“الميادين” وتبييض “وجوه”، وظيفتها الأساسية هي تشويه المقاومة… (برنامج ألم نموذجا).

الوطن24/ بقلم: إدريس عدار (كاتب وصحفي من المغرب)

إدريس عدار

لا أستغرب من وجود “وجوه” معروفة بمواجهتها للمقاومة، في بلاتوهات قناة “الميادين”، المحسوبة على محور المقاومة، لأنها تبحث عن ذلك وتبحث عن هذا الحضور في كل المواقع، لكنني أشمئز لما أرى شخصا اتخذ من تشويه صورة المقاومة (محور الممانعة) حرفة (أشدد على أنها تحولت إلى حرفة وليست قناعة بعد الهجوم الكاسح لقوافل “النفط” التي استهدفت شراء الذمم)، لم أكن لأعير الأمر اهتماما لو تذرعت القناة تحت عناوين “الموضوعية” و”الحياد” أو عدم المعرفة المسبقة بالموضوع كما تفعل دائما، ولكنها اليوم تقف في مكان حيث لا حياد. في موقع حيث الانحياز مطلوب، بل واجب أخلاقي، كما تخاطب المشاهد باستمرار ولكنها أول من يتعامل مع من يلهجون بالليل والنهار بخطاب ضد المحور الذي تحمل رسالته التحريرية، ومن أراد الاستثمار في عناوين المغالطة باسم الموضوعية والحياد فليتحول إلى الإعلام التجاري، وما قيمة الحياد في بيئة تمارس “شيطنة” المقاومة وتصرف الأموال الطائلة من أجل تحقيق هذا الهدف، وكانت الإدارة الأمريكية قد اعترفت بأنها خسرت ملايين الدولارات من أجل تشويه المقاومة اللبنانية فما أفلحت.

قد يكون مقبولا أحيانا استضافة بعض الأشخاص من المعارضين للمحور بدعوى ممارسة الاختلاف، وهذه بدورها تشكل مغالطة أخرى، لأنها تمنح “عدوا” معروفا منبرا مجانيا مع انه ليس ضد المقاومة بالميدان بل موظف لتشويه مكوناتها، لكن حتى إذا كان ولابد من هذا الأمر، فليكن الضيف “صاحب رأي”، غير أنه من غير المقبول استضافة من “لا رأي له” ولا قيمة له سوى “القيمة غير المضافة” التي من أجلها تمت صناعته في سوق التوظيف الطائفي، كي يكون عنصر تشويش ضد محور المقاومة.

وقبل الحديث عن “برنامج ألم” والحلقة المقصودة هنا هي حلقة يوم الجمعة 26 فبراير 2021، أشير هنا إلى أن “القناة” استضافت كثيرا من الوجوه التي ما كان ينبغي لها أن تمر من هذه القناة، فقبل ساعة من استضافة السيد حسن نصر الله في حوار العام، كانت الميادين تستضيف في برنامجها الإخباري امحمد الهيلالي، القيادي في حركة التوحيد والإصلاح المغربية، الذي  سبق ورفع شعارا مسيئا لهذا الرجل الذي يعتبر رمزا لكل المقاومات، وأضطر هنا لكتابة شعاره: “نصر الله يا حقير عاقت بك الجماهير”، أي تفطنت لك الجماهير، وهو الذي وصف الشهيد قاسم سليماني بالجنرال الدموي، صديق وحليف لأحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمحاربة التطبيع، الذي سكت عن كل أصناف الإساءة لمحور المقاومة، بل كان هو نفسه ضد سوريا لما قال في حوار صحفي إنه مع حق الشعب السوري في تقرير مصيره، والآن التوى ولوى عنقه ليقول “هناك دكتاتور يخدم شعبه” كناية عن بشار الأسد، وهي عبارة قالها في برنامج على قناة الميادين. وما زال هذا الشخص يقوم بالتمكين لعناصر الوهابية السرورية في المرور من القناة وتبييض وجوههم رغم استمرارهم في سب ولعن محور المقاومة، فما زالت قناة الميادين تستضيف عزيز هناوي ونائب ويحمان في المرصد، والقيادي في التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية والكاتب العام للمرصد، وهو معروف بدعوته للإطاحة بالدولة السورية، ولا يوجد ويحمان إلا حيث يوجد هذا الأخير. وقد سبقنا أن نبهنا القناة في مقالات سابقة إلى هذه القضية، لكن يبدو أن من يقوم بتمكنيهم من الظهور، مصر على استمرار الإساءة لمحور المقاومة.

وبالعودة إلى برنامج يحيى أبي زكرياء، الذي تناول فيه موضوع “القرآن والمصطلحات الأربعة: البراءة من الآخر” واستضاف فيه كمال حبيب، وهو مصري من أصحاب المراجعات، قدمه بصفته خبيرا في الحركات الإسلامية، وعلي الشعيبي، كاتب من سوريا، ومنتصر حمادة، رئيس مركز الأقصى للدراسات، مركز افتراضي لممارسة تقطير الشمع الطائفي بطريقة لا تخلو من الهلوسة.

كمال حبيب وحده قصة طويلة، وأكتفي هنا بموقف واحد له، عندما أخذ موقع اليوم السابع المصري رأيه في قضية اختلاف تنظيمات الإخوان المسلمين من قضية اغتيال الجنرال سليماني، وبعد جملة حول أسباب هذا الخلاف عقّب بكلام يمثل موقفه هو واصفا إيران بالتمدد في سوريا والعراق، وهو الموقف نفسه الذي تتبناه أمريكا والكيان الصهيوني ودول الخليج والجماعات الإرهابية (“https://m.youm7.com/amp/2020/1/7/لماذا-اختلفت-فروع-الإخوان-حول-مقتل-قاسم-سليمانى-تعرف-على/4575778).

أما منتصر حمادة، فهو معروف باشتغاله الدائم في تشويه صورة محور المقاومة، بذهنية طائفية تهريجية، وهواجس تصل الى الهلوسة كما قلنا، فهو يعتبر الميادين نفسها مشروعا صفويا، ونسأل صاحب البرنامج الذي يتعامل بالانفتاح على الرأي الآخر، هل كان بإمكانه استضافة لقمان سليم؟ فالشبه كبير لولا مهارات الثاني وذكاءه الكبير وتهريجية الثاني. طبعا لو كان هذا الشخص الذي اختار منذ سنوات أن يكون حامل حقد وتشويه بليد، يحترم نفسه، ما كان ليسمح لنفسه بالحضور في قناة محسوبة على محور تعتبر مواجهته هي شغله اليومي. اي وقاحة أكثر من هذه؟ وأكثر من ذلك، فهذا الشخص يعتبر كل شيء ينتمي للجهة الأخرى هو مصنف في محاولة الاختراق وتغيير بنيات المغرب الثقافية، إلى درجة أنه اعتبر بعض المجلات الثقافية مثل الكلمة والاستغراب وقضايا إسلامية معاصرة وغيرها المتخصصة في الفكر، أدوات للاختراق الشيعي للمغرب، ومجلة الاستغراب متخصصة في الفكر الغربي أصلا، بل يعتبر حتى القنوات التي تنتمي للمحور أدوات للاختراق بما فيها قناة الميادين، فلا نعرف كيف سمح لنفسه بممارسة “الاختراق” داخل قناة “اختراقية”؟

منتصر حمادة ليس ممن تفاعلوا مع الأحداث في السنوات الأخيرة، ولكن منذ أكثر من 15 سنة وهو يمارس هوايته، أو بالأحرى حرفته الوحيدة التي يتقنها بتهريج، فقد أنجز ملفا في صحيفة الأخبار، التي كان يصدرها عبد القادر الشاوي، الكاتب والمعتقل السياسي السابق، حول الاختراق الشيعي للمغرب مستدلا بعدد من المجلات الفكرية المنفتحة على الجميع وحتى التي يوجد في هيئات تحريرها مسيحيون.

وسبق الجميع في التحريض على سوريا وهذا ما صرّح به سنة 2006 “أكد هذا الأخير، أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد لن يختلف عن “مصير الدكتاتور الروماني نيكولاي تشاوشيسكو في عام 1989 “، كما تكهن الرجل بـ “تمرد شعبي للإطاحة بالأسد قريبا”، وقال “إن الفقر منتشر جدا والفساد متفش للغاية أيضا والإجراءات الأمنية مشددة جدا وإن الناس لا تتاح لهم حرية التعبير، والوضع الاقتصادي في أسوأ حالاته”، مستنتجا أن “كل تلك العوامل متحدة تشبه كثيرا الموقف الذي قاد إلى التمرد في رومانيا” (https://assahraa.ma/journal/2006/13009).

يكتب على صفحته بفيسبوك يوم 7 شتنبر 2020 “كأن المشروع الإيراني يساهم في تحقيق حلم إسرائيل الكبرى، العراق السني في عهد صدام حسين أصبح اليوم دولة فاشلة في عهد النظام الشيعي الموالي استراتيجيا لإيران” (https://mobile.facebook.com/MontassirHamada/photos/a.520833328253710/1279947669008935/?type=3&_rdc=1&_rdr). هذا تصوره لأحد أعمدة محور المقاومة، لكن ليس لديه مشكل في أن يتربع على كرسي أحد برامجها. وكتب قبل ذلك متسائلا “هل تصدر إيران التشيع للمغرب” قال فيه ” في ظرف بضعة أسابيع، صدرت مجلتان في التداول العربي، قاسمهما المشترك، الاشتغال البحثي على ظاهرة الإلحاد التي تهب على المنطقة خلال العقد الأخير، بما في ذلك حقبة ما بعد أحداث “الربيع العربي” [2011-2013].

يتعلق الأمر بالعدد السابع لمجلة “الاستغراب”، ثم مجلة “المحجة” (التي تصدر عن معهد المعارف الحكمية، وهي مجلة مُتخصّصة في الفكر الديني والفلسفة الإسلامية)، مع عنوان جاء كالتالي: “الإلحاد واغتراب الإنسان”، وتميّز بمشاركة أسماء مشرقية على الخصوص، إيرانية التداول المعرفي (عقيدة ومذهباً)، على غرار عدد كبير من المشاركين في ملف المجلة الأولى.

سواء تعلق الأمر بمجلة “الاستغراب” أو مجلة “المحجة”، فالحديث منصبّ على مجلات فكرية تصدر عن مراكز بحثية تابعة للمجال التداولي الإسلامي الشيعي، في المشرق، في إيران ولبنان والعراق.

الشاهد هنا، أنّ هذه المجلات النوعية، إضافة إلى لائحة كبيرة من المجلات ذات الصلة، والتي تعج بها الساحة العربية، تأتي في سياق تفعيل مقتضيات التعريف بـ “المشروع الإيراني/ الشيعي”.

يأخذ هذا القول بعين الاعتبار المشروع الإستراتيجي بأبعاده؛ الدينية والمذهبية والعرقية والتوسعية بلْه الإستراتيجية، أما الحديث عن تيار إيراني محافظ وآخر إصلاحي، أو تحولات مرتقبة على تداعيات ومعالم المشروع، على إثر استحقاق رئاسي، وغيرها من المستجدات، فلا أثر لها مباشر على الأفق الإستراتيجي للمشروع؛ أي التوسع والهيمنة على باقي دول وشعوب وثقافات المنطقة، وما على أي مشكك في هذا المعطى النظري، سوى العروج على المعطى الميداني، عبر عقد مقارنة أولية بين معالم المشروع الإيراني مباشرة بعد اندلاع ما اصطلح عليه بـ”الثورة الإسلامية” في إيران [1979]، وبين معالم نفس المشروع اليوم، وتحديداً، معالم وتطبيقات المعطى النظري في دول المحيط الإقليمي، وخاصة في العراق ولبنان واليمن، واللائحة معرضة للامتداد، في ظل أداء متباين لباقي مشاريع الساحة، سواء تعلق الأمر بالمشروع السعودي السلفي، أو المشروع القطري الإخواني” (http://www.hafryat.com/ar/blog/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%91%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D8%B9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%9F).

