حين فقدتْ البوصلة: نموذج ماء العينين

الوطـن24/ *رحمة معتز

 

“الحجاب ركن من أركان الانتخابية البرلمانية، بمفهوم المخالفة عند المالكية”
لا يخفى على أحد الحرية التي حث عليها الإسلام ولا يُكره أحدا على فعل، بالقدر الذي يحث على الفعل بآية قرآنية أو حديث نبوي، وجلي للجميع ما يترتب على الفعل والترك، وهي من المعلوم بالضرورة لا تحتاج إلى إطناب أو شروح تملأ بها الصحف وتجف بها الأقلام.

كما لا يخفى على أحد تصالح الصحابة مع أنفسهم بتعبيرنا المعاصر في البوح بما اقترفوه خشية لربهم لا لنبيهم عليه الصلاة والسلام، غير ما نحن عليه منذ أشهر من أهل الإختيارات الشخصية والتعاقدات الإجتماعية، في حللها الحربائية في المواقف والضوضائية في التبريرات، بعد صمت مريب للجميع فتح الظنون والشكوك والحروب الداخلية والخارجية في جسد النموذج الإسلامي في التجربة الإسلامية تطالعنا صاحبة المؤهلات والذكاء المخول إلى ضمان مكان سياسي اينما حلت وارتحلت، بغرابة التبرير بين تشبتها بضرورة إلتزام الحزب إلى ما وقع عليه من إتفاقيات، ونكرانها لبنود المرجعية.

الحريات الفردية في شكلها العام بغض النظر عن ماهية تفعليها في المجتمع، تجوال في مرجعية الحزب ورص لقالب جديد تضخ فيها قناعات جديدة وانتكاسات، بدل التصالح مع الذات في الإعتراف للنفس بدل التعتيم، وخلق الحدث، اشباعا لأهل الفضول وانسيابا لأهل الفجور في حق تنظيم له مرجعية متعارف عليها في القبول وجلية في المعالم، وإن قصرت عن الكمال، تختلف اختلالات الأشخاص والموافق الفردية، ولا يعني إلتزام الحزب بما وافق عليه من إلتزامات دولية خاصة بالحريات الفردية وبيانات أو غيرها أن يُخلي المنتمي له احقية الإخوة الاعداء منهم والأحباب، الحق في النصح، إن لم يكن لهم الحق في التذكير بله التوجيه والنصح، فمن يطمئن على سلامة الجسد كان الأولى منه الإطمئنان على سلامة القلب، فان اختل العنوان السيمائي لمضمون، أوجب المشترك الديني التساؤل والتدارس في رحاب المرجعية.

فالحجاب جزء من المنظومة، وإن كان شكلا من الأشكال التي ضخمتها الحركات الإسلامية زمنا ما، ولزم تخليصه منها، فِعل لا يُخول لأحد تخليص المرجعية منه، إما سهوا أوعمدا، أو إزالته لخلل في تصنيف مكانته وفرضيته، فإن غفلت بنود القوانين المنظمة اللباس، فرب المرجعية أجاد في الحث عليها ونبيه صلى الله عليه و سلم بين وفصل في الفرض، وصارت له أهمية وقيمة خاصة بالمرأة المسلمة لا عنوانا و قالبا للحركة الفكرية الإسلامية.

فالمرأة تجتهد في حجابها حرصا وطواعية، حرية منها في الالوان والأشكال، في رحابة المقاصد العامة المحتضنة لكل مصلحة ترتجى ودفعا لأي مفسدة، بعيدا عن التمرد على تحت مسمى الحريات الفردية التي تجعل الحجاب حسب دبدبات البلدان والبرلمان.

*باحثة في الاجتهاد وفقه الواقع و النوازل

تعليق واحد