“النينيو”.. بارون المخدرات الذي تحدى الأمن المغربي وتلاعب بالقانون.

في عملية نوعية للدرك الملكي بالقنيطرة، تم كشف النقاب عن واحدة من أخطر شبكات التهريب الدولي للمخدرات بقيادة شخص يُدعى (ع.ج.)، المعروف بلقبَي “النينيو” و”البريمو”. العملية التي حجزت كميات هائلة من المخدرات أزاحت الستار عن شبكة إجرامية معقدة، يمتد نفوذها إلى مستويات غير مسبوقة من التواطؤ والتلاعب.

بعد ضبط المخدرات، سارعت السلطات لإبلاغ الأجهزة الأمنية في طنجة بضرورة مداهمة مواقع أخرى تابعة للمشتبه به. لكن المفاجأة جاءت صادمة، حيث لم يتم أي تدخل. هذا الموقف عزز الشكوك بشأن قوة علاقات “النينيو”، والتي قد تمتد إلى شخصيات نافذة في القضاء والأمن، مما يمنحه ما يشبه الحصانة من الملاحقة القانونية.

المشتبه به ليس مجرد زعيم شبكة تهريب، بل شخص ذو سجل إجرامي خطير. فقد تورط في جرائم قتل بمدينة الراشدية، وعمليات اختطاف، واعتراض طريق مسؤولين جمركيين والاعتداء عليهم في تطوان. كما أن نشاطاته الدولية تكشف أبعادًا أخطر، إذ ضبطت السلطات الإسبانية ثلاث شاحنات تابعة له محملة بالمخدرات في الجزيرة الخضراء، ما يشير إلى مدى انتشار عملياته عبر الحدود.

الأموال الطائلة التي يديرها “النينيو” تضيف بعدًا آخر لقضيته، حيث ضُبط بحوزته مبلغ 300,000 يورو في تطوان، يُعتقد أنه عائد من أنشطته غير القانونية. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر: لماذا لم يتم توقيفه أو تفكيك شبكته بشكل كامل؟ وهل هناك أطراف تتواطأ لحمايته؟

الغضب الشعبي يتصاعد، والمطالبات بتطبيق العدالة بشكل صارم أصبحت أقوى من أي وقت مضى. هل ستتمكن السلطات المغربية من كسر دائرة التواطؤ والقضاء على نفوذ “النينيو”، أم أن هذه الشبكة ستظل مصدر تهديد للأمن والاستقرار في المغرب؟

القضية تفتح بابًا واسعًا على تحديات مكافحة الجريمة المنظمة، وضرورة تعزيز الثقة في الأجهزة الأمنية والقضائية لضمان عدم تكرار مثل هذه الظواهر الخطيرة.