة أردغان، وقادة الفرس كما يسمونهم. لاستعمرت السعودية قطر ؟ وحولتها لولاية أو محافظة تابعة لها ؟
أليس أميرهم يا عائض القرني، من قطع أوصال الصحافي جمال خشقاجي ودوب جثته في سفارة بلاده بتركيا. لأجل توريط نظام أردغان وقطر في العملية ؟ ولولا قوة الجهاز المخابراتي والأمن التركي ما كشفت ألاعيب هذه الخطة. وما أدرك الكل أن محمد سلمان ليس إنسانا طبيعيا بل مخبولا ومجنونا تعرض بالعلاج من مرض الأعصاب بمستشفيات ألمانيا ؟ وما أدركوا أنه يفوق في ساديته هتلر وموسيليني ؟
أليس محمد سلمان سعودي أميركم يا عائض من يروج الآن لصفقة القرن ؟ بعد أن بايع نتنياهو، وأغدف عليه مالا كثيرا لأجل حمايته من أي غزو إيراني ؟ من دعمه في حرب قادمة برعاية أمريكية ضد إيران وبشار الأسد ؟
أليس أميركم من سيدفع مائة مليار دولار للأردن، ومصر للقبول بتوطين الفلسطينيين اللاجئين ضمن صفقة القرن، والتي سيتخلى بموجبها العرب والمسلمون على القدس كعاصمة للمسلمين تاريخيا ؟
أليس أميركم يا عائض من وصلت به الوقاحة بأن يدمر نظام السودان نظرا لرفضه صفقة القرن، وكذا الجزائر، وحكومة الوفاق الليبية التي زرعوا فيها الفتنة وأنابوا عليهم من يدمرها بوصاية سعودية إماراتية ؟
أليس أميركم من خلق بدعم إماراتي، خلايا نائمة في المغرب، لرزع الفتنة الطائفية. وقلب نظامه السياسي بعد أن أبدى هذا الأخير تعاطفه وتعاونه مع قطر ؟
أليس أميركم من عرض المليارات على أردغان، من أجل إغلاق ملف الصحافي جمال المقتول من طرفه.
أليس أميركم من عمل مع الأركان على خلق الأزمة الاقتصادية لليرة بتركيا، والتي لولا الأموال التي ضختها قطر لفائدة تركيا آنذاك. ما تم تجاوز هذه الأزمة ؟
أليس محمد سلمان والاماران بدعم أمريكي إسرائيلي من دبر الانقلاب العسكري ضد أردغان ؟ للتخلص من أسد آسيا أردغان، ومواقفه وتصريحاته المضادة لتوجهاتهم ؟ أليست السعودية وأميرك يا عائض القرني من دعم المعارضة التركية ومولها وساعدها في تزييف إرادة الشعب ضد أردغان في اسطنبول، وأنقرا، وأزمير، وأنطاكيا وغيرها ؟ أي أمير يجب أيها الداعية الفاضل، أن يبخس قدره، ويلام ويفضح ؟ أردغان أو تميم القطري الشجاع، أم أميركم الفاسد، الطاغية، الذي يمثل الشيطان، ويلبس عمامة الصفر الدالة على كنهه.
رجل صنعته أمريكا، وإسرائيل، لدمار العرب والمسلمين حفاظا على كرسيه. وإمرته المشبوهة.
من كبر في أحضان البريطانيين والأمركانوالإسرائليين. لا يحفظ لله حرمة. ولا يمكن أن يكون غير شيطان أرعن خلق لأجل إتمام صفقة القرن. وحافظوا عليه وحالوا دون إدانته في قضية مقتل الصحفي جمال.
هذا أميركم يا عائض الذي بايعته.
أما أردغان الذي اتهمته بتدبير المؤامرات. فهو أشرف بكثير من حكام العرب والمسلمين، ومن ملوكهم الذين يدعون إمارة المؤمنين والانتساب لآل البيت.
ألم يتصدى لإسرائيل في حادثة السفينة التركية التي سعت منذ سنين لكسر حصار غزة؟ ومات فيها العديد من الأتراك فداء للقدس ؟
ألم يكنأردغان أول من دعا لمؤتمر الدول الإسلامية حين أعلن ترامب القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ؟ من رفع صوته ضد اسيرائيل غير رئيس ماليزيا، وكذا أردغان، وتحدوا ترامب إعلاميا آنذاك ؟
من احتوى الملايين من السوريين في بلاده ؟ وأعطاهم المنح، والشغل إنقادا لهم من ثورة صنعها الإماراتيون والسعوديين والأمركان وآل صهيون لأجل كسر شوكة الأسد وإيران، وتمكين إسرائيل من مناخ مضطرب تستطيع معه السيطرة على الشق السوري من هضبة الجولان ؟
من وقف بجانب شعب قطر في محتنه، وتطوع للدفاع عن هذه الإمارة عسكريا، لو تعرضت لغزو سعودي كان بالفعل مرتقبا آنذاك، ولا زال ؟ ومن تحاصره أمريكا الآن، ويدبر له محمد سلمان ، وولي عهد الإمارات انقلابا داخليا عن طريق دعم زملائه في الحزب سابقا. وعن طريق دعم المعارضة في اسطنبون، وأزمير، وأنطاكيا، وأنقرا وغيرها ؟
أليس هذا الرئيس الرائع بهامته والمتميز بتحدياته للأمريكان والاسرائيليين، وأنظمة الخساسة العربية من آل سعود، والإمارات ومصر وغيرهم، جديرا بالاحترام والتقدير عوض السعي لتصفيته سياسيا وبدنيا، حتى يقفل ملف جمال خشقاجي، وتتم صفقة القرن التي يعترض عليها هو، وأمير قطر. ورئيس ماليزيا وبشار الأسد، وإيران وغيرها من الدول الشريفة ؟.
