الصحافي نورالدين لشهب يحكي تفاصيل جريمة القرصنة التي تعرض إليها البريد الإلكتروني من طرف مدير”هسبريس”

 الوطن24/ بقلم: نورالدين لشهب

أتوصل بالكثير من الرسائل من أصدقاء افتراضيين وواقعيين تستفسر عن جريمة القرصنة التي تعرض إليها الإيميل الشخصي   n.*******@gm***.com وكذا صفحة الفيسبوك Noureddine Lechhab وبرنامج iCloud الذي كان مرتبطا بالإيميل الشخصي عبر حاسوب ماكبوك وأيباد وهاتف شخصي، وكان يحتوي على عدد من الصور الشخصية والوثائق الخاصة.

هذه الأسئلة والاستفسارات، التي أتوصل بها، تنهكني في الإجابة، وتحملني ما لا طاقة لي به في عملية الإجابة عبر الهاتف أوعبر وسائل أخرى للاتصال والتواصل، ولذلك فضلت أن أنشر هذا المقال لعله يسعفني في الإجابة عن أسئلة الأصدقاء الذين طالما “كلفوني حدود منطقهم” في الأسئلة، وهم مشكورون لأن أسئلتهم تنم عن تعاطف مع شخص طالما بادلهم نفس الشعور في السؤال عن الحال والأحوال.

 كيف تمت عملية القرصنة يوم الجمعة 12  أكتوبر من سنة 2018؟ ولماذا تمت عملية القرصنة؟ ولماذا نتهم حسان الكنوني المدير العام للشركة التي تصدر جريدة هسبريس؟ وهل من شهود في هذه النازلة؟ ولماذا اتهام حسان الكنوني، وأنا نورالدين لشهب، وأقولها وبالفم الملآن أني كنت أحد أعمدة نجاح تجربة إعلامية اسمها هسبريس؟ وهذا بشهادة جميع المتتبعين والمثقفين والسياسيين والحقوقيين والنقابيين والصحافيين… بصرف النظر عن الأهواء الايديولوجية والقناعات السياسية والاختيارات التنظيمية، كنت ضمير التجربة وعقلها، لأني  كنت أول من التحق بالتجربة، وأول من تعرف على “طه الحمدوشي” وهو الاسم المستعار الذي كان يظهر به مدير النشر محمد الأمين الكنوني، وظل هذا الاسم المستعار يرافقه سنوات لأسباب أمنية، جعلته يستقر في المغرب سنوات بعد عودته من روسيا، ولم يسافر إلا بعد تسوية المشكل الأمني خارج المغرب.

 فكيف يمكن أن نتهم أخا وصديقا في عملية القرصنة، وهي جريمة يعاقب عليها القانون، بعد هذه العشرة الطيبة والجهد والجد والاجتهاد في إنجاح التجربة.

من المؤكد أن سوسيولوجيا التنظيمات تخبرنا أن نجاح العمل الجماعي لا يتم ولا يتحقق إلا إن كانت هناك قيادة متجانسة وعلى قدر كبير من تجسيد قيم النجاح، فكيف تحول هذا التجانس والعمل الجاد والمهني إلى جريمة إلكترونية يعاقب عليها القانون، هل هؤلاء الذين قاموا بعملية القرصنة تنقصهم الأخلاق والحس الأمني حتى يسقطوا في مثل هذه الأخطاء “المجانية” و”القاتلة” في ذات الآن؟

نعم هذا سؤال مهم!

اعلم، حفظك الله أيها السائل عن حسن نية، أن علم اجتماع التنظيمات الاجتماعية الذي درس الأحزاب والنقابات والحركات الاجتماعية بل وحتى الأنظمة السياسية، لم يتطرق أكثر إلى التنظيمات الاجتماعية الأخرى التي لها علاقة بالجرائم  مثل التنظيمات المافيوزية المتخصصة في السرقة والقرصنة وتبييض الأموال والمتاجرة في البشر إلا نادرا، وخاصة في السنوات الأخيرة مع بروز الحركات الإرهابية العابرة للقارات.

