تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب والصين: خطوة جديدة نحو شراكات استراتيجية للمستقبل.

في خطوة تعكس إرادة المغرب في تعزيز علاقاته الاقتصادية مع القوى العالمية الكبرى، استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، سعادة لي تشانغلين، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة المغربية. اللقاء الذي عُقد بين الجانبين ناقش سبل تعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع فرص الاستثمار بين المغرب والصين.

وأكد الطرفان على التزامهما العميق بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة، لا سيما في ما يتعلق بالاستثمارات المشتركة والمشاريع الاقتصادية. وقد عرض الوزير كريم زيدان خلال اللقاء الإصلاحات الكبرى التي تم تنفيذها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول الصديقة، وعلى رأسها الصين. كما تناول الوزير أبرز الإجراءات التي تم اتخاذها لتحسين مناخ الأعمال في المملكة المغربية، خاصة من خلال تنفيذ ميثاق الاستثمار الذي يعد ركيزة أساسية لاستراتيجية المغرب في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز قدرته التنافسية.

وفي هذا السياق، لفت كريم زيدان إلى أن ميثاق الاستثمار يعكس رؤية المغرب للمستقبل، حيث يتيح فرصًا واسعة لرجال الأعمال والمستثمرين الصينيين للاستفادة من المناخ الاستثماري المتطور في المملكة المغربية. وأوضح أن المغرب يسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة عبر شراكات استراتيجية مع الصين، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والصناعة التكنولوجية.

من جانبه، عبر السفير الصيني عن دعم بلاده الكامل للمغرب في جهود تنميته الاقتصادية، مؤكدًا أن الصين تعتبر المملكة المغربية شريكًا استراتيجيًا في المنطقة. كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا الحديثة والصناعات الخضراء، مؤكدًا أن الصين تتطلع إلى زيادة استثماراتها في المغرب في إطار استراتيجية “الحزام والطريق” التي تهدف إلى تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين الصين ودول العالم.

تجسد هذه الزيارة خطوة مهمة نحو بناء علاقات اقتصادية متينة بين المغرب والصين، حيث يتطلع الطرفان إلى زيادة التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة، حيث يعد المغرب من الدول الرائدة في هذا المجال على مستوى إفريقيا. كما يفتح اللقاء الباب أمام العديد من الفرص الاقتصادية الجديدة التي من شأنها أن تعود بالنفع على الشعبين المغربي والصيني.

إن تعزيز التعاون بين المغرب والصين لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد ليشمل مجالات أخرى كالتبادل الثقافي والتكنولوجي، مما يساهم في خلق شراكات استراتيجية تدعم التنمية المستدامة في كلا البلدين.