خالد السفياني ملتبسا… تعزية في القرضاوي وتحالف مع أعداء سوريا والمحور.

الوطن24/ بقلم: إدريس عدار

إدريس عدار

كان خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي الإسلامي، “صادقا” عندما قال، ذات حوار صحفي “ما يجمعنا مع الإسلاميين أكبر من سوريا”. كان يقصد “المقاومة” عندما تحمل وسم فصيل واحد. ولم يجب بتاتا عندما سألناه إعلاميا عن الذي يمكن أن يجمعه بالإسلاميين ويكون أكبر من سوريا، الظهر الذي حما المقاومة واحتضن “بارودتها”، في وقت عز من يمنحك رصاصة واحدة تطلقها على جنود “الكيان المؤقت”، لكن فرّ إلى ظهر الجبل ينزو كأروى وما أجاب.

لا نستغرب إذن أن يقوم بإصدار بيان نعي للشيخ يوسف القرضاوي باسم أعضاء المؤتمر القومي الإسلامي، متنكرا لكل الدم السوري وغير السوري وكل دماء المحور التي تلطخ بها قميص يوسف القرضاوي وهو يفتي بقتل الناس على الهوية. طبعا هو لم يكن طائفي لأنه كان على استعداد ليصطف مع أية جهة كانت لو وفرت له ما منحته إياه الدولة الحاضنة لما يسمى الربيع العربي.

قال السفياني في نعيه “باسمي وباسم إخواني في المؤتمر القومي – الإسلامي انعي الى الامة العربية والإسلامية فضيلة الشيخ العلاّمة الدكتور يوسف القرضاوي أحد أركان المؤتمر القومي – الإسلامي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقاً ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس سابقاً، الذي توفاه الله عن عمر 96 عاما، عرفناه فيها مدافعاً عن القدس وفلسطين، وعاملاً من أجل نشر الدعوة الإسلامية في ارجاء المعمورة”.

عندما قال السفياني إن ما يجمعه بالإسلاميين أكبر من سوريا، كان مثل غيره يعتقد بسقوط الدولة السورية، ولهذا وضع رجلا هنا ورجلا أخرى في انتظار أين يضعها، لكن لما تيقن أن الأمور تسير في سياق هزيمة المشروع الأمريكي الصهيوني الإخواني الوهابي حاول العودة إلى سوريا، والمؤسف أنه بألاعيبه وسذاجة البعض تم استقباله من القيادة السورية.

من حق أي أحد أن يترحم على من شاء ويعزي فيمن يشاء، لكن لا يمكن أن تنوب عن أصحاب الذم وذوي في تقديم التعزية في شخص يعتبر شريكا حقيقيا وفعليا في سفك الدم السوري.

نعرف أن السفياني لا تأخذه حمية نهائيا في الدفاع عن “محور المقاومة”، لأنه حليف لأشد خصومها. كان حاضرا يوم شتم القيادي في التوحيد والإصلاح امحمد الهيلالي السيد نصر الله في الشارع العام، وكان حاضرا هو وويحمان وخنشوا ولم يردعوه ولم يصدروا بيانا. وحلفاؤه من الإسلاميين خرجوا لمرات عديدة للمطالبة بإسقاط الدولة السورية وعلى رأسهم عزيز هناوي، نائب رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وما زالوا إلى يوم الناس هذا على موقفهم. فموقع حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه هناوي، ينشر كل أخبار حماس حتى المحلية منها والتي لا تهم القارئ المغربي، لكنه لم ينشر بيان “العودة” إلى سوريا، لأنه ما زال على موقفه التدميري، وهو الذي بعث أبناءه إلى مدينة أتارب يتزعمهم موظف في البرلمان وقيادي في الشبيبة آنذاك، وعند عودتهم نظم لهم مهرجانا ترأسه مصطفى الخلفي، الذي كان حينها وزيرا للاتصال.

لا يمكن للسفياني إلا أن يكون كما هو، لكن لا يمكن أن يتجاوز “الدم”.

نسي السفياني أن يوسف القرضاوي خاطب أمريكا رافعا يده للسماء في موقف يخرم حتى أسس الاعتقاد قائلا “نطالب أمريكا أن تقف في سوريا وقفة لله”. ومرة قال إن الغرب يخاف من أن تكون “الثورة في سوريا، يقصد الثورة اللقيطة” ضد “إسرائيل”، معقبا: من قال ذلك، من قال لكم ذلك؟

وبالخلاصة كيف يعزي “القومي” في من أفتى بقتل رئيس نظام قومي؟ كيف يعزي “مناصر المقاومة” في أحد المطالبين بقتل أحد أقطاب هذا المحور؟ هل نسي السفياني ومن معه أن القرضاوي هو أول من أطلق على حزب الله “حزب اللات”؟

تحالف الجماعة “السفيانية” مع أعداء سوريا هنا بالمغرب كان واضحا، وقد وثّقناه بالتفاصيل الدقيقة في كتاب تحت عنوان “كشف الخلطاء…قوميون في المشرق وهابيون وإخوان في المغرب”، ولم يقف الأمر عند التحالف مع هؤلاء بل يتم التمكين لهم في إعلام المقاومة وحتى في منتدياتها.

ويبدو أن النار بدأت تأكل قش خالد السفياني بعد استقالة واحد من أبرز قادة المؤتمر القومي الإسلامي رفعت سيد أحمد الذي كتب رسالة قال فيها “استاذ خالد السفياني المحترم.. هذا البيان وصلني اليوم (يقصد النعي) منكم بالإيميل والذي تنعي فيه الشيخ يوسف القرضاوي (باسمك وباسم اخواني اعضاء المؤتمر القومي الاسلامي – وفقا لنص كلماتك) وباعتباري عضوا مؤسسا من سنوات في المؤتمر القومي الاسلامي.. أرفضه جملة وتفصيلا وكان الاولي بك أن تقول (باسم خالد السفياني) وفقط لا (بإسمنا) جميعا.. فأنت لم تستشيرنا ولم تستأذننا وتعاملت معنا – كما هي العادة التاريخية للأسف في هذا المؤتمر وفي شقيقه (المؤتمر القومي العربي) تتعاملون مع الاعضاء باعتبارهم (قطيع) يساق ويوافق ويؤيد (ولدينا عشرات الامثلة والمهازل التاريخية لذلك آخرها هذا النعي لذلك الشيخ الذي دمر بفتاويه الشاذة والمجرمة والمخالفة لصحيح الاسلام؛ سوريا وليبيا ومصر وأهدر بها أرواح قادة وشهداء وضرب بها جوهر عقيدة الاصلاح والمقاومة والاعتدال لمؤتمرنا القومي العربي والاسلامي.. فكيف تقبل على عروبتك واسلامك ذلك ؟!على الاقل اصمت.. أو تحدث وأنعي عن نفسك فقط لا عنا نحن الاعضاء.. ولانني – وغيري – صمتنا عن نقد هذا الشيخ بعد رحيله وتركناه لحساب ربه العظيم (إحتراما لجلال الموت.. ليس الإ.. ولكن ليس هذا معناه (الاستمرار في استغفالنا والتحدث باسمنا).. أنا ارفض ذلك تماما وأعتبرها (سقطة).. واتقدم للزملاء أعضاء المؤتمر بإستقالتي من هذا المؤتمر والذي استنفذ اصلا ومن سنوات هو وشقيقه (المؤتمر القومي العربي) أهدافه وصار عبئا على العروبة الحقة والاسلام المقاوم …