 وبالرغم من أن هناك اختلافا واضحا في طرائق العمل بين الحركات الإرهابية التي ترفع شعارا “تغييريا” و”انقلابيا” على منظومة سياسية معلنة، والتنظيمات المافيوزية التي تنهج أسلوب السرية التامة، فإن التنظيمات المافيوزية والتنظيمات الإرهابية تشترك في عنصر واحد هو: الانقلاب على مجموعة قيم يتواضع عليها المجتمع، اجتماعية وثقافية وقانونية، هذه القيم التي تحقق الأمن والسلم الاجتماعي هي المستهدف الرئيس من جميع هذه التنظيمات.

  ولذلك، وددنا من هذا التعريف الإجرائي، هنا والآن، أن نخلص إلى وصف ما وقع من قرصنة للبريد الإلكتروني وحسابي على صفحة الفيسبوك، بالسلوك المافيوزي الذي يتغيا تهديد السلم الاجتماعي، وتهديد الأمن، وإن صح التعبير لقلنا: إنه عمل إرهابي تخريبي هو ذا ما قام به مدير الشركة الصادرة لجريدة هسبريس الأخ حسان الكنوني وشقيقه محمد الأمين الكنوني، وهو ما أسميه بـ”الجهاز السري لجريدة هسبريس”، وسبب التسمية هو أن هذا الجهاز السري غير معروف للكثير من الناس، لا يلتقي مع الصحافيين ولا يجتمع معهم، ولا يشركهم في القرارات المفصلية، كما كان عليه العهد قبل سنوات، بل هناك مجموعة من الصحافيين اشتغلوا في هسبريس وانسحبوا ولم يعرفوا من هو مدير النشر محمد الأمين الكنوني.

  فالأخ حسان الكنوني يقيم في دبي أكثر ما يقيم في المغرب، وشقيقه محمد الأمين الكنوني حصل على الإقامة في كندا مؤخرا، وحين يأتي للمغرب فهو يقيم في فيلا بمراكش، ولا يراقبان مقر الجريدة إلا عبر كاميرات موزعة في كل الغرف والأمكنة داخل مقر الجريدة يتجسسان بها على كل صغيرة وكبيرة تقع داخل المقر.

ولهذا عندما نسميهم بالجهاز السري داخل هسبريس فإننا لا نجانب الحقيقة، لأن هسبريس لها جناح علني يعرفه العجمي والعربي والأمازيغي والخاصة والعامة في الشوارع والطرقات والأسواق مثل معاني الجاحظ، وجهاز سري لا يعرفه الكثير من الناس، ويتشكل أساسا من الأخوين: محمد الأمين الكنوني وحسان الكنوني.

بداية الخلاف

الخلاف بدأ أواخر سنة 2016، ومجموعة من الأصدقاء المقربين من باحثين وأساتذة جامعيين كانوا على علم بأصول الخلاف وجذوره، لأنني فاتحتهم في الموضوع، والذي يتعلق أساسا في الخلاف حول خدمة أجندة خارجية، وتحديدا محور عربي ضد محور عربي آخر، وظهر هذا الأمر جليا بعد حصار دولة قطر، وهذه الأجندة تتعلق بمشاريع محددة أصبح مطلوبا من هسبريس خدمتها، وصناعة رأي عام وطني منافح ومدافع عن هذه المشاريع البعيدة عن اهتمام المغاربة ومشاغلهم، مع العلم أن بلدنا المغرب له رأي خاص في الموضوع ترجمته الزيارة الملكية إلى دولة قطر، وأن المغرب له قضاياه ومشاريعه اتفقنا أو اختلفنا حولها، وأن الشراكة الإعلامية مع مركز أو هيئة ثقافية أو إعلامية متاحة ومشروعة، بشرط فقط الابتعاد عن خدمة مشروع أو أجندة خاصة لدولة محددة أو جهة معينة.

  إلى ذلك، طفق مدير النشر يمرر مقالات إخبارية تهم دولة على وجه التحديد هي دولة الإمارات العربية المتحدة، كلها أخبار موجهة ضد دول أخرى هي قطر وتركيا وتنظيمات الإسلام السياسي، كنا نختلف في هذه النقطة، وكنا نحاول أن نبقى على الحياد، وهكذا كنا نحاول أن نحقق التوازن ما أمكن.

