بووانو يفجرها: حضور وفد إسرائيلي في المغرب إهانة واستفزاز لمشاعر المغاربة

أثار حضور وفد إسرائيلي في اجتماع المجلس العالمي للأممية الاشتراكية، الذي انعقد بالمغرب، عاصفة من الجدل والانتقادات، خصوصاً في ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، وصف هذه الخطوة بأنها “إهانة واستفزاز لمشاعر المغاربة”، وطالب بتوضيحات عاجلة حول ملابسات مشاركة الوفد الإسرائيلي.

بووانو، في كلمته خلال الاجتماع الأسبوعي للمجموعة النيابية المنعقد يوم الإثنين 23 دجنبر 2024 بمقر الحزب بالرباط، عبر عن استغرابه الشديد لقبول حضور الوفد الإسرائيلي إلى المغرب في هذا التوقيت الحساس. وقال إن هذه الخطوة تتزامن مع استمرار ما وصفه بـ”الإبادة والتطهير العرقي” التي يمارسها الجيش الإسرائيلي في غزة، في ظل إجماع داخل الكنيست الإسرائيلي على رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأكد أن السماح بوجود الوفد الإسرائيلي في هذا اللقاء يمثل تناقضاً صارخاً مع موقف الشعب المغربي، المعروف بدعمه التاريخي للقضية الفلسطينية. وأشار بووانو إلى أن ما يزيد الأمر استفزازاً هو تداول أنباء عن مشاركة عائلات أسرى إسرائيليين في اللقاء، وكأن ما يحدث في غزة من تقتيل وتشريد لا يعني المغاربة.

وتساءل بووانو عن الجهة السياسية المغربية التي تجرأت على دعوة الوفد الإسرائيلي، واصفاً ذلك بأنه “تصرف يفتقر إلى الحياء والمسؤولية”. وأضاف أن حضور الإسرائيليين في المغرب، الذي يشهد فعاليات تضامنية يومية مع فلسطين، يُعد خطوة غير مسبوقة تحتاج إلى تفسير واضح وصريح.

وفي سياق حديثه، قارن بووانو بين المغرب ودول أخرى، مشيراً إلى أن مثل هذا اللقاء لو كان قد نُظم في إسبانيا، لما تمت دعوة الوفد الإسرائيلي، بالنظر إلى المواقف الرسمية لرئيس وزرائها تجاه القضية الفلسطينية.

واختتم بووانو تصريحاته بالتأكيد على أن مثل هذه الخطوات تهدد مصداقية التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني، وتثير الشكوك حول التزام بعض الجهات السياسية بالموقف الوطني الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وتضامن العالم مع غزة.

هذا التصريح أثار نقاشاً واسعاً على المستوى السياسي والشعبي، ويطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل العلاقة بين المغرب والفعاليات الدولية التي قد تتسبب في إحراج داخلي بسبب مواقفها السياسية المثيرة للجدل.