جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع صفرو الملتقى الثقافي السادس في موضوع التشكيل والتراث رؤى ومقاربات تحت شعار: “من أجل تثمين تراثنا التشكيلي المغربي أيام19-20-21 مارس 2020”.

الوطن 24 / متابعة: إلهام شكري (مكتب المغرب)

من خصائص موروثنا هذه الجماليات المتنوعة الآتية من التاريخ وجغرافيات مختلفة، وهي حاضرة في إبداعنا الموسيقي والشعري والمسرحي، وأيضا التشكيلي، وقد انفتح على منجزات عمراننا القديم ورموزنا الثقافية العربية الأمازيغية والإفريقية.

    إن موروثنا الثقافي المغربي: المادي واللامادي ، أصبح اليوم رافدا أساسيا في الإبداع التشكيلي المعاصر، سواء عند المبدعين الأكاديميين أو عند المبدعين المعتمدين على الفطرة الذين انغمسوا في ثقافتنا الشعبية واستلهموا رموزها ( الوشم والحلي ..) ومدخراتها في المواد والألوان (الحناء والطين والنبات..). إن هؤلاء جميعا يحاولون اليوم العودة إلى تراثنا الغني بغية استثمار إمكانياته الهائلة في أفق بناء هوية بصرية أصيلة تمتد بجذورها في عمق ماضينا الحضاري، وتتطلع إلى التجديد متفاعلة في ذلك مع تجارب عالمية لها جمالياتها الخاصة. ووعي فنانينا التشكيليين بهذه العودة أخذ يترسخ يوما بعد يوم مما أعطى لحركتهم كل هذه الأبعاد التي تجلت في تعدد تجاربهم وتنوعها وحضورها في مختلف المحافل الفنية العالمية.

   إن الاشتغال على التراث، هو اشتغال على الهوية. كلما زاد وعينا بتراثنا وفهمنا لأشكاله وتعبيراته، كلما تموضعنا أحسن في خريطة الإبداع، وكلما تحررنا من التبعية للأنماط والأشكال الغربية التي سجنت وأعاقت تجاربنا الأولى. والنقد العربي اليوم يشهد بهذه الحيوية والدينامية الجديدة التي انخرط فيها التشكيليون المغاربة الذين أغنوا بتجاربهم المتفردة جماليات هذا الفن المنفتح والمتفاعل مع باقي الفنون الأخرى.

    إن الفن التشكيلي المغربي، بجذوره وجمالياته وتعدد تجاربه وتنوع وسائله، أعاد لإبداعنا وهجه، وجدد أركانه، وفتح أبوابه أمام مزيد من التجريب في توظيف ( الحرف العربي) و (الوشم الأمازيغي) والعديد من الرموز التراثية في العمران والنقش والنحت والفسيفساء والمنمنمات وغيرها مما يزخر به تراثنا بروافده الكثيرة، مما جعله يتبوأ الصدارة في التجربة العربية والإفريقية، ويتحفز لامتلاك رؤية فلسفية تؤطره وتؤطر الباحثين فيه، وسيكون ذلك ولاشك مدخلا إلى مرحلة جديدة من تاريخنا الفني في هذا القطاع.

    من هذه الخلفية اختارت جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع صفرو موضوع ” التشكيل والتراث “ ليكون موضوع ملتقاها الثقافي السنوي في نسخته السادسة، تحت شعار: من أجل تثمين تراثنا التشكيلي المغربي. ولا يخفى على المتتبع للحركة الفنية المغربية ما للتشكيليين المغاربة من قوة في الحضور العربي والإفريقي والعالمي بما أنتجوه من تجارب تشهد على وعيهم النقدي وذائقتهم الجمالية التي استثمرت موروثنا الحضاري وتفاعلت مع الآخر في تجاربه الإنسانية العالمية.

    من هنا نقترح المحاور الآتية :

التشكيل المغربي والحروفية:  العربية والأمازيغية.

التشكيل المغربي : الأصالة و الهوية .                                                             

التشكيل المغربي : جماليات ومقاربات .

التشكيل المغربي:  تجارب .