المغرب يعزز تنمية سلاسل الماعز الجبلية عبر معرض جهوي رائد في شفشاون

الوطن24 / شفشاون
في خطوة تعكس التزام المملكة المغربية بدعم التنمية القروية وتعزيز الأمن الغذائي، افتُتحت يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 بمدينة شفشاون، فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمعرض الجهوي للماعز، الذي يُنظم إلى غاية 28 من الشهر ذاته تحت شعار: “سلسلة الماعز دعامة للتنمية المجالية وإعادة بناء القطيع في إطار الجيل الأخضر خدمة للجماعات السلالية.”

وترأس حفل الافتتاح وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، بحضور عامل إقليم شفشاون، السيد محمد العلمي ودان، إلى جانب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، ورئيس الغرفة الفلاحية الجهوية، وعدد من المنتخبين والمسؤولين والمهنيين.
يُعد هذا المعرض أحد أبرز التظاهرات الفلاحية في شمال المغرب، ويُقام بشراكة بين الغرفة الفلاحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة ووزارتي الفلاحة والداخلية، وتحت إشراف عمالة الإقليم. ويأتي في سياق تفعيل استراتيجية “الجيل الأخضر 2020–2030”، التي أطلقتها المملكة لتحديث القطاع الفلاحي وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة بالعالم القروي.

دور محوري في التنمية المحلية
يمتلك المغرب رصيدًا هامًا في قطاع تربية الماعز، حيث تُسجل جهة طنجة تطوان الحسيمة ما يفوق 410 آلاف رأس، منها 125 ألف رأس بإقليم شفشاون، ما يعكس الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا النشاط، خاصة في المناطق الجبلية التي تعتمد عليه كمصدر دخل رئيسي.

وقد تم، منذ سنة 2008، إطلاق عدد من البرامج التنموية التي تستهدف تثمين هذا القطاع الحيوي، من أبرزها:
- توزيع سلالات محلية وأصيلة من الماعز؛
- إنشاء وحدات لإنتاج الجبن ومراكز تجميع الحليب؛
- دعم التعاونيات بوسائل نقل؛
- تنظيم تكوينات تقنية وميدانية بشراكة مع الجمعية الوطنية للأغنام والماعز.

منصة وطنية للتعاون والتسويق
يشهد المعرض مشاركة أزيد من 90 كسابًا من مختلف جهات المملكة، منها سوس ماسة، درعة تافيلالت، فاس-مكناس، ومراكش آسفي، ما يوفر فضاءً غنياً لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين المهنيين.
ويمتد المعرض على مساحة 3000 متر مربع، موزعة على عدة أروقة:
- قطب مخصص للماعز (1400 م²)؛
- قطب خاص بالمؤسسات والمنتجات المجالية (1000 م²)؛
- فضاء لتذوق المشتقات الحليبية (200 م²)؛
- فضاء علمي للندوات (300 م²)؛
- رواق للآليات والتقنيات الفلاحية الحديثة.
كما تُشارك 49 تعاونية من مختلف جهات المغرب، منها 15 تعاونية محلية من شفشاون، في إطار جهود المملكة لدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتمكين الفلاحين من تسويق منتجاتهم وتعزيز ولوجهم للأسواق.

بعد علمي ومغاربي
وإلى جانب العروض التجارية، يشهد الحدث تنظيم ندوة علمية دولية حول: “دينامية الابتكار وتأقلم النظم الرعوية الغابوية للماعز بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط”، بمشاركة خبراء مغاربة وأجانب، إلى جانب ورشات تطبيقية موجهة للمربين.

ويمثل هذا المعرض نموذجًا ناجحًا للجهود التي يبذلها المغرب للنهوض بالفلاحة التضامنية، وتثمين سلاسله الإنتاجية الجبلية، بما يخدم أهداف الاستدامة، ويعزز مكانة الفلاح الصغير في صميم السياسات العمومية.