القسيس الأمريكي الانجليكاني كينيث كوبلاند، الأكثر شهرة في الشاشات الانجيلية، يقوم بعمليات شعوذة لطرد شيطان كورونا باسم المسيح، مسيح الإنجيل طبعا.
الوطن 24/ بقلم: د. إدريس الكنبوري
منذ بداية كورونا انتشر في الغرب ما يسمونه الآن”لاهوت كورونا”theologie de coronavirus. هذا اللاهوت الجديد ينبني على اللجوء إلى الخرافة والطقوس الدينية للقضاء على الوباء. يذكرنا هذا بلاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية في الستينات والسبعينات.
مقولة أن الغرب عقلاني بحاجة إلى إعادة نظر. الغرب عندي ليس عقلانيا لكن عملي pragmatique. هناك فرق كبير جدا بين الإثنين، لكن الكثيرين للأسف الشديد يخلطون بينهما. خذ لك هذا المثال النافع: أمريكا من أكثر الدول الغربية تدينا من القمة إلى السفح (ليس عبثا أن الحركات الانجيلية متمركزة هناك). هذه حقيقة يعرفها الجميع وكان دوتوكفيل في كتابه”الديمقراطية في أمريكا” في القرن 19 قال هذا وقال إن الدين كان حافزا للديمقراطية في أمريكا (هذه قضية أخرى يجب إعادة النظر فيها). وفي أمريكا تنتشر الخرافة، وليس صدفة – نعم – أن الصهيونية الإنجيلية نشأت هناك وأن أفكار نهاية العالم تأتي من هناك وفكرة عودة المسيح تنمو هناك. مع ذلك كله أمريكا من أكثر البلدان تقدما في العالم لأنها الأكثر براغماتية وعملية. إذن القاعدة الذهبية: النزعة الخرافية لا تتعارض مع النزعة البراغماتية.
مقارنة بهذا المسلمون هم الأكثر عقلانية لكن الأقل براغماتية اليوم. الدين الإسلامي لا يعترف بالخرافات وحتى الأمور الاعتقادية لا يدخلها في الجوانب العملية. صحيح الخرافة موجودة في بعض الأوساط لكنها لا توجد عند النخبة العلمائية مقارنة مع اليهودية والمسيحية. على سبيل المثال: الإسلام حاسم مع السحر ويعتبره كفرا حتى، الشعوذة أيضا، الغرافة، جميع الطقوس الخرافية ليست مرفوضة فقط بل أصحابها منبوذون. كيف تصبح الخرافة طقسا رسميا في دين يكفر الساحر والمشعوذ ويعتبر من يؤمن بهما شريكا في الكفر، ونبيه يقول: من أتى عرافا وصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد؟.