المغـرب: طلاب يحاصرون العثماني داخل جامعة مارتيل بسبب “التطبيع” ويفجّرون ندوته حول الصحة النفسية

شهدت كلية الآداب والعلوم اللإنسانية بتطوان، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي شمال المغرب، يوم الأربعاء 4 يونيو 2025، أجواء مشحونة للغاية، بعد أن أقدم عدد من الطلبة على محاصرة محاضرة ألقاها رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني حول موضوع “الصحة النفسية”، تزامنًا مع توقيع مؤلفه الجديد “الصحة النفسية الإيجابية”.

ووفق شهادات متطابقة لجريدة “الوطن24”، فإن فصائل طلابية محسوبة على اليسار الجذري عبّأت العشرات من الطلبة في محاولة لنسف المحاضرة التي كانت مبرمجة بقاعة الندوات الكبرى، رافعين شعارات غاضبة ومرددين هتافات مناهضة للتطبيع، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية، متهمين العثماني بـ”المساهمة في التطبيع مع دولة الاحتلال” حين كان رئيسًا للحكومة سنة 2020.

أمام هذا الوضع المتأزم، اضطرت إدارة الكلية إلى تغيير مكان الندوة من القاعة الكبرى إلى قاعة صغرى مخصصة للاجتماعات والمائدات المستديرة، مع تقليص عدد الحضور، وتعزيز الحراسة بواسطة رجال الأمن الخاص.

ورغم نجاح العثماني في إلقاء كلمته داخل القاعة الصغرى وسط حضور محدود، إلا أن الاحتقان تصاعد خارج القاعة، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بالأيدي بين عدد من مرافقي العثماني والطلبة الغاضبين، خاصة عند محاولة بعضهم الاقتراب من سيارة المسؤول الحكومي السابق، في مرآب الكلية، وسط حالة من الفوضى والتدافع.

هذا المشهد أعاد إلى الواجهة التوتر المزمن بين الفعل السياسي والفضاء الجامعي في المغرب، خاصة في ظل رمزية شخصية كالعثماني، التي تجمع بين البعد الأكاديمي والسياسي، في وقت ما زالت فيه قضية فلسطين تحظى بتعاطف واسع داخل أوساط الطلبة المغاربة.

وفي ظل هذا التداخل المعقد بين الأكاديمي والسياسي، يُطرح أكثر من سؤال حول حدود حرية التعبير داخل الجامعة المغربية، وطبيعة التفاعل مع رموز سياسية سابقة.
ويبقى السؤال المطروح هو: إلى أي حد تتحمل عمادة الكلية مسؤولية هذا الاحتقان؟ وهل كان من الممكن تدبير الزيارة بشكل يضمن النقاش المعرفي دون الانزلاق إلى المواجهة داخل فضاء يفترض أن يكون للحوار لا للصدام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *