المغرب: عامل الإقليم يعود إلى سوق الأربعاء… وعود مكررة وواقع جامد رغم مشاريع ملكية متوقفة و”ووعود تهيئة الملعب البلدي أصبحت في خبر كان!”

في إطار جولاته الميدانية، من المرتقب أن يقوم عامل إقليم القنيطرة مطلع الأسبوع المقبل بزيارة رسمية إلى مدينة سوق الأربعاء الغرب، وجماعة سوق الثلاثاء الغرب، إضافة إلى جماعة لالة ميمونة، للاطلاع على سير عدد من المشاريع التنموية والوقوف على الإكراهات التي تواجه الساكنة والمنتخبين.

وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الجولات التفقدية التي يقوم بها العامل للاطلاع عن كثب على أوضاع مختلف الجماعات، ومتابعة تقدم الأشغال، إلى جانب الوقوف على العراقيل التي تؤخر تحقيق تطلعات المواطنين.

وحسب مصادر محلية، فإن هذه الزيارة ستتخللها اجتماعات مع المنتخبين والفاعلين المحليين، إلى جانب زيارات ميدانية لبعض المرافق والمنشآت التي تعرف أشغالاً أو إصلاحات، بهدف تقييم الوضع وتحديد الأولويات المستقبلية.

لكن هذه الزيارة تعيد إلى الأذهان ما حدث خلال الزيارة الأولى للسيد العامل عبد الحميد المزيد إلى مدينة سوق الأربعاء، يوم الخميس 14 نونبر 2024، حين وقف بنفسه على توقف مشروع تأهيل الملعب البلدي. يومها، جاءه الجواب الجاهز من أحد المرافقين: “المشكل فقط من نيابة التعليم، وستنطلق الأشغال الأسبوع المقبل… ومدة الإصلاح 12 شهراً”. إلا أن الواقع يكذّب كل ذلك، إذ لم تنطلق الأشغال، ولم تُعرض أية وثيقة رسمية، ما جعل كثيرين يعتبرون ما قيل أمام العامل مجرد تضليل بالصوت والصورة.

الفيديو المرفق أسفله يوثق هذه المفارقة الصارخة بين الوعود والتنفيذ، ويطرح علامات استفهام كبرى حول صدقية المتابعة وجدوى هذه الزيارات إن لم تفضِ إلى نتائج ملموسة. الأخطر من ذلك، أن الأمر بات يشكك في احترام المشاريع ذات الطابع الملكي، التي لا يجوز التعامل معها بالاستهتار أو التراخي.

الملعب البلدي، الذي كان من المفترض أن يُؤهل منذ سنة 2022، ما يزال متوقفاً، رغم أن المدينة تحتضن ثلاث فرق رياضية تنشط في أقسام الهواة:

  • الاتحاد الرياضي الغرباوي، تأسس سنة 1947، ينافس حالياً على الصعود إلى القسم الوطني هواة، على بعد ثلاث دورات فقط من نهاية البطولة.
  • نادي الأمل الغرباوي (ذكور)، تأسس سنة 1996، صعد مؤخراً إلى القسم الثاني هواة.
  • نادي الأمل الغرباوي (إناث)، تأسس سنة 2021، وتأهل هذا الموسم إلى القسم الوطني الممتاز.

ورغم هذه الإنجازات، تضطر هذه الفرق إلى اللعب خارج الديار في غياب ملعب رسمي، ما يثقل كاهل ميزانياتها ويؤثر على أدائها، وسط غياب كلي للدعم والرعاية من الجهات المعنية.

التجربة الجديدة تعيد إلى الأذهان سلسلة من الانتظارات التي لا طائل من ورائها، وتكرّس سياسة الاستقواء والنفوذ والاحتماء بأجهزة السلطة لتبرير كل فشل تنموي يعاني منه الإقليم. وهو ما يزيد من تفاقم المشاكل التي تمس مختلف الهياكل والبنيات القطاعية، ويُرهن منطقة الغرب لسنوات أخرى من الأزمات المتعاقبة. إن كل تلك الحماسة تنبئ عن سذاجة في فهم آليات الاشتغال القديمة الجديدة، والتي تجسد نفس السلوك الرقابي، رغم اختلاف الوجوه وتغير المواقع. ووحده الرهان على تدخلات عليا مركزية وتوجيه ملكي للمساءلة عن المشاريع الملكية المتعثرة في مخططات التنمية المستدامة، هو الأمل في تحريك المياه الراكدة وترتيب النتائج على المقدمات، في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة باعتباره مبدأً دستورياً يتوجب تفعيله بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين.

المواطنون بسوق الأربعاء الغرب تعبوا من الانتظار والخطابات الرنانة. إنهم يطالبون بأفعال ملموسة، لا زيارات بروتوكولية ولا وعوداً شفوية تتبخر في الهواء. فمشاريع التنمية، خاصة ذات الطابع الملكي، لا يمكن أن تبقى رهينة الرفوف والمذكرات.

كفى من التسويف. كفى من التلاعب بانتظارات مدينة عطشى للتنمية الحقيقية. الفيديو يفضح بالصوت والصورة… والسؤال الصادم يظل قائماً: من يحاسب من؟