المغرب: الباحث الأستاذ خالد شخمان ينال شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا.

الوطن24/ الرباط

عاشت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط محمد الخامس بالرباط، يوم الجمعة 22 مايو 2021، عرسا أكاديميا بامتياز زاوج العاصمة الرباط بمدينة سوق الأربعاء، إذ نظمت جلسة مناقشة شهادة الدكتوراه التي أنجزها الطالب الباحث الأستاذ خالد شخمان تحت عنوان: مواجهة الاستبداد بين وظائف الجماعة السياسية ووظائف الدولة.. “الخبرة الأموية في خدمة المشترك الانساني”.  وقد ضمت اللجنة العلمية للمناقشة بالإضافة إلى الأستاذ المشرف على الأطروحة الدكتور سعيد خالد الحسن كلا من الأساتذة الأجلاء:

الدكتور المصطفى منار بصفته رئيسا

 الأستاذ الدكتور عبد الرحيم العلام بصفته عضوا

الأستاذ الدكتور محمد أتركين بصفته عضوا

وبعد قرابة أربع ساعات من المناقشة الصارمة والتفاعلات العلمية القوية التي همت جوانب القصور والقوة في الأطروحة خلصت اللجنة إلى منح الباحث خالد شخمان شهادة الدكتوراه الوطنية في القانون العام والعلوم السياسية بميزة مشرف جدا مع دعوة لتغيير العنوان إلى: الوظيفة السياسية بين الجماعة والسلطة “دراسة في خبرة العصر الأموي”.

جدير بالذكر أن الباحث قد قسم أطروحته لبابين اثنين تطرق الأول منهما لوظائف الدولة وسياساتها من خلال فصلين اثنين تتبعا بالأساس تشكل السلطة في النسق السياسي الغربي وكيف أن الديمقراطية انْبَت منذ بداياتها على التمييز الطبقي بين الناس وعلى افتراض الصراع كأساس من أسس العيش المشترك بينهم؛ وهو أمر أقامه الباحث على نظر مُرَكز في مسار هذه الخبرة الغربية وفي منتهى سياستها الحديثة التي تَبنت ثنائيات القيادة والطاعة، العام والخاص، والصداقة والعداء (خاصة في العلاقات مع الخارج). ولقد شكل الحزب السياسي متكأ الباحث في التدليل على مركزية السلطة السياسية في بنيان الدولة الحديثة وكيف أنه يجعل من “فقه” الوصول إلى السلطة ومن شعار استجماع المصالح المتفرقة المتناقضة في مفهوم المصلحة العامة أدواته لطمس باقي الفاعليات الأخرى الموجودة في المجتمع.  

أما الباب الثاني فقد هم وظائف الجماعة الأموية وخبرتها من خلال فصلين اثنين أصلا لمفهوم الجماعة التي يقصدها الباحث بوصفها جماعة لا تشكل ندا للدولة ولنخبها ومؤسساتها، بل إنها على العكس من ذلك متكأ الدولة ومستندها في الاضطلاع بمهامها الموكولة لها. فلا دولة بدون جماعة متآلفة متراصة. والجماعة بهذه المعاني ليست جمعا إيديولوجيا يقصد الانقضاض على السلطة وتغيير واقع الناس على مقتضاها، بل إنها جماعة سكَّت تقاليدها وقيمها وأعرافها وأخلاقها من انغراسها في أرضها ومن التفاعل الخلاق مع مرجعيتها التوحيدية التي ترفض التصارع على الملك والسلطة حين تجعل من كل الناس- على مستند التزامات وواجبات عقد البيعة -ولاة للأمر في حدود مجالاتهم واختصاصاتهم.

  ولقد زكى الباحث تحيزه هذا بالنظر في المذهب الفقهي المقابل للحزب السياسي – وإن لم يكن تقابلا آليا محضا – الذي لا يجعل من حياة الجماعة رهينة سلطة سياسية مغرقة في المركزية السياسية والقانونية، بل إنه يمَكن من خلال حلقاته العلمية المذاعة والمشاعة في سائر الجسد الاجتماعي من انفتاحه على مجموع الناس وتذكيرهم بضرورة قيامهم بحقوقهم التي تنبسط بحسبانها واجبات وتكاليف شرعية.

جدير بالذكر أن هذه المناسبة العلمية قد شهدت حضورا محدودا من الباحثين وعائلة الطالب التزاما بالتدابير الاحترازية المعتمدة في الكلية.

وفي تصريح لـ “الوطن 24” شكر الدكتور خالد شخمان الوطن 24 وكل من غمره بفيض تهانيه وصادق حبه وجميل تبريكاته بمناسبة حصوله على شهادة الدكتوراة داعيا الله أن يديم عليهم نعم العطاء والبذل خدمة للدين والوطن.

كما اغتنم الأستاذ شخمان هذه الفرصة ليذكر بخالص ثنائه وجزيل شكره لوالدَيه ولزوجته وولدَيه طه وأسعد ولإخوته وسائر الزملاء والأصدقاء الذين ما ترددوا في تقديم النصح والإرشاد والمعونة، وعلى رأسهم زميلَيه الدكتور العزيز على القلب عبد القادر العزة والباحث الأريب السعيد بنسعيد.. كما لم يفوت الفرصة للتوقف بالخشوع اللازم دعاءً وابتهالا لمن يعتبره شيخا وأبا وأخا وصديقا ومؤنسا ومشرفا أستاذه الدكتور سعيد خالد الحسن صاحب نظرية المدركات الجماعية التي تجعلنا بحسب شخمان دائما نتوسل بقيمنا المعنوية: بذلا وعطاءً ومقاومة وتحديا وتدافعا ومغالبة.. في وجه أغلال المادة وأسوارها المحكمة الإغلاق.. وكيف لا وهو الذي يصيبك بجوده وكرمه وتواضعه وحلمه ودماثة أخلاقه قبل أن يصيبك بواسع اطّلاعه وألمعية استشرافه وحسن توجيهه.

وفي مقام التذكير دائما أكد خالد شكره للجنة المناقشة على ما بدلوه من وسع في النصح والتقييم والتقويم وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور المصطفى منار الذي لم يتردد قط في مد يد المساعدة طيلة سنوات الإعداد للأطروحة.

هذا ونود الإشارة إلى أن الدكتور شخمان قد أهدى أطروحته – إهداءا خاصا- لروح القاضي والمفكر المصري المستشار طارق البشري عليه أزكى الرحمات..

عربونا وعرفانا لمجهوداته التي قدمها للأمة وللبشرية جمعاء، ودعاءً يأمل من خلاله أن ينتفع البشري ويأنس ويتشفع به في قبره ويوم القيامة، وعلما يحوز بفضله أعلى المقامات جوار النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين… كما أنه نقل لهذا الإهداء لأسرته العالمة الكريمة: زوجته الدكتورة عايدة العزب موسى وولداه المستشار الدكتور عماد البشرى رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا والمهندس زياد البشري، ولكافة آل البشري الذين توارثوا العلم وورَّثُوه لأبنائهم وأحفادهم.. وكيف لا والمستشار البشري هو حفيد سليم البشري، الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر وشيخ السادة المالكية بمصر.. ووالده هو المستشار عبد الفتاح البشري رئيس محكمة الاستئناف حتى وفاته سنة 1951، كما أن عمه هو الكاتب والأديب الكبير عبد العزيز البشري..

وبدورنا كأسرة تحرير “الوطن 24” من مدريد/ اسبانيا نتقدم بتهانينا الحارة وألف ألف.. مبروك … ونسأل الله لكم المزيد من العطاء الفكري والمعرفي.