العالم الإسلامي بين نظريتين أمريكيتين:
الوطن24/ بقلم: د. عماد فوزي شعيبي
ساد في عهد أوباما تصور عن أن الطريق الوحيد لمواجهة القاعدة (وأخواتها) هو تسيّد تيار إسلامي واقعي على حكم البلاد العربية. وكان النموذج التركي مثالاً، ويستحضر هيكل أن حلف الأطلسي توافق في نوفمبر 2010 على تعميم التجربة التركية على العالم العربي، وهنا تكون الاستراتيجية بحيث يتكفل الإسلام بالإسلام وتكون المواجهة داخلية، ويدعم هذا التصور بعض مراكز الأبحاث الأمريكية ويحضرنا رأي George Friedman الذي يعتبر أن العالم الإسلامي عاجز عن التوحد بصورة اختيارية، ولكنه قادر على أن يكون تحت ظل قيادة قوة إسلامية. فالإمبراطورية العثمانية، كانت تمثل واقعة حقيقية في العالم الإسلامي. وقد استطاعت تركيا في وقت ما، السيطرة على منطقة البلقان والقوقاز وشبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا. وستعود هذه القوة في عشرينات القرن الحادي والعشرين. أي أن الفكرة لازالت قائمة لدى البعض بضرورة دفع خطر الإسلام المتطرف بإسلام آخر. وهذه هي آراء المؤسسة أو الدولة العميقة ويتبناها الديموقراطيون بشدة، لكن بعضهم بات يخشى من أن يكون النزوع الأردوغاني فرصة للتوحيد على طريقة داعش لخلافة إسلامية ولكن بوجه آخر.
أما ترامب فيرى أمراً آخر يلخصّه على النحو التالي:
“الإسلام هو دين سياسي متأصل. لذا ليس له أن يُميز الإسلام عن الإسلام السياسي لأنهما في الحقيقة واحد. لكن المشكلة هي في إسلام سياسي يكون همجيا، وهم يكررون نظرية أوباما في جعل الاسلام يصطدم بالإسلام.
ولكن من منظوري إن عملية إعادة تأكيد الذات للإسلاميين هي عملية مستحيلة دون تطرف المجتمع الإسلامي، لأنها تتطلب تحرير المعتقدات المكبوتة للإسلام. ولكي تتجنب الولايات المتحدة هذا وتدع الطبيعة تأخذ مجراها عليها أن تتجاهل حقيقة أن الأصولية تنحو نحو تهجير الاعتدال وليس العكس. فالسماح باحتواء الأصولية كما حاولت الدولة العميقة عن طريق تركيا أو السعودية يفشل في الأخذ في الحسبان بأنهما عرضة للأصولية نفسها. لذلك إن دولة إسلامية ناشئة حديثة على القوة لا تصب في المصلحة الأمريكية لأنها لن تكون إلا متطرّفة. فمشكلتي هي مع إسلام يتحول إلى دولة أو خلافة أو إلى قوة واستراتيجيتي هي إظهار عجز الإسلام السياسي عن تأسيس نفسه، من أجل قرن آخر. بمعنى مشكلتي فقط مع داعش وأي تنظيم أو دولة إسلامية تريد أن تتمدد، فاستراتيجيتي تقوم على إحالة الإسلام السياسي إلى حالة الوضع الذي كان عليه قبل عام 1945 حيث على مدى قرون كان في موقف (دفاعي ضعيف المعنويات ومتشظٍ) هذا كل ما أريده ولهذا افتعلت معركتي مع داعش ومع تمدد إيران؛ فهزيمة داعش ليست هدفاً بحد ذاته ولكنها وسيلة لتحقيق غاية إنهاء إسلام سياسي في صيغته الثورية.”
انتهى الاقتباس
الأبرز في هذه المساجلة هو أن تياراً يعتبر الإسلام يمكن أن يكون معتدلاً غربي الصلة كما هو حال تركيا وتوجهها الحزبي، وآخر يعتبر كل إسلام أصولي ومتطرف. فالقاسم المشترك هو مواجهة التطرف الذي أثارته القاعدة ثم داعش. وتيار يخشى من أن يكون أردوغان فرصة لتوحيد امبراطوري لتركيا بواجهة إسلاميّة.
ماذا سيفعل خليفة ترامب بايدن ولأي تيار سينحاز!؟