 لكن مع مرور الوقت كانت هناك تعليقات وأخبار يتم نشرها تضرب في الأمن داخل المغرب، وهناك أمثلة كثيرة من بينها نشر مقال يتهم دولة قطر بعلاقتها مع البوليساريو من على الأراضي المغربية، وهو خبر فضلا على أنه عار عن الصحة فإنه يضرب في الأمن المغربي من جيش ومخابرات عسكرية وعلاقات دبلوماسية، وهذا الخبر أزعج وزارة الخارجية كما أغضب السفارة القطرية بالمغرب، ناهيك عن تمرير تعليقات تمس بشخص الملك، وهي تعليقات كنت أراها موجهة وبشكل مقصود.

أضف إلى ذلك أن مدير النشر كان يمعن في نشر أخبار عن الكيان الإسرائيلي واعتباره دولة حقوق وديمقراطية في عز الجرائم التي يتعرض إليها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة من قتل وتشريد واعتقالات… والأمثلة كثيرة ولعل أبلغها هو نشر مقالات مادحة للكيان الغاصب في شهر رمضان الأبرك وفي ظل انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد صفقة القرن والتي قُتل فيها عدد كبير من الفلسطينيين،  وهو ما يتماشى مع مشروع خارجي وليس مغربيا مدام الملك هو رئيس لجنة القدس وأن قضية القدس تجمع المغاربة بصرف النظر عن الاختلافات السياسية.

 وفي ظل هذه التجاوزات فضلت أن أنسحب في صمت، واتخذت هذا القرار الذي اعتبرته قرارا نهائيا بالرغم من الإغراءات التي عرضوها علي كانت مغرية جدا، من قبيل الاستقالة من الوظيفة العمومية وتقلد منصب المدير العام بمقابل خمسة ملايين سنتيما، وأن أقيم في أي عاصمة أريدها، وذكروا لي هذه العواصم التالية: اسطنبول، لندن، دبي، وأن أقيم خارج المغرب “لي ما فيه ثقة ولا خير ولماذا لا أكون مواطنا كونيا” حسب تعبيرهم.

هذه الإغراءات يمكن لأي شخص أن يتمنى أن تُعرض عليه، أما أنا، وأقولها صادقا، وبحسي الخاص فهمت منها، وبناء على الأخبار والتعليقات التي تنشر في هسبريس، والتي يتم تمريرها بطرق ملتوية تستهدف البلد وتهدد أمنه القومي، إنما وراءها جهة معينة، قد تكون حاملة لأجندة خطيرة تستهدف أمن الوطن، ولهذا فإن هذه الإغراءات ما زادتني إلا بعدا وخوفا من شيء اسمه هسبريس التي ساهمت في بنائها وكنت أعتبرها هوية خاصة بي، وكنت أتشرف كوني ساهمت في تشييد معلمة إعلامية وطنية، ومقاولة وطنية يشتغل بها صحافيون أغلبهم شباب، هم في سن تلامذتي الذين سبق وأن درسوا عندي لما كنت أشتغل في التعليم، كان الصدق والإخلاص والمحبة هو ما يجمعني بهؤلاء الفتية، وكانوا يبادلونني نفس الشعور، ولا يزالون إلى حدود الآن.

كان طلبي الوحيد هو الانسحاب في صمت، وكان الطلب بسيطا جدا جدا، وهو أن يحولوا الهاتف الشخصي المملوك للشركة والذي هو بحوزتي منذ سنوات، لأني أربطه بالإيميل الشخصي وبالحساب البنكي وبصفحة الفيسبوك، ناهيك على أن الكثير من الأصدقاء والباحثين داخل الوطن يعرفونني بهذا الهاتف عبر الرقم الهاتفي وتطبيق الواتساب، إلى غير ذلك، وتحويل السيارة التي بحوزتي والمملوكة للشركة باسمي لأني أديت ثمنها وكان حسان الكنوني يراوغ ويماطل في تحويلها إلى اسمي شهورا، ثم مقابلا ماديا لم آخذه بعدُ منهم، وهذا مسجل عندي في محادثة مع حسان الكنوني في تطبيق الواتساب… نعم هكذا قلتها لهم وبطريقة عفوية!