الذين تتهمهم يا عائض القرن بالمؤامرة من قبيل أردغان وتميم، إرضاء لأمريكا هم شركاء، وآخر من بقي من دول الممانعة والعزة. أما أميركم فلا قيمة له أمام هؤلاء.
ألم يحاصر قطر لأن أميرها يدعم الجناح الراديكالي في القضية الفلسطينية. جناح مشعل، وأبو هنية، والمقاومة المسلحة التي يتآمر أميرك – يا قرني – من أجل تصفيتها، وفتح المجال لآل صهيون. حتى يرملوا بقية النساء الفلسطينيين بغزة الأحرار.
أمير قطر الذي تنعته يا عائض بالتآمر. هو من بنى قطاع غزة مرات عدة.
وهو من يزودها بطاقة الكهرباء حين يعطلها السيسي تنفيذا لأوامر ابن سلمان ونتانياهو؟
من أمر في هذا الشهر المبارة بهبة 480 مليون دولار تقسم بين الضفة الغربية وقطاع غزة غيره. حتى يتجاوزوا جزءا من حصار إسرائيل،وأمريكا، وآل سعود، والسيسي عليهم ؟
أمين قطر هو من أمر بإعطاء مصاريف في شهر رمضان المبارك (55 ألف أسرة فقيرة في قطاع غزة) ؟ أما أميركم يا عائض القرن فيضع أموال الحجاج في جيب تطانياهووترامب حتى يحموه من شعبه الذي ضاق به صدرا، ومن إيران، ومن محاكمة أوروبية جنائية له في ملف جمال خشقاجي.
أمين قطر أرادت السعودية، ومحمد سلمان ودول الخليج المتحالفة معهما، ومصر تجويعه وشعبه. فحول الحصار بدعم أمريكي لاتيني وتركي لانتصار له ولشعبه. تعلم من خلال كيف ينتج شعبه كل احتياجاته بنفسه. وعبر ديبلوماسية مرنة، وتخطيط مستقبلي رائع، تمكن من تجاوز الأزمة وبالتالي كانت من تدبير أميرهم.
أنا أعلم يا عائض القرن أن توبتك ممسوخة. وأنك أهترت بها تاريخك. وأسقطت بها همتك. إرضاء لأمير سيكون آخر عمره مرميا بأحدية أبناء شعبه كما رمي بوش بحداء الصحفي العراقي منتصر آنذاك. لأنه وصمة عار في تاريخ الأمة العربية والإسلامية. ولعل وقوفه فوق بيت الله دلالة على استشهاره بالإسلام والعروبة التي لا تربطه بها غير عمامة رأسه الصفرية وتوبه الحريري المتشبه داخله بالحريم والإماء.
أما أردغان فيشهد التاريخ وحده عن كلمات صدحه في المنتديات الدولية المنددة بتجاوزات الغرب للديموقراطية وعدم احترام أمريكا لحقوق الانسان. وضد آل صهيون وهيمنتهم على القدس، وضد حصار قطر.
ويشهد التاريخ نفسه عن عزو الأمير تميم القطري، ومواقفه الشجاعة وتضحياته المادية والمعنوية في القضية الفلسطينية.
وفي رفض صفقة القرن، وكذا الدفاع عن إيران كجارة إسلامية يجب حفظ الأماني لها. والعزة ضد تآمرات الغرب والأمريكان، وإسرائيل ضده. وآل سعود الذين دمروا العراق وسوريا. وهم الآن بعد تدمير السودان يدمرون ليبيا كما دمروا اليمن. وهم في طريقهم لدول أخرى بشمال افريقيا وآسيا !
لا يمكن أن يكون محمد سلمان، غير سلطان أرعن، وشيطان خلقه الله ليمهد الطريق للدجال على جثث العرب والمسلمين.
ولن يكون عائض القرني بحواره الأخير، غير داعية مأجور لخدمة أجندة الأمريكان والسعوديين، ولتوطئة السبيل بدعمه لأميره أمام الشعوب العربية والإسلامية لقبول صفقة القرن.
لكن يظل المستقبل وحيثيات الظرف الراهنة ينبئ بفشلها في ظل توفر إرادة الشعوب العربية والإسلامية الرافضة لها.
وفي ظل دعم الرئيس أردغان وأمير قطر ورئيس ماليزيا وإيران والجزائر وبشار الأسد من الجهات الممانعة لهذه الصفقة الملعونة.
ولعله مفخرة لأردغان والشيخ تميم والإيرانيين أن يكونوا في واجهة الشركاء المدافعين عن القدس والأقصى وحرمة الله التي دفنها ملوكنا وأمراء العرب خوفا على نفوذهم وعروشهم ومراكز سلطتهم التي يدمرون بها كل يوم شعوبهم.
*كاتب وباحث أكاديمي متخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج