المغرب: تعزية ومواساة برحيل “أم” الرفيق المناضل المحمدي

الوطن24: بقلم/ عبد القادر العفسي
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور} صدق الله العظيم.
بمزيد وبعظيم الأسى وبأسف بالغ وبأيمان وقلوب مؤمنة صابرة محتسبة إلى الله بقضائه وقدره ننعى “أم” الرفيق المناضل السي “محمد المحمدي ” الذي وفتها المنية يوم الخميس 2023/06/22 بمسقط رأسها رحمها الله مع الصديقين والشهداء، وبهذه المناسبة الأليمة ننقل أحر التعازي والمواساة لأهل المرحومة ولعائلة الفقيدة ولكافة أحبة ورفاق السي “محمد المحمدي “ومصطفى المحمدي ” وأباهم أطال الله في عمره وصحته.
ومن هنا نقول للرفيق السي “محمد المحمدي” الكاتب المحلي لحزب “المؤتمر الوطني الاتحادي” والقيادي في “فيدرالية اليسار” و “الكونفدرالية الديمقراطية للشغل” بإقليم العرائش إلا ما يرضي الله سبحانه في أن يسكن الفقيدة فسيح جنانه، ثم إنكم أيها الرفيق الغالي وكل رفاقك نعلم علم اليقين رسالتكم الإيمانية و إيمانكم العميق و المشاق الذي عانيتم للوصول إلى هذه القيم المثلى وتشربكم من الفقيدة أمكم رحمها الله بقيم العاطفة والإنسانية التي خبرناها فيكم، وتقديس الوطن وجوانب النفس الخيرة الطيبة والحب الذي يقود إلى التضحية والسعادة للآخرين والتنادي إلى إخصاب الأرض بالروح السمحة النابعة من معين القلب الصادرة عن إرادة الله المتعانقة و المتآزرة والمنسجمة مع الدروب المضيئة على الخير والمحبة .
إنكم أيها الرفيق الغالي، لقد وصلتم إلى كل مكان في قلوب وعقول رفاقك بفضل المستوى العالي من التربية والنفس الزكية من أمكم الفقيدة في النضج و النضال والكياسة والوعي في الممارسة، حتى أنكم لا تطلبون المزيد ولا تلقون اللوم على الزمن وتَحليكم بالثقة والحذر واليقظة وحسن التقدير والنقد العلمي، ومضيكم إلى الأمام وتحدي الصعاب وتقدير المخاطر وسبر الأغوار والسيطرة على الشهوات وعلى الإرادة …كل هذا و غيره الكثير في المظهر والجوهر فصوله وتباشره وأعماقه تعود بعد فضل الله عز وجل إلى تنشئة الفقيدة أمكم لكم، ولكل من ذاق خبز يديها الطاهرة وشرب شاي يدها المباركة ومن عبقها رحمها الله.
ثم أيها الرفيق الغالي، كم هي تلك المآسي والتناقضات التي تمس جوهرنا ة فتعيق تجاوبنا لتصل بنا تفقير الروح و تؤذي إلى سطحية المعنى بمجرد أن تمسنا هذه العلل ، لكنها زائفة لأن معركة الأرض متواصلة وانتصار الموت حاسم إلى أن يبلغنا واحد تلو الأخر، وهنا يأتي دور الإيمان والعمق والحرص على المعارك الحاضرة بتوفيق حقها والتفاعل الايجابي مع بذور المستقبل وبناء ملامحه حتى لو علمنا أننا في ” مجال العبث ” كما ترددون دائما، وعلى انه يجب التجاوز والتعامل بصورة إنسانية وأخلاقية و الابتعاد عن التنافر وتغريب الذات … إنها رسالتكم وشعاركم أيها الغالي، ونحن كرفاق لك نَردها إليك بحب عميق وتأكد يقينيا أن الكل يتقاسم معكم الألم لشدة حبكم للفقيدة رحمها الله .
أيها الرفيق الغالي، إن كنت تردد دائما “أن لكل لقاء فراق ” فل تكن هذه فرصة لنهجكم الايجابي وتعبير عن الأصل والتدين والتقاليد ولتكشفك عنصرك ومعدنك الايجابي وجذورك المستمدة من ارض هذا الوطن الشريف، فإخلاصك لهذا الوطن يعوضكم روحيا عن فقدان ” أمكم” رحمها الله بالعطاء والتضحية …
الله أكبر، الله، أكبر، الله أكبر
عزاؤنا واحد وستبقى الفقيدة خالدة فيكم
ويلهم الله العائلة الصبر والسلوان
ونسأل بالدعوات الصادقة لله عز وجل الرحمة والمغفرة ويسكنها الجنة الخالدة
وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم