حصريا ولأول مرة، تقدم لكم الوطن 24، حوار خاص مع الدكتور الخبيرالدولي في الترجمة، أحمد جوهري.

الوطن 24/ حاوره: عبد الهادي العسلة (مدريد).

   ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻘﺎءﺍﺕ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻃﺮ واﻟﻔﻌﺎﻟيات ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ“الوطن 24” تخصص مساحة لكل رموز أولاد البلاد” سواء المتواجدين بالمملكة المغربية أو المهاجرين خارج أرض الوطن..

واليوم، تفتح الوطن 24 نافذتها على الإبداع الثقافي، وتختار لكم، رمزا من الرموز العلمية والأكاديمية، الدكتور أحمد جوهري، الخبير الأكاديمي والأستاذ المبرز في الترجمة، وبروفسور التعليم العالي ليطل علينا ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺧﺎﺹ وحصري، يفتح  من خلاله النقاش حول مجموعة من القضايا ذات الأبعاد المجتمعية، والتعليمية، والثقافية، وذات الصلة بتداعيات الحجر الصحي، وتمديد حالة الطوارئ الصحية.

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* أولا نفتتح هذا الحوار الأول من نوعه، والحصري، بتقديم الدكتور أحمد جوهري إلى قراء “الوطن24″، ومنه نتعرف أكثر على مساراتك العلمية والأكاديمية

أنا ابن العلامة الحافظ والمفتي فضيلة الشيخ التهامي جوهري رحمه الله، وأنحدر من عشيرة أولاد كنون شمال شرق وزان، وهي العشيرة التي ينتمي إليها أيضا العالم وأديب المغرب الكبير عبد الله كنون رحمه الله. وأصل لقبنا الجوهري جاء من إعجاب والدي بالفقيه العالم ومفسر القرآن المصري طنطاوي جوهري، أما اسمي أحمد فاختاره لي تيمنا باسم شيخه العالم الجليل أحمد المازوري المعروف في أوساط حفظة القرآن الكريم بأنصاصه القرآنية، وقد خصه المرحوم الشيخ ابن حساين بحلقة خاصة على أمواج الإذاعة الوطنية في برنامجه الشهير”كيف نقرأ القرآن”.

 وقد لدت سنة 1964 بقرية صغيرة وسط أشجار الزيتون والبلوط والتين في مقدمة جبال الريف (جبالة)، ونشأت بمدينة الملح والحبوب والخيول “سوكيل” (ترخيم لسوق أربعاء الغرب)، ومعنى ذلك أنني تعلمت لهجتين عربيتين منذ نعومة أظفاري لهجة جبالة الأندلسية (الغرناطية والإشبيلية)، واللهجة الهلالية العروبية إلى جانب القليل من اللهجة الأمازيغية بفعل احتكاكي بأصدقاء الطفولة الطيبين من الأمازيغ، واللغتين العربية والفرنسية بالمدرسة. ولعل لهذه النشأة المتعددة لغويا دورا في عشقي للكلمة ولترجمتها وتحولها في الألسن والثقافات، كما أن ميلادي بين الجبال والسواقي والأشجار سبب في عشقي للأدب ولكل ما هو جميل.

أما مسيرتي العلمية فقد حصلت على شهادة الباكالوريا سنة 1981 بالرتبة الأولى في جهة الغرب ( سوق الأربعاء، بلقصيري، مولاي بوسلهام، أحد كورت، علال التازي والنواحي…)، ثم حصلت سنة 1985 على الإجازة في الآداب بالعاصمة العلمية فاس، وعلى دبلوم المدرسة العليا للأساتذة بمكناس سنة 1987 بدرجة التفوق الأولى على الصعيد الوطني ومعه على تهانئ المغفور له الملك الحسن الثاني. ثم حصلت على شهادة التبريز في الترجمة بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة، ثم أنجزت أطروحتي للدكتوراه في السرد الأدبي بجامعة محمد الخامس بالرباط تحت إشراف أستاذ الجيل ومؤسس درس السرد والرواية في المغرب الدكتور أحمد اليابوري إلى جانب الأستاذ الناقد محمد برادة. ثم حصلت على شهادة التأهيل الجامعي، وشهادة بروفسور التعليم العالي بجامعة محمد الأول بوجدة.

 كما نلتُ في سنة 1995 شهادة تقديرية من أكاديمية المملكة المغربية عن كتابي الأول “درس الترجمة”، وشهادة التميز لأحسن أستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة سنة 2017.

 وقد عملت مدرسا ومؤطرا بجميع أسلاك التعليم وبالمدرسة العليا للأساتذة والجامعة، وساهمت مع نخبة من زملائي المبرزين في هندسة الأقسام التحضيرية الأدبية بالمملكة وإخراجها للوجود، وعملت عضوا في لجان تقويم مناهج التعليم ومختبرات البحث العلمي، ولجان تحكيم مناصب عمداء الكلية، وعضوا بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، وبهيأة تحرير المجلة المغربية لدراسات الترجمة، وأشرفت على العديد من البحوث الجامعية.

 أما إنتاجي العلمي، فقد بدأ في سن 17 من خلال مقالات في أولى الصحف الرياضية بالمغرب كصحيفة الرياضة (قبل صحيفة المنتخب) التي كان يكتب فيها معي الصحافي أبو سهل رئيس القسم الرياضي بإذاعة م.ف.م اليوم، وعزوز شخمان صحافي بالإذاعة الوطنية. ثم بعد ذلك أصدرت حوالي عشرين كتابا وعشرات المقالات الأدبية والعلمية بالصحف والمجلات المغربية والعربية، من هذه الكتب:

  1. معجم القرآن عربي فرنسي (700صفحة)
  2. تاريخ الترجمة: التجربة والنظر(سبعة أجزاء)
  3. منهج الترجمة
  4. درس الترجمة
  5. الترجمة والإديولوجيا
  6. البيان والتواصل (تقنيات التعبير)
  7. في الأدب العربي المغربي (ثلاثة اجزاء)
  8. جمالية الرعب: دراسة لبنية النص السردي لإدكارألان بو
  9. الوردة والسلطة: حكايات العشق والاستبداد…

أما الترجمات فكثيرة بدأتها في ثمانينيات القرن الماضي بترجمتي لبعض قصص كافكا ونصوص نقدية بالملحق الثقافي لصحيفة العلم، ثم تلتها ترجمات في مجالات متنوعة أذكر منها ترجمتي بالفرنسية لكتاب العلامة مصطفى بنحمزة (L‘islam : questions de communication interculturel)  (منشورات وزارة الأوقاف)، وترجمتي العربية لكتاب خطاب المنهج للفيلسوف الفرنسي ديكارت، ولقصص إدكار ألان بو، وبما أننا في زمن الحجر الصحي أذكر ترجمتين في مجال الصحة والطب الأولى لكتاب داء السكري: الوقاية والعلاج (نُشر في حلقات بصحيفة العلم سنة 1995) والثانية لكتاب السيونيكا (الدراسة العلمية للاضطراب النفسي وفوضى السلوك) للعالم الغرباوي الدكتور أحمد ستي …[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*كيف تتعامل مع هذه الازمة، وكيف تقبلتم تمديد فترة الحجر الصحي ؟

   أتعامل معها تعامل المؤمن مع سائر الأزمات مصداقا لقوله تعالى: “والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون.”، كما أجتهد لكي أتجنب وأجَنِّب أسرتي أذى هذا الوباء عملا بقوله تعالى” ولا تلقوا يأيديكم إلى التهلكة”، فأحرص على عدم الخروج إلا للضرورة، وإن خرجت أقي وجهي باللثام (ولا أقول الكمامة لأن العرب تستعمل هذا اللفظ للدواب والأنعام، وتستعمل اللثام واللفام للإنسان)، كما أقتدي على مدار اليوم والليلة بحديث سيد المرسلين”النظافة من الإيمان”. وأود أن أنبه هنا إلى أنه لا توجد حضارة في العالم يقوم أساسها الأول على الطهارة والنظافة ولديها فقه في ذلك(فقه الطهارة والوضوء) وتصدر آلاف الكتب سنويا في هذا المجال مثل الحضارة الإسلامية.

