المغرب يواصل التصدي للهجرة غير المشروعة: توقيف شاب بشفشاون بتهمة التحريض الرقمي.

الوطن24/ عبد الهادي العسلة
في إطار الجهود الأمنية المتواصلة التي يبذلها المغرب لمكافحة الهجرة غير المشروعة، تمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة شفشاون، صباح الثلاثاء 25 مارس، من توقيف شاب يبلغ من العمر 18 سنة، يشتبه في تورطه في نشر أخبار زائفة ومحتويات رقمية تحرض على الهجرة غير القانونية. وجاءت هذه العملية الأمنية بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في خطوة تعكس تشديد الرقابة على الأنشطة الرقمية التي قد تساهم في تأجيج الظاهرة.
ووفق المعطيات المتوفرة، رصدت مصالح اليقظة المعلوماتية للأمن الوطني منشورات رقمية تحرض على اقتحام السياج الأمني الفاصل بين مدينة الفنيدق ومدينة سبتة، وتدعو مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم محاولات للهجرة غير المشروعة. وبعد أبحاث تقنية وتحريات ميدانية دقيقة، تم تحديد هوية المشتبه فيه وتوقيفه بالمنطقة القروية “بوزطاط” التابعة لجماعة باب تازة، التي تبعد حوالي 25 كيلومتراً عن مدينة شفشاون.
وقد وُضع المشتبه فيه رهن البحث القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل الكشف عن جميع الملابسات المحيطة بهذه القضية، ومعرفة ما إذا كان مرتبطاً بشبكات منظمة تنشط في مجال تهريب البشر، أو أن الأمر يتعلق بمبادرة فردية.
وتأتي هذه العملية في سياق المجهودات المكثفة التي تبذلها المصالح الأمنية المغربية لمكافحة ظاهرة الهجرة غير المشروعة، سواء من خلال تشديد المراقبة على الحدود، أو عبر تفكيك الشبكات الإجرامية التي تستغل أوضاع الشباب الحالمين بالوصول إلى أوروبا بطرق غير قانونية. كما تعكس هذه الإجراءات وعياً متزايداً بخطورة الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تحفيز الهجرة غير النظامية، مما يستدعي تعزيز آليات الرصد والتتبع لمنع انتشار مثل هذه الدعوات التحريضية.
المغرب، بحكم موقعه الجغرافي، يواجه تحديات متزايدة في إدارة تدفقات الهجرة، وهو ما يدفعه إلى اتخاذ خطوات استباقية لضبط الحدود ومكافحة الاتجار بالبشر، بالتنسيق مع شركائه الإقليميين والدوليين.