فماذا كان الرد؟ اسمع لشهب، أنت كنت متعاونا مع هسبريس، ومهنتك هي التعليم، وأما السيارة والهاتف فهي في ملك الشركة الآن إلى حين، هكذا وبجرة قلم، والرسالة لا تزال عندي في تطبيق واتساب إلى الآن في هاتف خاص أحتفظ به ليوم الحساب الدنيوي قبل الأخروي.

وماذا كان ردي، ذهبت على الفور إلى مقر الجريدة بحي حسان وسألت عن حسان الكنوني، وجدت بنت خالته مريم الطريبق، حكيت لها ما وقع، السيدة تعرفني جيدا من خلال العلاقة التي كانت تربط بيني وأبناء خالتها، بما فيهم أشرف الطريبق لأنه ابن خالتها وابن عمها في نفس الآن، طمأنتني الأخت مريم بأن الأمور ستحل جميعها، وقالت لي: نحن لا نحسبك صحافيا مع هسبريس ولا مستشارا إعلاميا مع الجريدة، ولا أي شيء من هذا القبيل، أنت أخ وابن العائلة، وأكدت لي بأنها ستتحدث مع خالتها الحاجة، أي أم الأخوين الكنوني.

 أنا بقيت متمسكا بطلبي: أن يأتي الآن حسان أينما كان في الرباط أو مراكش أو طنجة، فأنا أنتظره هنا، ولا أبرح المكان إلا أن يأتي ونحل المشكل بأي ثمن، هنا مريم بدأت تحلف بالأيمان أن حسان موجود في دبي، وقالت: كن مطمئنا أن المشكل سيُحل، بدأت تبكي أمامي، صدقت دموعها، و”انهزمت” أمام إلحاحها وطلبها بحسن ظني بها، وطفقنا نحكي بيننا عن الأيام الخوالي التي مررنا بها في إنجاح التجربة، وهي كانت تعترف لي بالمجهودات التي كنت أقوم بها، وكانت تتمنى أن أبقى معهم… لكن كنت أرفض رفضا قاطعا في البقاء معهم.

  انزحنا قليلا عن المشكل الذي تعهدت بحله هي شخصيا، هنا بدأت ومريم نتبادل كلاما عابرا، وحكيت لها أني لم أعد قادرا على المضي في هذا الاختيار الذي تسير فيه هسبريس، وقلت لها بأن خدمة الأجندة الخارجية وتمرير رسائل تمس بأمن الوطن أصبح يرهبني، وحكيت لها عن الرسالة التي كتبها محمد الأمين الكنوني وتوصلت بها أنا وخالد وفيها سب وشتم بكلام ناب (…)، هذا وغيره جعلني أتخذ قرار الابتعاد عن هسبريس وقراري هذا لا رجعة فيه.

 وحين كنت أحكي لها هذا الكلام، كان الأخ حسان الكنوني من دبي يرقب كلامي وحديثي عن الرسالة الخطيرة التي كتبها أخوه محمد الأمين الكنوني عبر الكاميرا المثبتة في المكتب.

وفي هذا الوقت بالذات اتصل بي خالد البرحلي وقطع كلامي مع مريم، ويلح على لقائي، وعلى وجه السرعة التقاني وذهبت معه في سيارته، وأخبرني بأن حسان اتصل به وأخبره أن المشكل سيحل حينما يعود حسان من دبي. وقال لي: شوف بوصحيب المشكل أنا من سيحله ومريم وأشرف الطريبق، والانسحاب هو خيار يبقى لك وحدك وإن كنت لا أتفق معك، أما الأسباب فأنا أتفق معك فيها جملة وتفصيلا.

بعد وقت يسير اتصل بي أشرف الطريبق وطلب لقائي، ولما التقينا طمأنني هو أيضا بأن المشكل سيحل، وطلب مني أن تبقى الرسالة التي كتبها ابن خالته محمد الأمين الكنوني طي الكتمان والسر، وأن الخطأ لا ينبغي أن يتم إصلاحه بخطأ أكبر منه، نحن إخوة شاركنا الطعام وسافرنا واشتركنا أشياء فليبق هذا الفضل قائما بيننا، وهنا تدخل خالد البرحلي وطلب مني مرافقته إلى فرنسا.

 فعلا سافرت وخالد بعد يومين إلى فرنسا.

ووقعت القرصنة بسبب العدوان الكنوني

سافرت إلى فرنسا أنا وخالد البرحلي، وكان حسان الكنوني يتواصل مع خالد البرحلي كل يوم تقريبا، وهكذا تبدو أن الأمور طبيعية وأن المشكل سنجد له حلا بتدخل مريم الطريبق وأشرف الطريبق وخالد البرحلي والحاجة أم الكنوني (حسان ومحمد الأمين)، وأنا سأنسحب بكل أريحية، وقُضي الأمر الذي فيه تستفتيان!

وهنا في فرنسا، أذكر قصة غريبة جدا وهي من إنتاج العصابة/ الجهاز السري لجريدة هسبريس، القصة تتعلق باسم مستعار اسمه نجاة بن الصديق التي كتبت مقالا في هسبريس، وبما أني كنت أشرف على أغلب مقالات الرأي فإني أعلم أن هذا الاسم غير موجود بتاتا، ونفس صورة هذه المسماة نجاة بن الصديق أرسلت طلب صداقة للأخ خالد البرحلي في الفيسبوك وكنت أنا أجلس إلى جانبه، وأخبرني بالأمر ولم يقبلها صديقة في الفيسبوك.

وهذه المسماة نجاة بن الصديق هي من سوف تنشر شيكا بنكيا على “صفحتها” في الفيسبوك حصلت عليه من الإيميل الشخصي لخالد البرحلي بعد القرصنة، ونشرته في صفحة في الفيسبوك، وأعادت نشره جريدة كفى بريس، وبعد أيام سنكتشف أن هذه صورة نجاة بن الصديق الشخصية مأخوذة عن موقع اجتماعي روسي، وهكذا يتبين أن هذه المسماة نجاة بن الصديق اسم مستعار اتخذه محمد الأمين الكنوني لتصفية الحساب مع خالد البرحلي بعد قرصنة الإيميل الشخصي له والاستيلاء على كل وثائقه وصوره.

وسأحكي في مقال خاص، عن قصة الشيك لأني كنت حاضرا في تلك الأثناء حين تسلم الشيك خالد البرحلي وبإيعاز من حسان الكنوني، والمقابل هو نشر فيديو إعلاني على هسبريس، والذي مسحوه من الموقع بعدما توصل الزميل المصطفى كنيت مدير موقع جريدة كفى بريس بحسه الإعلامي إلى الحقيقة، والحقيقة هي السبل التي يصفي الجهاز السري لجريدة هسبريس حساباته مع أصدقاء له بطرق سخيفة تنم عن شخصية مريضة.

  التنظيم السري المافيوزي كان له رأي آخر !

عدت وخالد البرحلي من فرنسا يوم 11  أكتوبر، وفي صباح الجمعة تواصلت عبر الهاتف مع مجموعة من الأصدقاء، وكنت سألتقي خالد وهو صديق عزيز يقيم في الصين، ولذلك اتصلت صباحا من يموه الجمعة بمجموعة من الأصدقاء المشتركين حتى نلتقي جميعا مساء بالرباط، وبعد ساعتين تقريبا حاولت الاتصال بصديق مشترك آخر، وجدت أن الهاتف تم استرجاعه من الشركة التي تصدر جريدة هسبريس، هنا فهمت الرسالة من استرجاع الهاتف من قبل المدير حسان الكنوني، هرعت لفتح الإيميل الشخصي على الفور، لم أستطع الدخول إليه، فتحت الفيسبوك، وجدت الصفحة هي أيضا تعرضت للقرصنة، تواصلت مع خالد البرحلي عبر الواتساب، لا يرد، دخلت إلى الإيميل الشخصي الآخر، وجدت رسالة تخبرني بأن أحدا ما قرصن الإيميل الرئيس n.*******@gm***.com ،حاولت أن أتواصل من هاتف آخر مع البرحلي، هاتفه يرن ولا يرد، وبعد لحظة اتصل بي عبد الصمد الراجي من سيدي قاسم، وهو صحافي في هسبريس الرياضية، يخبرني بأن هاتف البرحلي تم استرجاعه من قبل الشركة التي تصدر جريدة هسبريس، وأن بريده الإلكتروني تمت قرصنته، كما أخبرني عبد الصمد أن أمين الكنوني أوقف حسابه على لوحة التحكم وكذلك نفس الأمر وقع مع صحافي آخر من طنجة هو محمد حكمون، هو أيضا أوقفوا له لوحة التحكم وطلبوا منه أن يلتحق للعمل في الرباط وليس من طنجة، وذلك من أجل التخلص منه بدون مقابل.

