حباسة.. و قمارة .. ضمن المجلس الوطني للصحافة

الوطن 24/ بقلم: مصطفى الفن

لازلت لم أفهم بعد هذا التشدد غير المفهوم الذي ينهجه المجلس الوطني للصحافة في قضية تجديد بطاقة الصحافة مع صحافيين أفنوا حياتهم في هذه المهنة.

ورغم أن القانون، الذي ساهم في صياغته الكثير من حكماء هذا المجلس، يتحدث عن التجديد التلقائي للبطاقة إلا أن بعض النافذين في هذا المجلس قرأوا القانون بعقلية أمنية مبالغ فيها.

شخصيا لم أفهم مثلا كيف أن مجلسا فيه “الحباسة” وفيه أصحاب السوابق وفيه “القمارة” وفيه بعض المشتبه فيهم بالاتجار في المممنوعات إلا أن هذا المجلس يطالبنا بالسجل العدلي وبنقاء سيرتنا وبمعطياتنا الشخصية؟!

كما لم أفهم أيضا مثلا كيف أن برلمانية تنتمي إلى سلطة أخرى غير السلطة الرابعة ولا تشتغل في أي جريدة ولا تعيش من الصحافة ولم يقرأ لها المغاربة ولو مقالا واحدا طيلة مسيرتها المهنية..

ومع ذلك، فإن هذه البرلمانية لم تجد أي صعوبة في الحصول على بطاقة الصحافة رغم أن الوزارة الوصية على القطاع اعترضت على هذا الخرق القانوني “الأرعن”.

أعترف أني أترحم الآن على الزمن الذي ولى، بل أتذكر بنوستالحيا كبيرة كيف أني سخصيا حصلت على بطاقة الصحافة وأنا لا أشتغل في أي مؤسسة إعلامية.

وأتذكر كيف أن مسؤولا بوزارة الاتصال قال لي كلمة لن أنساها أبدا ما حييت:

“السي مصطفى، احنا أعطيناك البطاقة ماشي لأنك صحافي فقط. احنا اعطيناك البطاقة نظرا لوضعك الاعتباري…”.

المهم أنا جد غاضب ولا أعرف كيف أحصل على بطاقتي المهنية من مجلس فيه “حكماء” يكتبون بأسماء مستعارة ضد الصحافة وضد الصحافيين وضد أخلاقيات المهنة وضد خصومهم السياسيين.