المغرب يؤمن موقعه الجيوسياسي بمنظومة أمنية تحت القيادة المباشرة للملك محمد السادس.

الوطن 24 / خاص
في تحليل جديد نُشر بمجلة جون أفريك الفرنسية واسعة الانتشار، وُضع المغرب في دائرة الضوء كقوة صاعدة في المشهد الجيوسياسي الإقليمي والدولي، بفضل منظومة أمنية احترافية تُدار برؤية استراتيجية يشرف عليها العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يتابع شخصياً تفاصيل الملفات الأمنية الكبرى، ويقود تحولاً نوعياً في هذا المجال.
المجلة الفرنسية أكدت أن هذه المقاربة الأمنية ليست معزولة عن طموح المغرب في تنظيم كبريات التظاهرات الدولية، وفي مقدمتها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، والتي تستدعي منظومة أمنية على أعلى مستوى تقني واستراتيجي. كما أشادت بفعالية الأجهزة الأمنية المغربية، وعلى رأسها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني، في مواجهة التحديات المعقدة، من الإرهاب إلى الجريمة العابرة للحدود.
وتعتبر “جون أفريك” أن ما يميز التجربة المغربية هو التكامل بين الكفاءة التقنية والولاء المؤسسي، في إطار منظومة يقودها الملك نفسه، ويعمل إلى جانبه فريق نخبوي يجمع بين الخبرة والانضباط، مما مكّن المغرب من فرض نفسه كفاعل موثوق في الساحة الدولية، خاصة في التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، فرنسا، وإسبانيا، وكذا في محاربة التهديدات المتنامية بمنطقة الساحل والصحراء.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستعدادات الأمنية المرتبطة بكأس إفريقيا وكأس العالم لا تشمل فقط تأمين الملاعب والبنية التحتية، بل تمتد إلى حماية صورة الدولة وتعزيز ثقة المستثمرين والمؤسسات الدولية في استقرار المملكة. وقد عبّر المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي عن ذلك بوضوح، مشيراً في تصريحات سابقة إلى أن “الرهانات الأمنية اليوم ترتبط بهيبة الدولة، ونجاحها في كسب ثقة العالم”.
تقرير جون أفريك يسلط أيضاً الضوء على استثمار المغرب في الذكاء الاصطناعي وتقنيات التحليل الرقمي، وتكوين فرق تدخل سريع، وهو ما يمكّنه من استباق التهديدات عوض انتظار وقوعها، في وقت تشهد فيه دول الجوار هشاشة أمنية واضحة.
في الختام، يؤكد التقرير أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، لا يكتفي بلعب دور محوري في تأمين حدوده ومجاله الإقليمي، بل يخطو بثقة نحو موقع الدولة المؤثرة دولياً، حيث يشكل الأمن عنصراً محورياً في مشروعه التنموي والدبلوماسي، وفي إعادة رسم توازنات القوى بالقارة الإفريقية.