    أما عن تمديد فترة الحجر الصحي فلدينا كامل الثقة في مؤسساتنا الرسمية وتدبيرها لمخاطر هذه الأزمة البشرية، ولا شك في أنه قرار حكيم مثل كل القرارات التي اتخذت منذ بداية شهر مارس والتي جنبتنا الكارثة ولله الحمد. صحيح أن الحجر له آثار اقتصادية سلبية ولكن القاعدة الأصولية تقول “دَرْءُ المفسدة قبل جلب المصلحة.” و”حفظ النفس قبل حفظ المال”، كما أن الدولة ومعها تضامن جميع المغاربة خفف نسبيا من بعض هذه المعاناة الاقتصادية، ولابد من الاستمرار بل الزيادة في وتيرة التضامن لمساعدة الطبقات الهشة والمتضررة أكثر من الوباء. وحبذا لو وجه الأثرياء وعامة المواطنين جزءا من زكاة الفطر والزكاة السنوية لفائدة صندوق مكافحة الوباء، أو للمتضررين مباشرة، وفي طليعتهم القيمون على المساجد والأئمة، وعمال المقاهي والمطاعم والفنادق والمياومون وغيرهم…[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* من خلال مهامكم كأستاذ جامعي، كيف دبرتم قضية التدريس والتأطير عن بعد؟ وهل من تفاعل من قبل الطلبة؟؟؟ وما هي  الصعوبات التي واجهتكم؟

أنشأت منذ الوهلة الأولى مجموعة تعليمية على الواتساب شملت مجموع الأفواج، وقمت برقمنة المحاضرات مثل سائر زملائي، وبدأنا نتفاعل بيداغوجيا مع الطلبة بشأن مضامين البرامج وتمارين التقويم. لكن واجهتنا صعوبة أن بعض الطلبة في المناطق النائية بالجهة الشرقية ليس لديهم تطبيق الواتساب، فاضطررت إلى تحويل صفحتي بالفيسبوك لنشر المحاضرات والتطبيقات، كما تطوع بعض الطلبة مشكورين بنسخ المحاضرات ونقلها إلى الطلبة. وقد سرني كثيرا أن دروس الترجمة على صفحتي صارت محط اهتمام طلبة الماستر بالجزائر الشقيقة وطلبة مصر وغيرها من الدول العربية، بل إنني فوجئت أن كتابي الأول “درس الترجمة” يُدَرَّس بجامعة عنَّابة الجزائرية لفائدة طلبة الماستر والدكتوراه. وهذا التعميم للمعرفة من حسنات هذا الحجر الصحي.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*هل تظن أن إجراءات الوزارة والجامعة التي تدرسون بها كافية في ظل حديث البعض عن عدم تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة؟

لا شك في أن الوزارة تفطنت لأهمية تقنيات التعليم الجامعي عن بعد، وستستثمرها على أحسن وجه مستقبلا لأن هناك مذكرة صادرة مؤخرا تحث الأساتذة الجامعيين على الاستمرار في هذه العملية خلال فصل الصيف استعدادا للدورة الخريفية القادمة. وهذا هو النهج العلمي السديد: أن نستفيد من الأخطاء، ونستبعد العوائق، ونمضي قُدُما نحو التطوير. أما الصعوبات عامة فأظن أنها في التعليم الجامعي أخف منها في التعليم الأساسي حيث يبرز مشكل تكافؤ الفرص بحدة، وعدم امتلاك شريحة كبيرة من التلاميذ الصغار لوسائل التواصل، وبعضهم ينتظر والده حتى المساء ليزوده بالهاتف، علاوة على كلفة التعبئة اليومية للإنترنت وغيرها من الصعوبات. وهذا يتطلب تفكيرا دقيقا للوزراة وتدخلا مهما لشركات الاتصال بالمغرب.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

 * بالنظر إلى مساركم المتنوع من حيث الإنتاج المعرفي، سواء على مستوى الأدب ، أو على مستوى الترجمة، هل من تأثير للحجر الصحي على مستوى أعمالكم الأدبية والترجمة؟ أو ليست فرصة سانحة لكم  لمزيد من الإبداع؟

