المغرب ينتصر دبلوماسياً في الأمم المتحدة.. وبوريطة يكشف التخطيط الملكي وراء التصويت التاريخي حول الصحراء المغربية

الوطن24/ عبد الهادي العسلة
في لحظة تاريخية جديدة تؤكد المكانة التي بلغتها الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، برز اسم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، كأحد أبرز صناع هذا التحول الدبلوماسي الذي جعل من قضية الصحراء المغربية نموذجاً للنجاح السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية.
وفي حوار خاص بثّته القناة الثانية مساء اليوم، كشف بوريطة أن ما حدث في مجلس الأمن لم يكن صدفة، بل نتيجة تخطيط محكم من جلالة الملك محمد السادس، قائلاً:
“هادشي اللي وقع البارح ديال التصويت على الحكم الذاتي في الصحراء المغربية كان مخطط ليه بالحرف من طرف جلالة الملك محمد السادس، وكنا عارفين غنوصلو لهادشي، ماشي عبثاً، ولو أنها خدات وقت طويل، والاعتراف ديال ترامب كان له دور كبير فهاد المسار بعد الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء.”
وأضاف الوزير: “دوك الـ11 لي صوتو مع مغربية الصحراء مجاوش بالساهل، غير قبل خمسة أيام كنا ضامنين غير ستة ديال الأصوات، وكان القرار مهدد ما يدوزش، حيث خاص تسعة ديال الأصوات وميكونش الفيتو. ولكن تدخل جلالة الملك شخصياً، وتواصله اليومي مع عدد من قادة الدول، هو اللي قلب الموازين لصالح المغرب.”
وفي تعليقه على موقف روسيا، قال بوريطة بعبارة لافتة: “إيلا كانت روسيا امتانعات، امتانعات لجلالة الملك والمغرب.”
تصريح يعكس عمق العلاقات التي بناها المغرب مع القوى الكبرى، وقدرته على تحويل مواقف الحياد إلى احترام وتفهم لمشروعية الموقف المغربي.
منذ توليه حقيبة الخارجية، تبنّى ناصر بوريطة نهجاً دبلوماسياً هادئاً وفعالاً بعيداً عن الصخب الإعلامي، مرتكزاً على البرهان والمصداقية والنتائج الملموسة.
فقد أعاد تموضع المغرب داخل المؤسسات الدولية بتوجيهات ملكية سامية، وبنى جسور ثقة مع شركاء استراتيجيين في إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، في وقت كانت فيه المنطقة تعيش اضطراباً سياسياً حاداً.
هذا النهج المتزن مكّن المغرب من تحقيق دعم متزايد لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وفتح قنصليات متعددة في مدينتي العيون والداخلة، ما جعل العالم يرى في النموذج المغربي خياراً واقعياً ومستقبلياً لحل النزاع الإقليمي المفتعل.
وبحسب مراقبين، فإن بوريطة جسّد بدبلوماسيته الهادئة الرؤية الملكية القائمة على الحزم والواقعية، فبينما اختار خصوم المغرب لغة التصعيد، اختار هو لغة الإنجاز والحوار المدعوم بالتنمية الميدانية في الأقاليم الجنوبية.
وقد بُثّ الحوار الحصري مساء اليوم على القناة الثانية المغربية (2M)، حيث كشف بوريطة بالتفصيل عن كواليس التصويت الأممي، ودور التخطيط الملكي المحكم في تحقيق هذا الانتصار الدبلوماسي التاريخي.
اليوم، وبعد هذا التصويت في مجلس الأمن، يمكن القول إن المغرب وقّع باسم جلالة الملك محمد السادس انتصاراً دبلوماسياً جديداً يضاف إلى سلسلة النجاحات المتراكمة، والتي تُبنى بالحكمة والتبصر، لا بالمزايدات.
دبلوماسية مغربية حديثة، صلبة، وواثقة من نفسها، تعكس صورة بلد ينهض بثبات تحت راية واحدة وشعار خالد: الله – الوطن – الملك.
