المغرب: الحاجة الحمداوية صاحبة الأغنية الشهيرة “مقابلة البحر لايرحل” ترحل إلى دار البقاء..

الوطن 24/ الرباط
انتقلت إلى عفو الله، صباح اليوم الاثنين 5 أبريل الجاري، أيقونة العيطة وأقدم الفنانات المغربيات، الحاجة الحمداوية، بمدينة الدار البيضاء عن سن يناهز 91 سنة. وذلك بعد وعكة صحية أدخلتها غرفة الإنعاش بإحدى المستشفيات بمدينة الرباط
وتعد الحاجة الحمداوية إحدى أيقونات المشهد الفني الشعبي بأغانيها المميزة منذ عقود، إذ عايشت العصر الذهبي للأغنية المغربية الشعبية، قبل وبعد الاستقلال، وعرفَ أداءها خلاله ثلاثة ملوك للمملكة المغربية، واستمرت في واجهة الفن المغربي منذ ستينيات القرن الماضي.
أبدعت وأعطت الكثير في مجال الأغنية المغربية، حيث تغنى بأغانيها مجموعة من الأجيال، ومن أبرز هذه الأغاني: “مقابلة البحر لايرحل” و“منين أنا ومنين نتا” و “هزو بينا العلام” و “زاويا” و “شيكا شيكا”.
كما شاركت الحاجة الحمداوية، في سنوات شبابها، زمن الاستعمار، في تعبيرات فنية تغازل مشاعر الوطنيين وتتبنّى أطروحاتهم؛ وهو ما لَم تسلم على إثره من بطش المستعمر الفرنسي.
ولَم يقتصر حضور الحاجة الحمداوية في الذاكرة الشعبية بوصفها مغنية لفن “العيطة”، بل أيضا بوصفها عمودا من أعمدة الغناء الشعبي، وأحد الوجوه البارزة، دائمة الحضور، في المشهد الفني المغربي.
وفي تعبيرات شبابية على وجه الخصوص، على وسائل التواصل الاجتماعي، صارت كلمات بعض أغاني الحاجة الحمداوية تساق للتعبير عن قيم مجتمعية مثل “ترك المرء ما لا يعنيه”، وضرورة “اهتمام الإنسان بما يَخُصُّه”، وما سيكون لذلك من انعكاس إيجابي على صحته وطول عمره، مثل ما غنته الحمداوية: “أنا بعدا حاضية البحر لا يرحل”.
كما يحضر الاستشهاد، في تعبيرات شابة على مواقع التواصل الاجتماعي، بكلمات وردت في أغان لها، من قبيل: “إذا خْيَابْت دابا تْزْيان”، “أي إذا ساءت الأحوال سوف تحسن (ضرورة)”.
ولَم تحافظ الحاجة الحمداوية على ريبرتوارها الفني كاملا، حيث تخلت عن أداء أغان، سبق أن غنّتها وهي شابة، ولَم تعد تذكر في الحفلات كجزء من منجزها الغنائي.
ولم يتوقف حضور اسم الحاجة الحمداوية، بعد اعتزالها صيف السنة الماضية؛ بل كانت ضمن فنانين مغاربة وقعوا على بيان مدافع عن “مؤسسات الدولة”، ردا على بيان “هذا الظل هنا” الذي انتقد فيه فنانون مغاربة الوضع الحقوقي بالبلاد.
وفي نهاية مسارها الفني، قلَّما ما ذُكِر عطاء الراحلة الحاجة الحمداوية في مجال فن العَيْطَة الشعبي، دون وصفها بـ”ملكة العيطة”، أو “حاملة مشعل العيطة”، أو “أيقونة العيطة”.
برحيل الحاجة الحمداوية، يكون المغرب اليوم قد فقد فنانة من العيار الكبير.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.