انفجار الأوضاع في تندوف.. الجزائر تحت مجهر المساءلة الدولية

شهدت مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر انفلاتًا أمنيًا خطيرًا خلال الساعات الماضية، عقب اندلاع مواجهات مسلحة عنيفة بين ميليشيات تابعة لجبهة البوليساريو، مما كشف مجددًا هشاشة الوضع داخل هذه المخيمات التي طالما حذرت جهات دولية من تحولها إلى بؤر توتر تهدد الأمن الإقليمي.

وأكدت مصادر متطابقة أن الاشتباكات اندلعت بين عناصر متناحرة تتصارع حول شبكات التهريب وتجارة المخدرات، مستعملة أسلحة نارية من نوع كلاشنيكوف، في ظل عجز تام لما يسمى بفرقة التدخل السريع التابعة للبوليساريو عن فرض النظام أو حماية المدنيين.

المواجهات التي استمرت لساعات خلفت العديد من الإصابات في صفوف الأطراف المتحاربة، فيما لجأت العائلات إلى الاحتماء داخل منازلها خوفًا من الرصاص الطائش الذي اخترق سماء المخيمات، محولًا ليالي تندوف إلى جحيم حقيقي.

وتأتي هذه التطورات لتؤكد المخاوف المتزايدة من أن الجزائر، بدعمها لجبهة انفصالية متورطة في أنشطة مشبوهة، تتحمل مسؤولية مباشرة أمام المجتمع الدولي. فاحتضان ميليشيا مسلحة داخل التراب الجزائري، وتحويل المخيمات إلى ملاذ للمهربين وعصابات الجريمة المنظمة، يمثل خرقًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني ويهدد استقرار المنطقة برمتها.

مراقبون اعتبروا أن ما جرى بمخيمات تندوف يمثل نقطة تحول خطيرة في ملف الصحراء المغربية، ويعجل بتآكل مشروع الانفصال الذي يعيش اليوم آخر أيامه في ظل الرفض الشعبي الداخلي والانكشاف الدولي المتزايد.

ومع تصاعد الأصوات المطالبة بإنهاء معاناة المحتجزين في تندوف وتمكينهم من العودة إلى وطنهم المغرب، تبدو الجزائر أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تحمل تبعات تواطئها مع ميليشيات تهدد الأمن الجماعي، أو الانخراط الجاد في مسار حل نهائي وعادل يحترم سيادة المملكة المغربية ووحدة ترابها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *