الفساد الكروي يهدد مستقبل كرة القدم في المغرب: من وزّان إلى الرباط… الحقيقة المؤلمة!

في وقت يُفترض أن تكون الرياضة وسيلة لبناء الإنسان وخدمة الوطن، تعاني كرة القدم المغربية من مرض خطير اسمه الفساد الرياضي. من شراء الحكّام إلى بيع وشراء المقابلات، حتى أصبحت بعض المباريات تُعرض كما لو أنها سلع على موقع “أفيطو”! أين هي النزاهة؟ وأين هو الشرف الرياضي؟

في بداية موسم 2018/2019، اخترنا أن نخدم المغرب من بوابة الرياضة، وركزنا بالخصوص على فئة الشباب والصغار. هدفنا كان واضحاً: نجرّ أولادنا إلى المستطيل الأخضر، لا أن ندفعهم خارجه نحو المجهول.
وبحكم تجربتي في الميدان، أسسنا جمعية “موبيل أكاديمي” التي عملت بلا كلل لدعم الفرق والمدارس الكروية في المغرب. سنة 2020، نظّمنا أكبر دوري في تاريخ الكرة النسوية بالمملكة، بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (FRMF)، واحتضنه مركز محمد السادس بالرباط.

لكن التجربة التي آلمتني أكثر كانت في مدينة وزّان. مدينة مغربية مهمّشة رياضياً، فريقها الأول يعتمد بنسبة 100% على لاعبين من خارج المدينة، دون أي اعتبار لأبناء المنطقة.
في نظري، هذا خنق لروح التكوين، وقتل لطموح الشباب، وفتح مباشر لباب الانحراف أمام الجيل القادم.

نظمنا لقاءات مع فعاليات محلية، مسؤولين، وحتى رئيس الجماعة، وأطلقنا مشروع تكوين فئة عمرية تحت 13 سنة، رغبةً في خلق جيل جديد يؤمن بالرياضة كقيمة.
لكن، فجأة، اصطدمنا بجدار أكبر من جدار برلين. عرقلة، تهميش، ومحاربة ممنهجة لهذا العمل النبيل.
وحين نسأل “لماذا؟”، يأتينا الرد الصادم من بعض من يسمّون أنفسهم “مسؤولين”:
“ما كاين حتى لاعب فالمستوى في وزّان. حنا خاصنا نطلعو!”

وجوابي كان وسيبقى دائماً:
“اللي بغا يطلع، يطلع لبوهلال!”

أقولها اليوم وأنا أتابع بحزن وضعية شباب أولمبيك وزّان، كلاعب سابق:
أنتم من ضيّعتم الشرف، وخسرتم الأموال، وأقصيتم جيلاً كاملاً من الشباب المغربي.

لقد فقدنا البوصلة، وغاب الضمير الرياضي، وانتصرت المصالح الضيقة على حلم الوطن.
أقولها بألم: الفساد الكروي في المغرب ليس مجرد مشكل… إنه خطر وجودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *