المغرب الى أين؟
الوطن 24/ بقلم الرحالي عبد الغفور*
سؤال يختزل الكثير من النقد الذاتي الموجه إلى العدميين الدين لا يرون الجزء المملوء من الكأس، بل جل انتقاداتهم موجهة عبر نظرهم للجزء الفارغ.
خسارة ان ترى اول من يحملون معول الهدم هم أبناء الوطن المغرر بهم بإديولوجية وميثافيزيقية القومية الإسلامية العربية التي لم تجلب على الأمة العربية من الخليج إلى المحيط سوى الطائفية والتشردم والقسمة الغير قابلة للجمع، هنا نجد ان المجتمعات الإقليمية عدائية تجاه بعضها البعض والمغرب جزء من هدا الواقع الإقليمي في المغرب العربي أو شمال إفريقيا.
ان نية مجتمعات المشرق كانت دائمة المطامع في المغرب الأقصى حيث قاوم النظام المغربي خلال القرن السادس عشر، تدخل العثمانيون عسكريًا في عدة مناسبات عن طريق دعم مختلف المطالبين بعرش المغرب، ثم قامو بتنظيم وتنفيذ لاغتيال السلطان السعدي محمد الشيخ، وكذلك شن العديد من الحملات والغارات العسكرية داخل الأراضي المغربية، الدولة العثمانية أنداك كانت القوة العظمى التي دكت كل جيوش الغرب برا وبحرا اصدمت بقوة الجند المغربي الدي لا يؤتى من قبله المسلمين كما قالها القائد صلاح الدين الأيوبي.
المغرب مند قيام الدولة العلوية عمل على وحدة شعبه بتعداد عرقيته تحت لواء الملك وإمارة المؤمنين، الشيء الذي قطع كل الأطماع الغربية والشرقية في الإستلاء على مقدرات الشعب المغربي.
الأحداث تتغير في زمكانية حدوثها، لإختلاف الوقائع واليوم لا يختلف كثير عن الأمس سوى في طريقة توجيه الحروب من الجيل الجديد حيث لم تعد ذات جدوى عبر التدخل العسكري الدي ينتهي دائما بقيام انتفاضة الشعوب ومقاومة الإستعمار بحمل السلاح، بل اليوم انتقال الحرب من التقليدي إلى التكتيكي جعلها من نوع أخر.
الحروب الإقتصادية والتنميط الدهني لسلخ الهوية والمد الفكري وإعادة أحياء القوميات سبل القوى الغربية و الشرقية في وضع اليد على الأنظمة الفتية في حين يتم استخدام المقايضة السياسية في افتعال الحركات الاحتجاجية والانفصالية كما يحدث بالمغرب، الذي يتم مقايضته بوحدة ترابه، لكن للأسف الشديد جدا أن الأداة والمعول هم أبناء وطنه وبالتالي فإن المقاومة لهذه النوايا هي مقاومة فكرية أيديولوجية للغرب والشرق بتحصين الذات الوطنية من الولاءات الخطيرة التي تنشط تحت مسمى الشبكات العالمية والعلاقات الثنائية الحزبية التي تمكن أصحاب هذه الأطماع من التوغل الغير المباشر والتأثير في صناعة القرار لضمان مصالحهم في المغرب.
اليوم المغرب مجمل قراراته كانت حازمة في إعادة تنظيم علاقاته مع الجميع من الشرق والغرب، ووضع اليد على ملفاته المعطلة من طرف الطامعين. الأمر الذي أعاد التوازن الإقليمي بين الشرق والغرب ووقف زحف دول البترول والعثمانيين (تركيا) في شمال وغرب إفريقيا وأيضا وضع الجزائر في مواجهة حقيقتها التاريخية العدائية للمغرب.
عندما نطرح السؤال (المغرب إلى أين؟) فإن المغرب الدي نرى مساره الثابت يجعلنا متأكدين أننا وعدنا العالم بمقعد بين الدول التي تحترم نفسها قبل احترام باقي الدول، الدولة التي تكسب ود الجميع ليس بخوض غمار التدخل في سيادة الدول الأخرى بل دولة تكسب ود الآخرين كجزء من الحلول الناجعة المغرب ليس هو بضعة خائنين معدودين على رؤوس الأصابع باعوا أوطانهم جملة وتقسيط مقابل دراهم معدودة أو حبا في الشهرة، المغرب هو شعب يقرر داخليا عبر صناديق الاقتراع من يمثل صوته ويبايع الدوحة الشريفة كل سنة في محفل عيد العرش العظيم الذي لم تتغير طقوسه لمئات السنين.
المغرب إلى أين! المغرب إلى القمة بدون بهرجة فقط بحلم ملك وأمة……. نموت نموت ويحي الوطن المغرب…. فنحن مؤمنون بالحلم مهما تكالبت جموع الخونة والأعداء.
*كاتب ومحلل سياسي خبير في التواصل السياسي