المغرب: عاصمة البوغاز على موعد مع الدورة الـ25 من المهرجان الوطني للفيلم

الوطن 24 / كادم بوطيب
تتجه أنظار عشاق السينما المغربية هذا الأسبوع نحو مدينة طنجة، عاصمة البوغاز، التي تستعد لاحتضان الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم، في الفترة الممتدة ما بين 17 و25 أكتوبر الجاري، وسط أجواء فنية احتفالية تعيد للمدينة بريقها السينمائي الخالد.
وتمثل هذه الدورة محطة فارقة في مسار السينما الوطنية، إذ يحتفي المهرجان بمرور ربع قرن على انطلاقه كأحد أبرز التظاهرات الثقافية والفنية بالمغرب، التي تجمع صناع الصورة والخيال في فضاء واحد لتكريم الإبداع والابتكار.
وأعلن المركز السينمائي المغربي عن تكريم اثنين من رواد الفن السابع، هما المخرج أحمد المعنوني والممثلة فاطمة عاطف، عرفانًا بمسيرتهما الغنية بالعطاء، وما قدماه من أعمال رسخت صورة السينما المغربية في الداخل والخارج.
وجاء في بلاغ المركز أن اختيار المعنوني وعاطف جاء اعترافًا بمسيرتهما الطويلة وتفانيهما في خدمة الفن الوطني، وبما قدماه من أعمال عبرت عن عمق الإنسان المغربي وتطلعاته.
وتُعد فاطمة عاطف من أبرز الوجوه النسائية في الساحة الفنية المغربية، إذ انطلقت من خشبة المسرح بعد تخرجها من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لتنتقل بثقة إلى السينما، حيث أبدعت في أفلام حازت جوائز مرموقة مثل «مباركة» و*«يا له من عالم رائع»* و*«وليلي»* و*«زنقة كونتاكت»*، التي نالت عنها جائزة أفضل ممثلة في دور ثانٍ سنة 2022. كما شاركت مؤخرًا في الفيلم الدولي Mass Dolce للمخرجة ليلى المراكشي سنة 2025، في تجربة تؤكد انفتاحها على السينما العالمية.
أما أحمد المعنوني، فهو اسم محفور في ذاكرة السينما المغربية، منذ أن قدّم سنة 1978 فيلمه الخالد «أليام أليام»، الذي مثّل منعطفًا حقيقيًا في تاريخ السينما الوطنية، متبوعًا بفيلمه الوثائقي الأشهر «الحال» (1981)، الذي خلد تجربة ناس الغيوان وظلّ علامة فارقة في الذاكرة الفنية المغربية.
واصل المعنوني مسيرته بأعمال قوية مثل «القلوب المحترقة» الحاصل على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني سنة 2007، و*«فاطمة»* الذي نال جائزة الإخراج سنة 2017. كما توّج بوسام الفنون والآداب من رتبة ضابط من طرف الجمهورية الفرنسية، تقديرًا لإبداعه وريادته في مجال الصورة والفن.
وتأتي دورة هذه السنة لتؤكد أن طنجة تظلّ القلب النابض للسينما المغربية، حيث تمتزج الذاكرة بالتجديد، ويجتمع الجيل القديم بالجديد في فضاء واحد للاحتفاء بالثقافة والإبداع. كما ستشهد الدورة عرض أحدث الإنتاجات الوطنية، إلى جانب تشجيع المواهب الصاعدة في عالم الإخراج والتمثيل والإنتاج.
وبذلك، يرسّخ المهرجان الوطني للفيلم بطنجة مكانته كمنصة للحوار والتنوّع الفني، وكمختبر للأفكار والرؤى الجديدة التي تسهم في تعزيز الحضور المغربي على الساحة السينمائية الدولية.
