الكنبوري: الإنتماء الحزبي ليس الشرعية الوطنية الوحيدة

الوطن 24/ بقلم: الدكتور إدريس الكنبوري

صار واضحا اليوم في المغرب – البلد الذي ننتمي إليه كلنا ويجمعنا – أننا ندور في حلقة دائرية. لقد أصبح واضحا لكل ذي عقل أن هناك حالة ارتباك وتردد على صعيد الدولة والنخبة السياسية / الحزبية (أقول هذا لأن هناك فرقا والطبقة الحزبية ليست النخبة السياسية الوحيدة)، وقد وجه ملك البلاد رسائل متعددة لكن بلا صدى لأن هناك حالة جمود وعدم قدرة على التجاوب والإبداع في الجانب المقابل.

في بداية السبعينات فتح الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله الفرصة أمام النخبة الفكرية والثقافية وبينها الطبقة السياسية، لأن زعماء الأحزاب وقتها كانوا من الوطنيين والمثقفين ذوي الالتزام، وطلب مشورتهم، وفي ضوء تلك النباهة الملكية كتب الكثيرون رؤيتهم واقتراحاتهم، في إطار من المسؤولية الوطنية.

اليوم نحن في حاجة إلى تجديد المبادرة. آن الأوان في تقديري للإنصات للمثقفين والعلماء وتلقي رسائلهم. آن الأوان لنوع من الجرأة في التحليل والتشخيص والاقتراح بعيدا عن الحسابات الضيقة والنزعة الحزبية وفي إطار الاحترام الكامل للتوابث الوطنية وفي دوائر خاصة أو لقاءات مشاورة.

لقد جربنا النموذج الحزبي، ومن كان يقترح ويخطط ويتم الإنصات إليه هو الفاعل الحزبي، وقد رأينا ما وصلنا إليه. إن الانتماء الحزبي ليس الشرعية الوطنية الوحيدة، هناك شرعية المثقفين والعلماء الذين يوجدون خارج الانتماء الحزبي، لكن ليسوا بدون قناعات سياسية، بل قناعاتهم السياسية تفوق بالتأكيد قناعات ذوي القبعات الحزبية. هؤلاء بإمكانهم أن يقولوا الحقيقة إذا طلبت منهم الشهادة.

ألا هل بلغت؟