“تطور مرتكزات علم العلاقات الدولية بين تحديد الإطارات المفاهيمية وتعدد الفواعل الدولية وضبط التفاعلات الدينامية”
الوطن 24/ الرباط
في خضم الزخم المعرفي الذي يشهده الحقل الدولي في ظل جائحة كوفيد 19 وما تناسل عنها من خيبات أمل تكاد تلقف مختلف المجالات باستثناء الأكاديمية منها للتطور الذي عرفه هذا المجال في الآونة الأخيرة بمقتضى مثابرة الأساتذة الباحثين في تغطية أي نقص ممكن في مجالات البحث والتدريس، في ظل هذه الوضعية؛ اختتمت سنة 2020 بإصدار جديد للدكتور حكيم التوزاني؛ أستاذ القانون الدولي العام بجامعة ابن زهر بأكادير، ونائب رئيس الائتلاف المغربي للباحثين الشباب، والكاتب العام لمركز الدراسات والأبحاث القانونية الاقتصادية والاجتماعية، والكاتب العام لمركز الصحراء للدراسات والأبحاث في التنمية وحقوق الإنسان، وعضو المجلس المغربي للشؤون الخارجية…
هذا الإصدار الذي يندرج تحت عنوان: “تطور مرتكزات علم العلاقات الدولية بين تحديد الإطارات المفاهيمية وتعدد الفواعل الدولية وضبط التفاعلات الدينامية”، الذي يحاول من خلاله الباحث، مناقشة إشكالية: تحديد مرتكزات علم العلاقات الدولية وفق نظرياته التأطيرية لرصد ديناميات الحقل الدولي كنتيجة لتداخل مصالح الفواعل المتخطية للحدود القومية؟ ولفك مداميك الإشكالية الآنفة الذكر، استوجب الكتاب ضرورة تفصيل مقتضياتها عبر ما يتفرع عنها من أسئلة محورية، وهو ما يتمثل في التساؤل عن:
*ما هو المدلول المفاهيمي الذي من الممكن أن يرتبط بمصطلح العلاقات الدولية؟
*ما هي الإشكالات التي تطرحها العلاقات الدولية كحقل معرفي أكاديمي؟
*هل هناك من حاضن نظري للديناميات العابرة للحدود، وكيف يمكن استخدام مقتضياته لتفسير التفاعلات الدولية واستشراف مستقبلها؟
*ماهي الفواعل الدولية التي من الممكن أن تلعب دورا في الحقل الدولي، وهل للزمكانية دور في تغيير هذه الشخوص الدولية، أو بالأحرى إعادة ترتيب أدوارها؟
*وبالتالي، كيف يمكن الانتقال بالعلاقات الدولية من المنطق الدولاتي إلى منطق شبكي متعدد الاتجاهات والمستويات؟
*هل للتفاعلات الدولية ضوابط يمكن الاحتكام إليها في إطار تحديد مستويات تجددها؟
*ما هي أهم المواضيع المستجدة في الحقل الدولي تفاعلا مع المتغيرات الآنية والاستشرافات المستقبلية؟
وتفصيلا للإشكالية الأنفة الذكر وفق الأسئلة المتفرعة عنها، فقذ تم رصد مختلف التفاعلات الدولية مع إبراز تمفصلات انتقالها من الظاهرة إلى العلم، وكيفية تحولها من الفاعل الأوحد إلى تعدد شخوصها، ومن القوة إلى العلاقات المتبادلة، ومن المواضيع الستاتيكية المندرجة ضمن الحرب والسلم إلى مواضيع ديناميكية يصعب تتبع حركيتها المستمرة.
هذه العناصر التي تم تفكيكها وإعادة تركيبها وفق تقسيم ثنائي لما يمتاز به من فعالية في الحفاظ على وحدة الموضوع وتماسكه. بدءا باقتفاء الكرونولوجية التاريخية لتطور العلاقات الدولية، ثم الوقوف على جوانبها العلمية اعتمادا على أهم التنظيرات العلمية المواكبة “لاستقلالية” هذا الحقل المعرفي (القسم الأول)، ثم الكشف عن أهم الفواعل الأساسية في حقل العلاقات الدولية، لرصدا أبرز المبادئ الضابطة لهذا العلم، في أفق التفاعل مع هذه المبادئ بمقتضى مواضيع آنية في الحقل الدولي (القسم الثاني).
وهو ما جعل من هذا الإصدار يزاوج بين المقتضيات البيداغوجية والتطلعات الاستشرافية للحقل الدولي، من خلال الاعتماد على تحليل مواضيع جديدة وفق إطارات تنظيرية قديمة، من قبيل مواضيع اللجوء البيئي، والأمن الصحي على ضوء مخرجات جائحة كوفيد 19.