المغـرب: المقاهي والمطاعم تراهن على رواج كأس أمم إفريقيا بطنجة.
الوطن 24/ كادم بوطيب
في جو من الحماس والأهازيج، يُرتقب أن تعرف مشاهدة المبارة التي سيستهل بها المنتخب الوطني المغربي مشواره في كأس أمم أفريقيا بمواجهة نظيره التنزاني، لحساب الجولة الأولى من مرحلة المجموعات. والتي ستقام يوم غد الأربعاء القادم (17 يناير) بداية من السادسة مساء بالتوقيت المغربي، على أرضية ملعب لورنت بوكو بمدينة سان بيدرو الإيفوارية، إقبالا كثيفا على المقاهي المغربية؛ وسط آمال عريضة تعتري المهنيين في هذا القطاع بانتعاش الحركية والرواج الاقتصادي الذي يرافق عادة هذه المناسبات الكبرى.
وإدا كانت فعاليات كأس الأمم الإفريقية تسعد الشغوفين بمتابعة مباريات رياضة كرة القدم، فإن هذا الحدث الإفريقي يعتبر أيضا بمثابة مصدر دخل إضافي بالنسبة للمقاهي والمطاعم التي تبدو في عاصمة البوغاز مستعدة لاستضافة زبنائها في أحسن الظروف.
ولهذه الغاية تهتم المقاهي والمطاعم، التي ستنقل بث مباريات هذه الكأس المرموقة، بأحدث الصيحات وتجمع بين تجاربها الغنية على مستوى الأطعمة ووسائل الترفيه الأكثر دقة بهدف إرضاء عشاق رياضة كرة القدم.
وفي القائمة، كما لا حضنا في مقهى “vintage” الشهير بمالاباطا في طنجة، شاشات عرض عملاقة وتلفزيونات عالية الجودة وأمسيات خاصة ومناظرات رياضية لمواكبة صرخات الفوز… أجواء استثنائية بهدا المكان العائلي لاستقطاب الزبناء، تمثل فرصة لأصحاب هذه المنشآت الذين يعتبرون أن كل الوسائل باتت متوفرة لتحقيق مكاسب كفيلة برفع رقم معاملاتهم.
فعلى مر السنين، طورت هذه المؤسسات بطنجة وخاصة في مباريات الكلاسيكو الإسباني عروضها بشكل كبير، لتقديم الأفضل. ويعتبر مهنيو القطاع أن العامل الرئيس وراء تحقيق المكاسب يتمثل في جودة بث المباريات، فضلا عن الأسعار المغرية، والأجواء الودية والدافئة التي تواكب البث.
وعاينت “الوطن24” منذ افتتاح هدا الحدث القاري الكبير توافد عدد من المشجعين على مقاهي ومطاعم أغلبها شعبية. هذا، مقابل عمليات واضحة منذ أيام رافقت استعداد المهنيين لاستقبال زبائنهم في أجواء جيدة لمشاهدة مباريات “العرس الكروي الإفريقي” بشكل جماعي، لاسيما تلك التي سيخوضها “أسود الأطلس” بقيادة المدرب وليد الركراكي.
الأمل ذاته حمَلته تصريحات متفرقة لمهنيي وأرباب المقاهي والمطاعم في مدينة طنجة الذين عبّروا عن آمالهم في ان تكون فترة هده الكأس الممتدة على فترة طويلة “فرصة للقاء المشجعين مع منتخباتهم المفضلة ونجوم الكرة الذين يحظون بمتابعة وشعبية واسعيْن”.
وفي تصريح صحفي لـ “الوطن24”، قال السيد عبد الصمد السبيطري صاحب مطعم “Lubina blanca” بطنجة، إن “فعاليات كأس أمم إفريقيا الدي افتتح بالكوت ديفوار خلال هدا الأسبوع، جعلنا على استعداد لاستقبال زبنائنا الذين اعتادوا متابعة المباريات المباشرة في هذا المكان”.
وأضاف السيد عبد الصمد أن “المكان يسوده جو استثنائي، ومن جهتنا، نحاول تلبية كافة المتطلبات من خلال تقديم أفضل ما في السوق ونحرص دائما على توفير بيئة مناسبة للزبناء”.وتابع السيد عبد الصمد قائلا: “نتمنى موفور الحظ والتوفيق لمنتخبنا الوطني، ونأمل أن يتأهل حتى تستمر الفرحة”.
وبدوره أكد السيد مصطفى داري صاحب مقهى بحومة بنكيران في تصريح أن “مباريات كأس الأمم الإفريقية، التي يشارك فيها المنتخب المغربي، تشكل فرصة سانحة لعدد من المقاهي والمطاعم بالمدينة لمضاعفة الأرباح من خلال استقطاب المزيد من الزبائن”.
وأضاف السيد داري أنه “رغم إكراهات المصاريف والرسوم الجبائية التي تثقل كاهل أرباب المقاهي فإنهم يسعون إلى جذب أكبر عدد من الزبائن، من خلال تقديم عروض خاصة ومتنوعة لهم”، لافتا إلى “أهمية توفير جميع وسائل الراحة لضمان فرجة ومتعة المشاهدة الجماعية للمباريات”.
ومقابل توقّعات متفائلة بتحسين المداخيل وتحقيق أرباح إضافية طيلة هدا العرس الكروي، عبّر السيد حسن جرجور رئيس الفرع الاقليمي لطنجة – أصيلا للجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، لم يُخفِ “مخاوف المهنيين وتذمرهم الواضح من برمجة عدد من المباريات المهمة في أوقات تتزامن مع ذروة العمل أو الدراسة أو وقت متأخر من الليل”؛ ما يعني بحسبه أن “المقاهي والمطاعم ستخسَر عددا كبيرا من زبائها بسبب عدم تناسُب توقيت المباريات مع انشغالاتهم”.
وذهب المتحدث ذاته، في معرض حديثه للجريدة، إلى أن “المقاهي التي تنتشر بكورنيش طنجة وفي الأحياء الشعبية هي التي قد تستفيد بشكل أكبر من الرواج الذي ستحدثه منافسات كأس الأمم الأفريقية”؛ قبل أن يختم: “المهنيون مغلوبون على أمْرهم، بعدما أثقلت كاهلهم ضرائب ورسوم جبائية ارتفع عددها ليصل إلى 18 ضريبة ورسماً يجب عليهم أداء بعضها كل ثلاثة أشهر”.
وخلص رئيس الفرع الإقليمي للجمعية الوطنية التي تضم أزيد من 111 فرعا عبر ربوع المغرب إلى أن “أغلب أصحاب المقاهي التي تضررت مداخيلها لم يستطيعوا اقتناء بطاقات اشتراك البث الحصري لمباريات المونديال الباهضة الثمن؛ ما يعني تخوفهم من تداعيات سلبية قد ترهق توازنهم المالي”.