المغرب: الثلوج وموجة البرد الشديدة تفاقم “معاناة” سكان عدة مناطق بإقليم ورززات.
الوطن24/ كادم بوطيب
منذ بداية تساقط الثلوج في عدة مناطق تابعة لإقليم ورززات، وسكان القرى والمداشر في الجبال يعيشون في معاناة حقيقية، حيث أصبح السكان يعانون الأمرين بسبب الطقس البارد جدا وقلة الإمكانيات وعزلتهم عن باقي المناطق، وعدم تمكنهم من التنقل لجلب كل احتياجاتهم والأغراض الضرورية لمعيشتهم اليومية، بل وحتى التطبيب والتعليم أصبح أمرا مستحيلا بالنسبة لهم.
فعلى الرغم من محاولات السلطات المغربية في المنطقة التخفيف من معاناة ساكني تلك المناطق الجبلية، وإقامة بعض قوافل المساعدات الطبية المتنقلة وقوافل المساعدات الغدائية والأفرشة في بعض قراها بأمر من العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال هدا الأسبوع، فإن تساقط الثلوج التي شهدتها المنطقة مؤخرا قد عمق من مأساة السكان، ولا يوجد من يلتفت إلى سكان تلك القرى والبوادي في الجبال المغربية الوعرة، التي تظل وحيدة تقاوم وتواجه مصيرها المحتوم بسبب البرد والثلوج وقلة ذات اليد، والعزلة المفروضة على هذه المناطق مع حلول فصل شتاء من كل سنة..
عبد الرحمن أمناح كاتب عام جمعية شباب “آيت نبضاس للتنمية الإجتماعية والثقافية ” المنحدر من دوار آيت نبضاس جماعة خزامة قيادة أنزال التابعة لعمالة ورززات، يحكي لنا في اتصال هاتفي عن معاناة سكان الدوار مع الثلوج ويقول: “خلال هده الفترة تعيش المنطقة في عزلة تامة بسبب الثلوج والبرد وقلة الإمكانيات، في إهمال تام لساكني المنطقة الفقيرة، التي تعيش من الزراعة المعاشية والرعي، والتي لا يمكن لها شراء الخشب بسبب غلاء أثمنته، وتظل بالتالي عرضة للبرد والجوع والتهميش”.
ويضيف عبد الرحمان الفاعل الجمعوي بكثير من الحسرة والأسف، أن معاناتهم هذه السنة مضاعفة بسبب التساقط الكبير للثلوج، التي فتكت بالعديد من رؤوس الماشية حتى في المناطق الجبلية، وعدم تمكنهم من الحصول على الأعلاف والمساعدات الضرورية والعلاجات، وكدلك بسبب الأزمة التي فاقمت من معاناة سكان المنطقة، التي كانت تعرف رواجا اقتصاديا في وقت مضى.
فإذا كانت الثلوج ومناظرها الخلابة، مبعثا للفرح في وقت لاحق لإنعاش الفرشة المائية، إلا أنها باتت مبعث حزن ومعاناة حقيقية لسكان المناطق الجبلية بالمنطقة، وهو ما عبر عنه عبد الرحمان الدي صرح لنا بمرارة وحسرة كبيرة وقال،” أن الوضع يزداد صعوبة وقساوة في فصل الشتاء، بسبب العزلة التي تعرفها المنطقة بسبب التساقط الكثيف للثلوج، وانقطاع الطرق، “تمضي علينا أيام طويلة ونحن وماشيتنا لا نستطيع الخروج، ولا التنقل من أجل اقتناء ما يلزمنا، بسبب سُمك الثلوج وارتفاعها. نحن نعاني الأمرين ونتكبد خسائر في المواشي وحتى البشر، فمن تحاصره الثلوج يمكن أن يموت في غفلة من الجميع”.
وطالب عبد الرحمان السلطات العليا في البلاد بـ ”إعطاء تعليماتها لعامل الأقاليم ومصالح الجيش للتدخل بآليات كثيرة لفك الحصار الثلجي عن المواطنين الذين يعيشون تحت درجات حرارة جد منخفضة”، منوها في الوقت نفسه بتدخلات ومجهودات السلطات الإقليمية والعمومية بجميع مصالحها لإنقاذ الساكنة.
وفي نفس الوقت طالب عبد الرحمان، الحكومة بالتدخل العاجل لإنقاذ السكان من غياب أبسط الضروريات، مشددة على أن “الوضع ينذر بالأسوأ”. وخاصة مع نفوق عدد كبير من رؤوس الماشية.
وفي المقابل، كشف مصدر مسؤول أن هناك مجهودات تبذل تحت إشراف السيد عبد الرزاق المنصوري عامل الإقليم من أجل فك الحصار عن ساكنة الدواوير المحاصرة، مؤكدا بدوره أن ما وصل إليه سمك الثلوج في هذه المناطق خلال هدا الأسبوع لم يسبق للمنطقة أن سجلته منذ أكثر من 80 سنة.
وأوضح المتحدث ذاته أن هناك تعليمات سامية من جلالة الملك لعامل الإقليم ولجميع رجال السلطة والمصالح المختصة من أجل تسخير جميع الآليات المتوفرة والتدخل بالسرعة من أجل إزاحة الثلوج، وفتح المسالك الطرقية، وإرجاع الكهرباء وتغطية الهاتف والماء الشروب إلى المواطنين، داعيا كل رجال السلطة إلى التواجد في الميدان وبالقرب من المواطنين.