السطحية و إدريس الأزمي الادريسي

الوطن 24/ بقلم: ذ. محمد بوحميدة
تفاعلا مع تصريح السيد إدريس الازمي الادريسي والنقاش الدائر حول هذا الأخير, أخدت المبادرة للقيام بتحليل بسيط ومبسط لهذا النقاش الدائر حاليا عبر هذا المقال.
قبل الدخول في نقاش محتوى و تفاصيل الكلمة التي ألقاها البرلماني عن حزب العدالة و التنمية و عمدة مدينة فاس والإنتقادات التي يتبنها المؤثرين في الوسائط الاجتماعية، وجب قبل كل شيء تسليط الضوء والتركيز بشكل كبيرعلى نقطتين أساسيتين أعتبرهما محددان أساسيان لفهم خلفيات و حيثيات هكذا نوع من النقاشات في بلادنا العزيز.
أولا أعتبر أن الحوار والتعاطي مع الأفكار والمعطيات, ثقافة غائبة بشكل حاد عند مجموعة من الفاعليين بحيث هذه الاخيرة هي المحدد الأساسي والرئيسي في بناء وجهة نظر عقلانية باستعمال أدوات التحليل المنطقية والقريبة من الواقع السياسي المغربي ومن هذا فإن ركنية الحوار لها دور أساسي في إنجاح أي نقاش عمومي كيفما كان نوعه يتوخى منه رفع مستوى الوعي الجمعي للمجتمع المغربي واكتسابه بطريقة مباشرة وغير مباشرة أدوات صلبة للتحليل السياسي المبني على العقل والتحليل السليم لمختلف المحطات والمناسبات السياسية.
ثانيا السطحية في الفهم و التعامل مع مثل هذه المواضيع و النقاشات، فالملاحظ على أن أغلب الأراء و وجهات النظر مبنية هي ذاتها عن وجهات نظر لا أساس لها واقعيا ومنطقيا وبعيدة كل البعد عن التحليل العميق والرزين للواقع السياسي المغربي, بالتالي تكون هذه الآراء و وجهات النظر قائمة على تحليل شخصي تغيب فيه التجربة والحنكة السياسية وأيضا يكون فيه ميزان الرأي السياسي مختل من جميع النواحي.
في غياب هذين المحددين الرئيسيين يمكن فهم هذا القصور السياسي للمؤثريين في التعاطي مع أي موضوع سياسي والتشبث بالرأي الواحد دون المحاولة لفهم الرأي الاخر بشكل هادئ وموضوعي.
رجوعا إلى تصريح عضو البرلمان و الانتقادات التي تبعته, المشاهد للكلمة بشكل كامل دون تقطيع ممنهج يتضح لنا أن برلماني الحزب الحاكم حاول التنبيه لمحاولة بعض الجهات لتغييب الدور المركزي للأحزاب السياسية في العمل السياسي و دور المحوري التي تلعبه في الوساطة بين الشعب و المركز الحاكم, و في خضم مداخلته نبه إلى محاولة بعض المؤثرين الهيمنة على النقاش الدائر, بترويج بعض المطالب كمنع تقاضي أعضاء البرلمان أجر شهري و إعتبار خدمة البرلماني كمهمة تطوعية.
نائب رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، وجد نفسه وسط عاصفة من الانتقادات والسخرية واستنكر رواد منصات التواصل الاجتماعي تمادي الأزمي في الدفاع عن تعويضات غير مبررة وتقدر بالملايير علما أن ادريس الازمي الادريسي كان من بين أشد المدافعين عن تصفية (إلغاء) صندوق التقاعد الخاص بالبرلمانيين.
والبعض يرى أن تدخل عضو البرلمان كان في غير محله خصوصا في المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد في ظل جائحة كورونا.
أخيرا أهم درس يمكن تعلمه من هذه الواقعة هو على الأحزاب محاولة تعميق النقاش وفتح الباب الكبير في وجه مختلف الفعليات الشبابية كانت ناشطة وراء شاشات الحاسوب أو من جمعيات ناشطة على أرض الواقع وذالك لسد مثل هذه الفراغات التي تأدي إلى مثل هذه الانزلاقات في النقاش العمومي.