خفايا العشق الإسرائيلي السعودي الإماراتي
الوطن 24/ الدكتورعبد اللطيف راكز
بات واضحا أننا مقبلين على صفقة القرن لتصفية معالم القضية الفلسطينية نهائيا، وفق إستراتيجية أمريكية صهيونية بتزكية إماراتية سعودية مصرية بحرينية عمانية. وغيرها من أنظمة العرب الصامتة والمحتشمة التي أعطت موافقتها في الخفاء ودون بزور للإعلام. ونحن على مشارف إنهائها وتطبيقها بعد تصريحات كوشنر الأخيرة.
اذن نحن أمام ود اسرائيلي عربي أسسته السعودية والإمارات حين دفعتا الأموال لنتنياهو من أجل خوض حرب بالنيابة عنهما مع إيران. للحد من التوسع الفارسي الشيعي في الشرق الأوسط والخليج، بدعوى كون هذا التوسع يشكل خطورة على المد السني الوهابي السعودي.
وهكذا تعمل السعودية ودول التحالف السني معها على إشعال نار الفتنة الطائفية. وتفتح الباب أمام تجزيئ الوطن العربي إلى كتالونات لا تقوى معها جيوش العرب والمسلمين على تحدي إسرائيل، أو الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي.
ففي التسعينات بدأ سيناريو تقويد دول الطرق العربي (العراق ليبيا سوريا). أي دول الممانعة للتطبيع والولاء للأمريكان على يد بوش سواء الابن أو الأب. وتم غزو العراق ب 30 دولة بدعوى تأديبه على دخوله الكويت. وبدعم مالي سعودي خليجي.
- ألم تفتح السعودية أراضيها لقواعد أمريكية لغزو العراق ؟
- ألم تتحمل مسؤولية القضاء على مجد الفرات، وعلى أسد العراق صدام ؟
ألم تتحمل مسؤولية ضباط آيسيي الأمريكية، وجنرالات المرنز في قبو سفارة أمريكا حاليا لحماية ولي العهد السعودي على حساب شعبه الذي بدا يعتبر محمد سلمان وصمة عار في جبين السعودية. ومن خلال ريع الحج وأموال بيت الله، والضرائب السعودية تدفع المليارات لترامب. ونتانياهو للقضاء على إيران.
أليست إيران دولة أبية رائعة ؟ فمن أنقد الشعب السوري من ويلات العصابات المتطرفة التي مولتها السعودية والإمارات لقيادة ثورة مشبوهة. قضت على معالم الحضارة السورية، وحولت شعبا بكامله إلى شتات بين الدول ؟
من صنع جند بلاد الشام ؟ و(داعش) و(النصرة) غير السعودية والإمارات.
والله إن إيران أشرف بكثير من آل سعود، ألم تقد مع نصر الله معركة تحرير لبنان ؟ ومن كان يحارب بصبرة وشاتلا غير نصر الله. وإيران والمقاومة الرادكالية فلسطينية (الجبهة الشعبية، حماس، خلايا القسام، الجند، وغيرهم). ممن عملت طائرات إماراتية مؤخرا على قصف مواقعهم في غزة، للقضاء على المقاومة هناك. وفتح الباب لعملاء أمريكا من قادة أبو مازن، للتواطئ مع آل صهيون في القضاء على المقاومة الفلسطينية بغزة. والتواطئ مع عرب آل سعود ودبي لتطبيق صفقة القرن، وتصفية القضية الفلسطينية كليا.
إن هذه الصفقة تتأسس على الاعتراف الكلي بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وتحويل الفلسطينيين لبقع قريبة من القدس يمارسون فيها عبادتهم محل القدس التاريخية. وكذلك تغيير خارطة فلسطين. والدفع بالفلسطينيين لإنشاء دويلة بشروط اسرائيلية في سيناء وعدم الاعتراف باللاجئين الفلسطينيين، وغير ذلك مما تخفيه هذه الصفقة الملعونة.
إن أساسيات العشق والود الاسرائيلي السعودي هي عمل آل سعود والامارات على التطبيع الكلي مع اسرائيل، وممارسة الضغط على الدول العربية والاسلامية الموالية لهما للقبول بصفقة القرن. ومساعدة اسرائيل الحرب ضد المقاومة والإسلام ممثلا في التنظيمات الرادكالية الرافضة للتطبيع والهيمنة الأمريكية. مقابل عمل اسرائيل على دعم أمريكا، والخوض في لحرب ضد إيران مباشرة تدفع السعودية ودول الخليج تمويلا لها، باستثناء قطر.
وفي نفس الوقت تعمل الإمارات على خلق أجواء ونفود لأمريكا في ليبيا والسودان، وغيرها من الدول الغنية فلاحيا و معدنيا و نفطيا.
عبر تشجيع قوافل جيش خفتر، وبعض التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي قبلت أبجدية الارتزاق في قاموسها منذ ثورة الربيع بليبيا. والتي وصلت خطاياه الآن للسودان بدعم من المصاد والأمريكان والسعودية والإمارات ومصر. وغيرها من دول الوصاية الأمريكية، والمد الصهيوني.
في ظل ما سلف يتضح أن مد الممانعة، ودول الطوق الجديدة في الشرق الاوسط، والعالم العربي الإسلامي الرافضة لسياسة ترامب التدميرية للعرب والمسلمين. ولسياسة التقزيم الإسرائيلية لعرب العمامات من آل سعود، والإمارات وأتباعهم.
يظل الصقر التركي أردكان متميزا، برفضه لتصفية القضية الفلسطينية وإلباس الإسلام عباءة الإرهاب. وتظل تضحياته واضحة باحتواء السوريين، وخلق ملاذات آمنة لهم فوق أراضيه. والدخول مع أقطاب المعارضة في صراع مرير لا ندرك تجلياته المستقبلية راهنيا. من أجل حماية حقوق السورين فوق أراضيه للإستضافة في انتظار ما يؤول له الوضع مستقبلا في سوريا.
ويظل الصدح الإيراني واضحا في حماية لبنان وسوريا من احتواء اسرائيلي لهما. ضمن سياسة نتانياهو المتأسسة على إعادة المجد لإسرائيل الكبرى.
اسرائيل/التوراة التي يسعى لخلق امبراطوريتها الثالثة على أنقاد العرب والمسلمين.
في رسالة تحد منه كبرى لقادة العرب المرتزقة، وحكام المسلمين المستكرشين الذين لا نستثني منهم لعزة نفوسهم، وكرامتهم العليا، غير الرئيس الماليزي، والرئيس الإيراني، وأمير قطر، وأردكان الأبي.
* كاتب وباحث أكاديمي في شؤون الشرق الأوسط والخليج