أشرف الطريبق يتدخل على الخط لـ”حل المشكل”

الخبر الذي نشرته شوف تيفي عن القرصنة يوم الأحد، آلم الجهة المسؤولة عن القرصنة، هنا اتصل بي أشرف الطريبق بإيعاز من مدير النشر محمد الأمين الكنوني، وعاتبني على التواصل مع جريدة شوف تيفي، وقال لي بالحرف: من الأفضل أن تقدم شكاية عند وكيل الملك ولا تتواصل مع شوف تيفي.

والسؤال: لماذا فضلوا تقديم شكاية للنيابة العامة بدل نشر خبر في جريدة وطنية منافسة؟! هل أنهم تعودوا على المتابعات القضائية بسبب القرصنة أم ماذا؟

وقع شنآن بيني وأشرف، وقلت له ما قاله نبيل بن عبد الله في الليلة المشهودة،  وانقطع الاتصال، وبعد يومين تدخل صديقان هما عبد الرزاق المسكي وعبد اللطيف بوليك، وكنت أقول لهما لا يمكن لأي كان أن يحل هذا المشكل سوى من قام بعملية القرصنة، هما كان يلحان على أن أشرف هو من سيتدخل لحل المشكل، وتحت إلحاح من عبد اللطيف بوليك وعبد الرزاق المسكي وافقت على اللقاء.

 وهكذا استقبلت أشرف الطريبق بمعية عبد الرزاق المسكي وعبد اللطيف بوليك، يوم الأربعاء 17 من أكتوبر 2018، أشرف قدم عرضا، وأمام بوليك والمسكي، والعرض هو إرجاع الإيميل من أجل استرجاع مشروع الدكتوراه لأني كنت على موعد مع التسجيل مرة أخرى، وتحويل الهاتف والسيارة باسمي، وأنا رفضت وطالبت بفلوسي… ولا أقبل هذا العرض.

  أشرف الطريبق بدأ يهددني بأنهم سيطردونني من العمل كمستشار إعلامي من البرلمان وأنهم أقوياء يستطيعون شراء حزب سياسي، وكان يرغي ويزبد ويصيح بأعلى صوته… ويضيف: واسمع الشريف راه الناس أقوياء عليك !!!

وفعلا وقعت مضايقات لي في العمل يوم 10  دجنبر من سنة 2018، والأخ الصحافي في جريدة الصباح عبد الله الكوزي يعلم بالتفاصيل، ويحين يحين الوقت سنتحدث عنها بتفصيل.

كنت أرد على أشرف بصوت مرتفع لا يخلو من التحدي: أنا أيضا أتحداك والعصابة واللصوص والقراصنة…. وأضفت قائلا: هل نسيت يا “السي بوعزة الحكيم” أنت هو المنسق للجنة الحقيقة ديال الصحافي بوعشرين !! وها أنت تعرف الحقيقة أن أولاد خالتك قاموا بجريمة يعاقب عليها القانون ولا تقف بجانبي… أهذا هو النضال، أهذا هو الحق، أهذا هو الإسلام والمرجعية الإسلامية؟ أهذا هو القيادي في حزب العدالة والتنمية؟ أهذا هو المدافع عن حقوق الناس في مجلس منتخب؟ أهذا هو اشرف الذي يعرفه الناس؟؟؟

السي عبد اللطيف بوليك طلب مني أن أقبل بهذا العرض وبعد ذلك يكون خير.

 فعلا، بعد ذلك عملت بنصيحته، وهكذا أرجعوا لي رقم الهاتف مرة أخرى يوم الجمعة 19  أكتوبر، وجاءني بالرقم من عند مريم الطريبق مرة أخرى الأستاذ يوسف مزوز بتكليف من أشرف الطريبق الذي زعم أنه سافر إلى العرائش، وجاء عندي في وقت متأخر مساء إلى مقهى كاريون بمدينة سلا، ولما حاولنا فتح الإيميل بالهاتف الذي أرجعوه لي وجدت أنهم غيروا رقم الهاتف أصلا، هنا انزعجت وأمام شاهدين اثنين (لا أريد أن أبوح باسمهما)، قال يوسف مازوز، بلا ما تقلق… اليوم الإيميل غادي يكون عندك، اليوم أشرف الطريبق سيرجعه من عند حسان كما وعدني.. قلت له: هل هذا الكلام صحيح، أجابني: هذا وعد.

حسان الكنوني لا يزال في دبي إلى حدود اللحظة، كيف تم استرجاع الهاتف من اتصالات المغرب للمرة الثانية على التوالي في غياب المدير العام؟

 إذن هناك من ينوب عنه، وما يعني أن عملية القرصنة، وإن كان المسؤول عنها هو حسان الكنوني لأنه هو مدير الشركة التي تصدر هسبريس، فإن هذه العملية الإجرامية شارك فيها أكثر من شخص، وأنا أتهم هنا أشرف الطريبق، وعندي قرائن ودلائل، وعندي مكالمات ومحادثات في الواتساب، والسي عبد اللطيف بوليك أعرفه جيدا رجل صادق ولي مكالمات معه ومحادثات في الواتساب تتضمن اعترافا من أشرف أن حسان الكنوني هو من قرصن الإيميل لأنه خاف على شقيقه محمد الأمين الكنوني، ولذلك “فطر بك قبل أن تتغذى به” حسب عبارة الأخ أشرف الطريبق.

 كيف؟ لأن الرسالة التي كتبها محمد الأمين الكنوني وتتضمن سبا وقذفا بحق (…) والتي ناقشت مضمونها مع بنت خالتهم مريم الطريبق داخل مقر الجريدة بحي حسان قبل سفري إلى فرنسا، هي ما جعلهم يسارعون إلى قرصنة الإيميل الشخصي وكذلك إيميل خالد البرحلي، لأننا نحن الاثنان من توصل بهذه الرسالة وكذلك شخص آخر على علاقة بالنقاش الذي كنا نتبادله حول الزيارة الملكية لإفريقيا، والتي قرر المدير محمد الأمين الكنوني ألا تتم تغطيتها على هسبريس، وكتب رسائل للمشرفين على لوحة التحكم كي لا ينشروا عنها شيئا أثناء غيابه.

ولا أزال أحتفظ بتسجيلات لمكالمات مع الأخ أشرف الطريبق ومكالمات الأخ عبد اللطيف بوليك ومحادثات عبر الواتساب كلها تصلح دلائل على جريمة القرصنة!

بعد عام على جريمة القرصنة

وبعد عام كامل على الجريمة القرصنة، قدمنا شكايات بخصوص جريمة القرصنة، في مقابل ذلك حاول الإخوان في الإمارات التدخل عن طريق وسطاء، أنا رفضت تدخل أي جهة خارجية كفيما كانت، فأنا لست ضد دولة محددة، ولست ضد جهة معينة، ولست مع مشروع ضد مشروع، ولا أجندة خارجية في مواجهة أجندة خارجية أخرى، أنا ضد جريمة القرصنة فقط، ولا زلت مصرا على إجراءات المتابعة القضائية وحسب، ولا زلت مصرا أيضا على استرجاع البريد الالكتروني الشخصي الذي يحتوي على كل وثائقي وأسراري وعلاقاتي ودراساتي ومقالاتي بما فيها مشروع الدكتوراه، ولن أتنازل عن حقوقي كيفما كانت الظروف والأحوال.

 لن أقبل الخداع والخيانة من أحد، لأن الأفكار التي تتعرض للخيانة تنتقم لذاتها، حتى من أصحابها، هكذا قال القرآن، وقال التاريخ، فصدقا !