بعض العبث في إحتفالات المسلمين بالعيد

الوطن 24/ بقلم: سليمان الهواري

سليمان الهواري

من سخريات المرجعيات الدينية ومسخرة مطالع الأهلة وإعلان يوم العيد على سبيل الحصر و فقط ..

هل تعلم أن المرجع الشيعي الحائري مقلدوه عندهم غدا الثلاثاء عيد الفطر.. بينما أعلن مكتب المرجع الديني السيد الخامنئي بأن إستهلال شهر شوال سيكون في كل من إسبانيا والبرتغال والقارة الافريقية… يوم الاثنين 3 يونيو، ويضيف أنه إذا حصلت الرؤيا فإن العيد بهذه المناطق سيكون يوم الثلاثاء 4 يونيو .. بينما توقع مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني رؤية هلال عيد الفطر المبارك لهذا العام مساء يوم الثلاثاء.

وجاء في كراس مواقيت الاهلة الصادر عن مكتب السيد السيستاني “يتوقع أن يكون هلال شهر شوال في مساء يوم الثلاثاء (29/ رمضان/1440هـ) الموافق (4/حزيران/2019م) في افق مدينة النجف الاشرف عند غروب الشمس في الساعة (7:05).

وأضاف أنه في هذه الحالة يتوقع أن يُرى الهلال ضعيفا. .. آي أن يوم العيد سيكون الأربعاء .. وهنا يطرح كما كل مرة مشكل التقليد لهذه المرجعيات .. فكثيرون و اقرباء حتى ومن نفس البيت والمدينة والمسجد .. واحد صائم و الثاني مفطر .. ناس في السويد مثلا .. وعن إسبانيا تحديدا والمسلمون فيها سنة و شيعة ومن كل المذاهب فكيف تختلف أيام العيد بين الشيعي والشيعي وبين الشيعي والسني وبين السني والسني ؟ آي عيد هذا وكيف ستتعامل معهم دولة الاحتضان وكيف تتعامل مع يوميات عطلهم المؤدى عنها وهم بهذا التشتت واللارؤيا فقط كي يحافظوا على مهابة و قداسة مرجعياتهم التي لن تتوحد ابدا ..

هناك فعلا نسبية ولا حقيقة الا تخلف المسلمين .. هذا مثال فقط للتخلف عند المسلمين الشيعة في مقاربة مسألة العيد التي تتكرر مرارا وكل عام .. وهو نفسه في المعنى والاثر ما نراه عند المسلمين السنة عندما يصوم السلفي المغربي ويفطر رمضان مع السعودية أو مع آي جماعة دينية سلفية يعتقد أنها الفرقة الناجية و يسلمها قرار ادخاله للجنة كمن يحجز تذكرة من الآن لنهائيات كأس العالم التي سينظمها المغرب في سنة 2030 ولا أحد يعرف هل هو سينظمها أصلا أم لن يحظى بشرف تنظيمها أبدا ..

نعم كان أغلب الاخوان ومن كل الحركات الإسلامية والجماعات يفطرون مع الشرق ويصومون معه وكأن السعودية محور الكون وعليها تدور الشمس .. غريب فعلا إحساس أن تكون مفطرا وأنت تعيش العيد حقا بينما كل المغاربة حولك صائمون .. أن تؤدي صلاة العيد ركعتين وحدك في بيتك دون خطبة وتشرب كأس شاي مهرولا و تتحسس أطرافك في الشارع مفطرا بينما كل المغاربة لازالوا ينتظرون هلال العيد .. إحساس التطهر والتميز و العزلة الشهورية كما يسميها سيد قطب .. ولا حديث عن وحدة الشعب ولا مقاصدية العبادة بل هي رؤى انفعالية بمعنى التاريخ ونزق في الفكر ولا علاقة للامر بالدين ولا بالتدين ..

نعم نحن سنظل متخلفين يغرقنا تمثلنا للدين و للتدين كل يوم اكثر في الفرقة والتمذهب والامعان في التشتت بينما كل المراجع لا تدافع الا على مواقعها وعدد مقلديها واتباعها وتوقيعات القطيع التي تنتج فتاوي تتم ترجمتها أغلبيات في البرلمان ولو بعد حين .. وفتاوي تنشئ حروبا وزعامات و كيانات .. إنها الفتنة يا سادة .. لنستمع لتصريحات بعد القيادات المقربة من مقتدى الصدر لنفهم ما يروج من صراع بينهم حقا ..

ثلاثة من كبار مساعدي الصدر قد رفضوا ذكر أسمائهم أبلغوا وكالة “أسوشييتد برس” الاميركية أن أهداف الصدر من الدراسة الحوزوية تأتي في إطار تنافس شيعي – شيعي للسيطرة على آبار النفط وتجارة الزيارة الدينية والمنفذ الوحيد للبلاد على الخليج العربي في جنوب العراق ..

هي لعبة دورة الفساد الإقتصادي الكبير تحت العناوين المقدسة التي تتحول إلى قرارات إقتصادية ضخمة و سياسات و موالاة وولاءات .. يكفي أن نعرف أن القرار العراقي هو الآن أمريكي بإمتياز ..

ومن منا لا يعرف أن مكة صاحبة المؤتمرات الثلاث المتصهينة لا علاقة لها لا بشرع ولا بدين ولا بإسلام وكل ما يحركها القرار الأمريكي .. وإسلام محمد ولد سلمان المعتدل حسب الفقيه التائب وعلامة لا تحزن عائض القرني .. فلتستمروا في خلافاتكم وفي فرقتكم أيها القطيع الطيع المستلب في ارادته وقراره وحريته .. وعيدم مبارك أيام الثلاثاء و الأربعاء و ربما الخميس ..