العوسج الأبيض

الوطن 24/ بقلم الكاتبة الغرباوية جوليانا فلانتينا باناصا – المغرب

جوليانا فلانتينا

   في آخر لحظات الغروب، كنت أنتظر شروقا، وأنا أكتب آخر وصايا الحب السبع من معلقات العمر .

أمواج ذهبية تطفي الشمس، ومركب شراعي يخترق قصيدتي يعلن النهايات بين ألأمواج المتدفقة الغاضبة حينا و اللينة حينا ….

كنت أجلس على الشرفة وبين يداي فنجان قهوة وقطعة من البسكويت المغربي، وفيروز تعلن مراسم الرومانسية في أغنيتها الجميلة الحزينة

أنا لحبيبي وحبيبي إلي

يا عصفورة بيضة، لا تسألي….

وبينما تغيب شمسي، كنت أنتظر بالقلم وبالنون وبما أسطر إشراقة فجرجديد ينيرعلى مروج البنفسج والعوسج

الشقي دائما يأتي مأخرا، والوعد يفتح كتبه على القصائد العتيقة بألوان قزحية

وذاك البحر الذهبي يكتب فيه روايات من آواخر العمر الشقية …

فنجان القهوة وشك على الإنتهاء وأنا لازلت أناشد الشمس الجديدة على النهوض من عيناي رجل شرقي، تدخل نواسمه من شرفة البحر الشرقية ….

ها….عطر العوسج و الياسمين يفوح مع أول هبوب نسمة الفجر، تلاعب أنفي بالإستفاقة،

هل هو حلم على ورق، أوعلى أروقة الحلم يتطاير بساط علاء الدين من تحث قدماي المحنيتين بالعطر وبالأقحوان، لنبارك لي قدومه، وكأنني أفروديت و كل الألهة ،تمجد قدومه، و لو في آخر العمر…. بالبركة وبالحب وبالحياة

عقود الياسمين

مروج شقائق النعمان

والغجرية الراقصة فيه والمغنية بأهازيج الحب

مورين Morena ، تهمس لي وتغني لي فرحة بالنشوة وبالإنتصار، فالحب الأفلاطوني، إنتصر حتى في آواخر ساعات العمر .

وآخيرا أشرقت شمس الحب على مروج من العطر، رأيتك فارسا فوق جواده الأبيض، يصارع النسائم وبيده باقات العوسج الأبيض، يتقدمه العطر، مبتسما إلي يتمشى فوق الأمواج بالحياة.

لحتى آواخر العمر، تعال يا شقي، يا حنين الروح ويا قوس قزح ويا مرج الحب نلتقي

يا طائر الفينيق ويا أساطير الإغريقية ويا مجد آلهة الرومان ويا مجد روما ومجد باناصا ويا عصا موسى وملكوت السموات الزاخر، آمنت بك وبكل القصائد التي مجدت حبك لا تبكي وأنا أسافر لوحدي بين التراب وبين الملكوت، لا بل إنثر كل الورد وكل العوسج الأبيض على قبري و ضم روحي، فهاته الورك تشتاق إليك كموج البحر الذهبي الذي ينتظر إشراقة شمسك دائما يا أيها العوسج