حلقات عن الواقع المعاش وكواليس الاستعدادات للاستحقاقات المقبلة والمهزلة السياسية بمدينة القصر الكبير (الحلقة الأولى).

الوطن 24/ بقلم: محمد الناصري

محمد الناصري

لنتكلم بصراحة ونكون واقعيين مع بعضنا البعض، ولتكن مصلحة الساكنة والمدينة فوق كل إعتبار، بعيدا عن ترويج المغالطات والتباهي وحب الأنا.

ما يدور في الساحة السياسية بمدينتنا هو خرجات من هنا وهناك في حوارات ولايفات على مواقع التواصل الإجتماعي وما يدور في الكواليس من تخطيطات مع إقتراب موعد الإنتخابات القادمة لشيء دنيء. وعلى رأسها صراع شخصين وليس حزبين كما يتوهم البعض. واحد رئيس جماعي سابق والآخر رئيس جماعي حالي. وكلاهما يحاول تلميع صورته أمام ساكنة المدينة متبجحين بمشاريع قاموا بإنجازها لا تصبو إلى ما يطمح إليه المواطنون .

ولن نتكلم الآن عن هاته المشاريع ومدى جودتها وأهميتها ومردوديتها وما إستفادة الساكنة منها، فكلاهما له أخطاءه الفادحة في تسير وتدبير شأننا العام المحلي، وسنتكلم عن ذلك في حلقات ولايفات قادمة إن شاء الله تنويرا للرأي العام. ويبقى هو الحكم والفيصل فيما حدث سابقا وفيما يحدث حاليا وفيما سيحدث مستقبلا.

لكن يبقى عندنا عدة تساؤلات نطرحها على هذان الرئيسان وغيرهم ممن ينوون دخول الإنتخابات للوصول إلى كراسي الرئاسة والمجلس الجماعي.

تساؤلاتنا الأولى نطرحها على المواطنين بصفة عامة وعلى المصوتين بصفة خاصة:

– هل من يصرف مئات الملايين على الإنتخابات يصرفها حبا فيكم أم حبا في الوصول إلى كرسي القرار وإلى مالنا العام؟؟

– هل من يصرف هاته الملايين في الإنتخابات يصرفها عليكم لله في سبيل الله دون التفكير في إسترجاعها أم أن له مخططات مسبقة لإسترجاعها وإسترجاع أرباحها؟؟

– هل من يوزع عليكم القفة يريد مصلحتكم وإنقاذكم من الفقر والهشاشة أم يريدكم أن تبقوا على حالكم يستغلكم كيفما يشاء؟؟

–  هل من يشتري ذممكم وأصواتكم بدريهمات معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع يريد لكم الخير والتقدم وإنقاذكم من الأوضاع المزرية التي تعيشونها أم يريدكم أن تبقوا على حالكم ليشتري ذممكم مرة أخرى؟؟

– هل من يقيم لكم الموائد والولائم مرة في ست سنوات سيضمن لكم العيش الكريم؟؟

–  هل من يخندقكم في صراعات مجانية بينكم وبين إخوانكم من المواطنين المغلوبين على أمرهم من أجل مصالحه الشخصية يرجى منه خيرا؟؟

–  هل من يستغلكم ويتحكم في رقابكم ويستحمركم بكل الوسائل المتاحة لديه سيحقق لكم يوما أحلامكم ويضمن لكم مستقبلكم ومستقبل أبناءكم؟؟

هي تساؤلات وتساؤلات عديدة يمكنكم أيها المواطنون طرحها على أنفسكم وإجاباتها موجودة عندكم ولا ناصر لكم إلا ضميركم الحي من أجل تغيير أوضاعكم، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

فطموحاتكم وأحلامكم ومستقبلكم ومستقبل أبناءكم لا يمكنكم تحقيقها إلا بإرادتكم، فلا تسمحوا لأحد بإستحماركم وإستغلالكم والتحكم في قراراتكم ورقابكم، فزمن العبودية قد ولى وحان وقت التغيير للأفضل.

أما فيما يخص من يتبجحون علينا بالإنجازات والمشاريع وأنهم يخدمون مصلحة الساكنة فلهم نقول:

12 سنة ولايتين للمجلس الجماعي السابق + 6 سنوات ولاية للمجلس الحالي = 18 سنة من الصراعات الفارغة، 18 سنة من صراع الببغاوات لم يعد على الساكنة بأية منفعة تذكر.

ولكم نسأل:

– بالله عليكم، ماذا قدمتم لشبابنا العاطل عن العمل من ذوي الشهادات ومن ذوي السواعد؟؟

– بالله عليكم، ألم تخدموا مصالحكم ومصالح أبناءكم وعائلاتكم؟؟

ألم توظفوا أبناءكم وأبناء الموالين لكم؟؟

ألم توظفوا مناصريكم؟؟

فأين أبناء المدينة من كل هذا؟؟ أم أنهم لا يخدمون أجنداتكم؟؟ أم أنه لا يهمكم إلا إستغلالهم في حملاتكم الإنتخابية مقابل دريهمات كأجرة يومية ووعود كاذبة؟؟ وبعد نجاحكم تبقى سياسة نفسي وبعدي الطوفان.

– ماذا قدمتم لفئات من أخواتنا نساء وبنات غدر بهم الزمن وأنتم المسؤولون عن ذلك يبعن أجسادهن من أجل لقمة العيش؟؟ فماذا فعلتم من أجل إنقاذهن من هذا المستنقع الرديء الذي لا يرضاه أحد منا لا لأخته ولا لإبنته أو لواحدة من أهله؟ إن كنتم ترضون هذا العمل لبناتكم وأخواتكم فلا حرج عليكم في ذلك حسب مقولة ” إذا عمت هانت”، لكن الحقيقة المرة هو أنه لا يهمكم أمرهم وكل ما يهمكم هو إستغلالهم في حملاتكم الإنتخابية للحصول على أصواتهم مقابل القفة أو دراهم معدودة وليذهبوا بعدها إلى الجحيم.

– ماذا قدمتم للمعاقين والمكفوفين والمحتاجين؟؟ الحقيقة لا شيء يذكر، فهم من المواطنين المنسيين فقط لأنهم أناس لا حول لهم ولا قوة، لا مساعدات ولا عناية ولا حتى سؤال: من هم؟ وأين هم؟ وكم هم؟ هذا قدرهم في هاته المدينة في ظل النذالة السياسية الممارسة فيها.

-ماذا قدمتم للعجزة والمسنين وذوي الأمراض المزمنة منعدمي الدخل؟؟ والله لا تعرفون عنهم شيئا فبالأحرى أن تجدوا لهم حلولا وتضمنوا لهم مساعدات تعينهم على قهر الزمن. كل ما تعرفونه هم الطبالة والأنصار والمهللون، وعند الإنتخابات تظهر الأموال والولائم والموائد بها ما لذ وطاب وما تشتهي الأنفس، فمن الأولى بهذا المال يا ترى؟؟ أليس هؤلاء المحتاجين أحق به أم شراء ذمم الناخبين أولى؟؟

– ماذا قدمتم للمشردين في الشوارع كبارا وصغارا الذين قست عليهم ظروف الحياة وواقعنا المرير؟؟

الحقيقة لا شيء يذكر قدمتموه لهؤلاء، والأخطر من ذلك لم تفكروا فيهم يوما ولم تعملوا من أجلهم شيئا، تمرون عليهم صباحا ومساءا، ليلا ونهارا، صيفا وشتاءا، ولا يوما تساءلتم كيف يعيش إخوانكم هؤلاء في العراء؟ وكيف يحصلون على لقمة العيش؟ كل منكم همه مصالحه الذاتية أما مصالح هؤلاء فلا تعنيكم أو بالأصح لا تستفيدون من أصواتهم.

وأسئلة كثيرة وكبيرة تهم الساكنة وتتعلق بالأولويات في العيش الكريم، المواطنون يريدون حقوقا يكفلها لهم الدستور من عمل وسكن لائق وصحة وتعليم، وأنتم لا يهمكم أن تعملوا على تحقيقها بصفتكم منتخبيهم، لأنه ببس