وليست المرة الأولى التي أفضح فيها توجه ضيف برنامج قناة الميادين، فقد سبق أن نشر ملفا في مجلة ذوات، الصادرة عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود الإماراتية، تحت عنوان “التشيع في العالم العربي…”، وكتبت ردا على هذا الملف قلت فيه “المجلة لم تقدم تحليلا إنما قدمت نوعا من البروباغندا ونوعا من المكر الطائفي المكتوب بلغة مضللة، ويبقى السؤال مطروحا عن هذه المجموعة “مؤمنون بلا حدود” وكيف يعيش فرعها هنا مجموعة من المشاكل والتداعيات، الناتجة عن التناحر حول الغنيمة، ثم إن هناك أناسا لم يكونوا شيئا مذكورا إلا من خلال هذا الملف، الذي ظلوا يمضغون الكلام حوله ويكررونه حتى صار مائعا، وكله بسبب الأموال، فهذا الموضوع مربح.

فكيف ينبري من يتحدث هنا عن الارتزاق، وهو ما يعني أن المحللين هنا يلعبون لعبة الإسقاط، فهم من يعيش هذه الوضعية، فيجدون أبسط الطرق هو السقوط في هذه العملية التبشيعية، فهم أصلا حولوا العملية إلى سوق تجاري يتحولون من “سانتر” إلى “سانتر” وشغلهم أصبح معروفا، خصوصا بعد انفجار قضية يونس قنديل الذي آذى نفسه متهما جهات معينة فقط لطلب مزيد من الدعم.

فأكبر منظمة ارتزاقية هي هذه المجموعة، التي لديها مشروع حرب طائفية ومعركة، ومن هو على هذه الحال لا يمكن أن يدعي أنه يقدم شيئا دراسيا.

واحد من المشاركين في الملف ويقدم الدروس، رصدناه في أكثر من مرة وهو في حالة ذهاب واياب إلى مؤتمراتهم، ورصدناه يتملق أشد التملق لقادة تلك المؤسسات.

والأمر يتعلق بصراع محاور، والتسابق نحو الاستقطاب في عمل هو في النهاية عمل واحد، صراع قائم على الارتزاق بين عواصم النفط، ومن خالفهم يقرؤونه قراءة تعسفية. وهذا إفساد للبحث العلمي ولوظائف المراكز البحثية، التي ينبغي أن تكون وتبقى مراكز للبحث بمعايير دقيقة.

ووجب التذكير هنا أن الأمر لا يتعلق بمراكز بحث، ولكن بمنظمات طائفية باساليب تنكرية، بدليل أن الذين كتبوا في الملف، تجد انهم مرة يكتبون بنفس ميال إلى القطري ومرة إلى الاماراتي. فإذا كان الحديث عن الارتزاق، فمحاور النفط تعطي أكثر، فلماذا لم تقنعهم هذه المحاور ببراميل البترول؟

لا يستحيوون ينعتون الناس بأمور هم غارقون فيها، ولنا في طه عبد الرحمن خير دليل، فقد كانوا يتملقون له ويبجلونه ويعتبرونه أعلم رجل في التاريخ، وبمجرد أن غير هذا الأخير رأيه اصطفافا، حتى أصبح جميع موظفي تلك المؤسسة يهاجمونه، بينما يحتضنه المحور الآخر. ولما يتم طرد شخص من هذا المحور النفطي يحتضنه المحور النفطي الآخر، لكن بالنتيجة لا يمكن أن يعفيهم من الانتماء لمحور النفط.

بعضهم كما نعرف، موصولون بجهات الوهابية والسلفية وعاشو وعششوا وسط “الإخوان” وكل مصادرهم من هذا البئر.

ومن أخطر التمويهات التي تم اعتمادها في هذه القصة هو “الروسيكلاج”، فالمشرف على الملف التحريضي وضيف ابي زكريا الحميري يستشهد كثيرا بتقرير حول الحالة الدينية بالمغرب، ضمنه فصلا عن الشيعة، هو كاتبه، أصدر منشورا في وقت سابق، واليوم يجعل منه حجة على خصومه وعلى القراء”.

لو أردنا إحصاء ما قام به هذا الضيف، وما كتبه لكان صعبا علينا إحصاءه، لأن التخصص برسم الاشتغال لدى دوائر “المازوت” يقتضي ذلك، ويكفي أنه كان مدافعا ببلاهة عن طه عبد الرحمن وبمجرد انتقاده وانحيازه لمحور قطر انقلب عليه، لأن الوظيفة في المؤسسة المشبوهة تفرض ان يكون المنخرط من دون وفاء.

وللأسف الشديد لما تواصلت مع الإعلامي يحيى أبو زكريا حول الموضوع منبها، رد علي بجواب متخشب وإنشائي، كأنني واحد من المعجبين، بل أنا ناقد ومتابع لهؤلاء منذ زمن بعيد، وأنا لا أتابع برنامجه إلا صدفة، ولكن ليس معقولا أن يشارك من خصص كل وقته وجهده لشتم محور المقاومة، حيث اعتبر الأمر من باب الحوار في غياب الإجماع، قال لي: “النقاش مطلوب في ظل انفراط الاجماع”، وكأننا أمام صاحب رأي وليس حامل شبهة يطوف بها على الصحف والمؤسسات والمواقع الرقمية قصد تشويه محور المقاومة.

لما يرى المشاهد هذا الضيف يقدمه يحيى أبو زكريا في برنامج على قناة الميادين من باب “الرأي والرأي الآخر”، فإن ذلك يعطيه مصداقية كصاحب رأي مختلف، وبالتالي سيكون كل ما قاله في السابق عن محور المقاومة مجرد رأي مختلف وليس وظيفة تشويهية مؤدى عنها.

استضافة يحيى ابو زكريا لشخص من الدرجة الأخيرة ما عدا هلوسته الطائفية المرتبطة، أثار استياء الكثيرين، وسخرية آخرين، واستغراب كل من صدمته تلك الحلقة الأعجوبة، هل الأمر يتعلق بالغباء أم تبادل مصالح واختراق، هل أبو زكريا الذي يتحفنا بعنترياته الإنشائية ويمطرنا بسجعه القديم، يحاول التمكين لعناصر الخط النفطي المعروف داخل الميادين؟ هل هو بداية البيع والشراء من تحت الطاولة؟ لعلنا في المستقبل سنشهد الكثير من حالات تشبه نظيراتها، لكن التساؤل الذي يثار اليوم من قبل عدد ممن سخر منهم يحيى أبو زكريا في حلقته، هو: هل ابو زكريا يستخف بعقول مشاهديه؟ وهل هو مبرمج على ان يصيب محبي الميادين بخيبة أمل؟ هل يعتبر المشاهدين تلاميذ في مدرسته الإنشائية؟ لا نتحدث عن المستوى الذي نزلت اليه الميادين من خلال استضافة هذا النوع من الموظفين في مؤسسات معروفة التوجه الطائفي، وهناك كثيرون من أمثال أولئك يحاولون أن يأخذوا مكانا في تلك البرامج بعد أن أغلقت بعض مؤسسات التوظيف الطائفي سوق التشغيل. وللإنصاف هناك الكثير ممن اطلعوا على ما يكتب ذلك الضيف المتسلل لقناة يعتبرها صفوية، أصيبوا بصدمة، لكن أبا زكريا لا يعتبر استضافة موظف طائفي ضد قادة ذلك المحور في برنامجه مشكلة، حيث قال بأنه لم يتحدث في برنامجه ضد المقاومة، وهذا تبرير بليد، هل كان أبو زكريا ينتظر من ضيف متسلل أن يسب قادة المقاومة في برنامجه؟ هل هذا هو المعيار؟ تستضيف أعداء المقاومة بشرط ان لا يسبوا المقاومة في برنامج ابو زكريا، ولكن لا إشكال أن يواصلوا حربهم على المحور؟

 يحتاج المرء ان يحترم المشاهدين ولا يحاول ان يبرر جريمة إعلامية باستضافة أسوأ مهرج طائفي، ويحتاج المرء ان يتق الله في خطابه، أليست “ألم” تذكرنا بذلك الكتاب الذي لا ريب فيه، “هدى للمتقين”؟!