أبدا، ليس هناك أدنى تأثير في الجهد العلمي، بل العكس فقد كان الحجر الصحي فرصة ذهبية لإعادة التأمل في معاني القرآن الكريم وبلاغته وترجماته، كما أنني نشرت خلاله 14 كتابا رقميا على الأمازون كندل، بعد أن نشرت بعضها ورقيا سابقا، وأعدْتُ تنقيحها واستكمال أجزاء بعضها وتنظيمها في ملفات ebook بمساعدة برنامج الكندل، وهي سبعة كتب من السلسلة التاريخية للترجمة، وثلاثة كتب عن تاريخ الأدب المغربي، وكتابان عن تقنيات الترجمة ودرسها، وكتاب عن جمالية القصة الأمريكية لإدكار ألان بو، وآخر عن تقنيات التعبير والتواصل. وقد وفقني الله خلال الحجر أيضا إلى إنهاء ترجمتي الجديدة لرواية l’inconnue (280 صفحة) للكاتبة والطبيبة المغربية انتصار حدية، وهي مناسبة لكي أقدم تحية التقدير والاحترام لجنود القطاع الصحي المغربي الذين يواجهون الوباء في الجبهة الأمامية، وفي طليعتهم الكاتبة والأستاذة المبرزة انتصار حدية في المشفى الجامعي بوجدة.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* ما هي العبر والدروس التي استفدتم منها خلال الحجر الصحي ؟

بينت جائحة كورونا بالملموس التهور الذي تمشي فيه البشرية في عالم ليبرالي مفرط تقوده شركات متوحشة، ومن أبرز أخطار هذا التهور: التدمير البيئي، وتحويل الإنسان من كائن جميل يقدر الطبيعة ويسعى نحو الجمال إلى كائن مستهلك ومعدة تبتلع ولعاب شَرطي (غير طبيعي) سائل كلعاب كلاب العالم الروسي بافلوف، أو كما قال الجاحظ “عقل حائل، وفرج بائل، ولعاب سائل”. وقد لاحظنا بعد الانقطاع الظرفي لدخان المعامل كيف تأخر فصل الجمال بطقسه الدافئ وأمطاره الخصبة، وصفا سطح بحيرات العالم، وهنا في مكناس توقف مؤقتا دخان معملين للزيت والفيتور فتفتحت بتلات الأزهار على ضفاف نهر بوفكران، وتقاطرت الطيور على حدائق البيوت في جرأة غير مسبوقة تقطف أوراق النعناع والمرنجوش لتبني بها أعشاشها، وأصبحنا نستمتع بشدو اليمام من شروق الشمس إلى غروبه، بل حتى الغيوم القطنية الناصعة البياض انخفضت في سماء مكناس ببهائها الجليل لتستمتع بتسبيح الطيور. ومعنى هذا أن أول درس علمته لنا جائحة كورونا هو أننا لا نعيش وحدنا في الكون، وأنه لا يعقل أن يستحوذ نوع واحد هو الإنسان على كل شيء في كون يعيش فيه ما يزيد عن ألفي نوع من الطيور فقط، ومئات الآلالف من أنواع الحشرات؛ بعبارة موجزة لقد أنْسَتنا الحداثة الصناعية أهم درس في فلسفة التاريخ البشري وهو أن التاريخ الثقافي للإنسان تاريخ طبيعي وحيواني(Zoologique) وليس تاريخا اصطناعيا وآليا فقط، وهذا انعكس سلبا حتى على التدبير السياسي العالمي الذي أصبحت برامجه موجهة لنوع من التنمية الاقتصادية المنفصلة عن البعد الإنساني والجمالي. ولهذا نحتاج، في نظري مستقبلا، إلى أحزاب خضراء وبيضاء قوية، أعني أحزاب ببرامج بيئية خضراء، وبرامج صحية وعلمية بيضاء تعطي الأولوية للصحة والاستثمار في العلم.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* ما هي النصيحة الممكن تقديمها لقراء الوطن 24 في ظل تمديد فترة الحجر الصحي؟

لا يمكنني أن أزيد شيئا على ما تدعو إليه مؤسسات الدولة من التزام بالحجر واحترام مسافة التباعد ولبس اللثام والنظافة، لكنني أنصح الآباء والأمهات بالاهتمام بجانب الخيال عند أطفالهم، وعدم الاقتصار على العلوم فقط، وذلك بتوجيههم إلى مطالعة الأدب الجيد وقراءة الحكايات الخيالية. لأنني أظن أن الإنسان بقدر ما يحتاج إلى المنطق السليم وأنواع العلوم فهو يحتاج إلى الخيال والحلم أيضا لتجاوز الأوضاع النفسية والاجتماعية العصيبة التي تفرزها الحداثة اللبرالية الصناعية المتوحشة، مثل وضع الحجر الصحي الذي نعيشه.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* هل تثقون  في قدرة المغرب على تجاوز هذه الأزمة؟

منذ مدة قصيرة كتبت مقالا في هسبريس عن العقل المغربي والترجمة والفن بينت فيه بالأمثلة سمات عبقرية هذا العقل المتعدد لغويا والمنفتح والمعتدل، وكيف تشكَّلَ عبر التاريخ واستفاد من موقعه الجغرافي المتميز. ولقد كنت دائما على يقين تام أن العقل الذي بنى منار الخيرالدة وحسان والكتبية بالطين والماء، وعلَّمَ أوروبا الرياضيات في العصر الوسيط، وساد العالم حين كانت قرطبة هي عاصمة العالم، وتُليت خطبة الحج بعرفات باسم ملكه (يعقوب المنصور الموحدي)، كنت على يقين أنه قادر على أن ينقذ العالم وليس تجاوز أزمته فقط، وهو ما يتجلى اليوم واضحا في منجزات علمائه من أمثال عالم الفيروسات منصف السلاوي الذي أنقذ أطفال إفريقيا من الملاريا ويجتهد الآن في البحث عن مصل لكوفيد19، والعالم رشيد اليزمي مطور بطارية أيون الليثيوم التي يستفيد منها جميع البشر اليوم، والعالمة الباحثة سارة بلالي في فريق عالم الفيروسات الفرنسي راوولت بمرسيليا، وهلم جرا.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

* ماهو أول عمل ستقوم به بعد انجلاء هذه الجائحة؟

“صلة الرحم “: فبعد تقوى الله بالصيام والقيام في الشهر المبارك، لابد من إتمام العمل بالتقوى الثانية أي تقوى الرَّحم المنصوص عليها في بداية سورة النساء بقوله تعالى: “واتقوا الله الذي تساءلون به، والأرحام”. صدق الله العظيم

أخيرا، وليس بآخر: ما هي الأعمال الأدبية، أو على مستوى الترجمة، موضوع النشر في الايام القادمة.

    بالإضافة إلى ترجمة رواية l’inconnue، لدي عملان جاهزان للنشر إن شاء الله، الأول بعنوان: “هرة همنكواي”: وهو عنوان يشير إلى قصة الكاتب الأمريكي الشهير إرنست همنكواي  Cat in the rain، وهو عبارة عن دراسات في نقد الترجمة أهمها دراسة نقدية لترجمة المفكر المغربي عبد الله العروي لهذه القصة الأمريكية، وفيها أبين صعوبات ترجمة المعنى الثقافي ومشكل تعريب بعض الأصوات الغريزية في الخطاب الإنجليزي الأدبي، وأوضح أخطاء المترجم العروي في هذا المجال. وكذلك دراسة نقدية لترجمة الشركي لرواية ليلة القدر La nuit sacrée للكاتب المغربي الطاهر بنجلون، ودراسة ثالثة نقدية لترجمات القرآن الكريم وغيرها.

    أما العمل الثاني فعبارة عن كتيب صغير بعنوان “أم الكتاب” وهو عبارة عن تفسير لسورة الفاتحة حاولت أن أستفيد فيه من مستويات الدرس اللساني الحديث في منهج التفسير لأساعد الباحثين والطلبة والقراء عامة على الاستفادة بسهولة من هذه السورة في كل مستوى لغوي على حدة: الصرفي، والنحوي (الإعراب)، والمعجمي والدلالي، والصوتي (القراءات) والبلاغي (الخطاب). ونأمل أن نستمر فيه بالنسبة لسور أخرى إن شاء الله.[/box]

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]

*كلمة مفتوحة، بهذه المناسبة، تودون توجيهيها ؟

 أنحني إجلالا لكل من علمني حرفا، أساتذتي الكرام، وأحيي جميع طلبتي وأصدقائي بمختلف المدن المغربية، وأدعو الله أن يبارك في أعمالهم وأرزاقهم، وأشكر “الوطن 24” في شخص مديرها الأستاذ عبد الهادي العسلة جهودَها في تنوير الرأي العام، ومواكبتَها الدائمة لشؤون الوطن، واهتمامَها بأطره وطاقاته على الرغم من تواجدها في بلاد الغربة بإسبانيا، وأرجو الله أن يحفظ طاقمها وقراءها الكرام من كل سقم وداء، وأن يدفع عنكم وعنا شر الوباء إنه سميع مجيب للدعاء. وكل عام وأنتم وقراؤكم بخير.[/box]

‫7 تعليقات

  1. بوسلهام عميمر
    الشكر كل الشكر لك أستاذ عبد الهادي أن فتحت نافذة جريدتكم المتميزة لأحد هامات الأدب والترجمة سس أحمد جوهري سليل بيت العلامة سيدي التهامي جوهري رحمه الله تعالى أن ينجز حوالي 20 منجزا علميا منها ما يعتمد بجامعات عربية في سنه هذا نسأل الله أن يبارك في عمره اكيد لا يزال لديه ما يثري به المكتبة العربية والإسلامية فبقدر علمه الواسع وثقافته الغنية بقدر ما يتميز به فضيلة الدكتور سي أحمد من تواضع كبير وخلق عال رفيع

  2. بعيدا عن عالم الترجمة والمؤلفات ومقاصف الجامعة والكليات التي كما هو معلوم الأستاذ الدكتور أحمد الجوهري غني عن التعريف بها، وله باع طويل فيها؛ زاده الله علما ومرفة. يبقى سي أحمد في عيني ذاك الرجل الإنساني كله تواضع وأخلاق كريمة وفي
    لأصدقائه وذكريات طفولته ومدينته يحاورك بمستواك لا يحسسك انك أمام حجة في العلم والنبوغ. يتقاسم معك أقل شيء يمكنه أن يسعدك ويفرحك..
    أتمنى لك اخي أحمد أن يبارك الله جميع أعمالك وذريتك وأهلك وكل عائلتك.

  3. الاستاذ الدكتور احمد الجوهري، درست على يديه مادة الترجمة في الفصل السادس تخصص لسانيات بكلية الادب جامعة محمد الاول وجدة موسم 2013/2014
    فقد استفدت منه انا وزملائي الطلبة الكثير فيما يتعلق بمادة الترجمة لانها مادة خصبة ونظرا لحنكة الاستاد واختياره لنصوص تستحق المطالعة كنا نشتغل عليها بمعية الاستاذ وتأطيره الجيد بكل حب للمادة واحترام للمدرس الكفء
    فله منا كل الاحترام والتقدير ومتعه الله بالصحة والعافية
    وجزاكم الله خيرا.

  4. اتبارك الله على اخي احمد وسبق لي أن كتبت عدة تعليقات عن دكتورنا الفاضل سي احمد حيث أعرفه معرفتا جيدتا ووصفته بالعملاق المتواضع ومزيدا من التألق والنجاح احييك اخي احمد كما لا انسى ان اشكر واهنىء الجريدة الناجحة الوطن24 على خلق فرص للتعرف عن عباقرة بلدنا الحبيب وشكرا سي عبد الهادي العسلة على كل هده المجهودات ان دلت على شيء انما تدل على احترافيه و كفاءته اعانك اللهاخي عبد الهدي

  5. جزاكم الله خيرا
    وبارك الله فيكم
    لقد أحسنتم الاختيار
    حوار ناجح وممتاز وحصري وغير مسبوق بكل المقاييس
    وهؤلاء هم أبناء البلد البررة الذين يجب إبرازهم وتقديمهم .
    وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .