المغرب: اختتام الدورة الثالثة من “ميد كوب – طنجة” بدعوة السياسات المحلية للحد من النزوح جراء التغيرات المناخية.
الوطن 24/ كادم بوطيب
في حفل الاختتام الدي احتضنته مدينة طنجة مساء أمس الجمعة 23 يونيو الجاري، دعا المشاركون في الدورة الثالثة لقمة المناخ المتوسطية “ميد كوب”، إلى تقديم تمويلات عمومية جديدة وإضافية للبلدان النامية لمواجهة آثار التغيرات المناخية.
وجاء في “إعلان ميد كوب طنجة”، الذي تلي في ختام فعاليات المؤتمر الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يومي 22 و23 يونيو بمبادرة من جهة طنجة تطوان الحسيمة ودار المناخ المتوسطية، أن المشاركين في القمة يحثون على توفير “تمويل إضافي للبلدان النامية، إلى جانب التمويلات الموجودة من قبيل صندوق المناخ الأخضر والمساعدة العمومية على التنمية، دون أن يؤثر ذلك على تمويل العمل الدولي في إطار الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية”.
كما شددوا على تطوير آليات للصندوق الجديد للخسائر والتعويضات لفائدة السكان الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، لاسيما الذين أجبروا على الهجرة بسبب ذلك، داعين إلى وضع آليات تمويل مباشرة وأدوات مؤسساتية لجعل التمويل الدولي من أجل التنمية متاحا للمجالات الترابية والحكومات المحلية، لتمكينها من تمويل مخططاتها من أجل التكيف مع التغيرات المناخية وحاجاتها من البنيات التحتية.
في هذا السياق، أبرزوا الحاجة إلى تحسين استجابة الحكومات المحلية والإقليمية للطوارئ المناخية، وتشجيع وضع رؤية بعيدة المدى وتخطيط متوسط المدى، وتقوية دور الحكومات الإقليمية والمجالات الترابية في العمل المناخي، من خلال وضع برامج مناخية محلية تأخذ بعين الاعتبار النوع الاجتماعي.
وطالبوا الحكومات المحلية والجهوية بمنح الأولية للحلول القائمة على الطبيعة في إطار استراتيجياها لتدبير الفضاءات الحضرية والطبيعية، داعين إلى ملاءمة السياسات المحلية مع الأجندات المناخية الوطنية والدولية، وتشجيع الحلول المحلية لتجنب وتقليل المجبرين على النزوح بسبب الكوارث والتغيرات المناخية، بفضل تقوية المرونة وخفض المخاطر.
وشدد الإعلان على خلق مناخ ملائم للحلول المالية المبتكرة لفائدة البلديات والجماعات بفضل ولوج مباشر للتمويل المناخي، والولوج على أسواق الرساميل، ومنحها القدرة على الاستفادة من آليات الضمانات والانخراط في شراكات بين القطاعين العام والخاص.
كما دعت قمة “ميد كوب” إلى وضع مخططات وبرامج التكيف على مستوى البلدان المتوسطية، ضمن مقاربات وطنية، تأخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع والمساواة والشفافية، وكما تراعي خصوصيات الجماعات والمنظومات الهشة، مشددة على أهمية وضع أدوات عملية لتيسير ولوج النساء إلى التمويل المناخي وتقوية الريادة النسائية، بغاية جعل تدبير الموارد والمبادرات ذات الصلة بالبيئة وبمخاطر الكوارث أكثر فعالية.
تحت شعار “ميد كوب، رافعة للعمل المناخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط على المستوى المحلي والجهوي”، تمحورت أشغال القمة حول مواضيع “المدن والأقاليم المتكيفة مع تغير المناخ”، و”النظم الغذائية المستدامة”، و ”الإدارة المستديمة للموارد المائية والاقتصاد الأزرق”، و ”الانتقال الطاقي”، و ”النساء والمناخ”، و ”الحلول القائمة على الطبيعة”، و”الهجرة المناخية”، و”السلام والأمن والتعاون اللامركزي”، ثم “تمويل مشاريع المناخ”.
وشمل برنامج الدورة، التي تحظى بالدعم والمساندة من قبل عدد من المنظمات الدولية والقطاعات الوزارية، 16 ندوة موضوعاتية، ومنتدى للأعمال، وأنشطة موازية (دورات تكوينية، ولقاءات عمل بين مسؤولي وممثلي الشركات والمقاولات (B to B)، ولقاءات لمراكز الأبحاث والدراسات ومنظمات المجتمع المدني حول “ميد كوب المناخ”، وذلك في أماكن مختلفة بمدينة طنجة.