اللعنة للظلام

الوطن24/ ذ. عادل رفيع (مشرع بلقصيري)

عادل رفيع

لعل معظم الأنظمة تباهت ونوهت بنظامنا الأمني والمخابراتي، وكذلك نحن في تصوراتنا وذاكرتنا الجمعية التي طالما  ترسخ في أذهاننا أن المخزن المغربي يخرج منتصرا في عز الأزمات كانت دولية أم محلية، بتوظيفه جل الوسائل والأساليب التي أتبثت نجاعتها وفق تصوره طيلة عقود من الزمن.

بيد أن الجميع شاهد ليلة أمس، مجموعة من الظلاميين يعشقون الأشتغال والتنسيق وتحقيق مآربهم بالظلام، لم يستطيعوا الخروج في مسيرات خبزية أو فئوية أوإجتماعية بصفة عامة.. في أوقات حرجة من تاريخ المغرب، في حين قرروا العصيان في أحلك الظروف التي تمر منها البلاد والعالم، محاولين تسليط الأضواء عليهم، وخلق الإستثناء الخرافي كون أغلبهم رقاة، ولن نتخلص من هذا الوباء إلا بالرقية كما لو أنهم يشيرون ضمنيا إلى راقي بركان المخلص…

وإستنادا على ما سبق، استرعى إنتباهنا إلى قوة النظام بإمكانياته الباهرة، الذي طالما هابه الجميع، لم يستطع فك شفرة تنسيق تلك المجموعات في وقت واحد وموحد بمدن مختلفة، مهللين ومكبرين بجلالة قدره… مستغلين جهل عدد كبير من المواطنين والمواطنات داخل الأحياء الشعبية، في غياب تام للداخلية بشكل عام التي أتبثت عجزها وبعثرت أوراقها ليلة أمس.

 لذا، فالوضع الحالي حرج للغاية يستدعي منا التحلي بروح المسؤولية، والإنضباط  لقرارات الأجهزة العليا، كما أطالب بصفتي الشخصية معاقبة كل من سولت له نفسه المس بالحياة العامة للأفراد، وكل من يحاول التشويش علينا جميعا في ظل حالة الطوارئ مثل ظلاميي الأمس.

 فليتجند الجميع، ولتستعد الدولة لفرضيات مختلفة، يجب معالجتها بقانون الحرب نظرا لراهنية الوضع الصحي الحرج الذي ألزمنا بيوتنا إكراها.

وهذا لا يعني أن الأدوار الطلائعية التي يقوم بها مجموعة من فعاليات وهيئات ومنظمات المجتمع المدني قد انتهى.

 بل تقتضي الضرورة الملحة، أن تكون التوعية والتأطيروالتحسيس بخطورة المرحلة عن بعد. حتى يتسنى لنا جميعا، السير بخطى ثابتة، تتيح لنا إمكانية التوفق إلى حد بعيد في مسعانا.

فالجهل والظلام أشدان من كورونا فلنلعن الظلام. والله ولي التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *