ذات كلام عابر

الوطن 24/ بقلم: ذ. مجيدة الفلاحي

وليل على شفاه كاذبة

يتسلل خلسة

يوحي بكلام أخرس

ينمحي في ليله الطويل 

ينتهي بياضًا

تحت هذا الضوء البعيد

تصغين إليه

ترسمين وطنا 

تنسجين أحلاما

يا ابنة السماء

خيال من نور

يسبح في المدى

لهيب شمس

وجه قمر

ماء ونار

ليل ونهار

غيم ومطر

وصلصال مكنون 

تشبهين الأرض

وزرقة السماء

تشبهين كل التفاصيل

وحدها الحقيقة تغيب

ما بين النور والظلام

مثقلة بحكايات

من ضباب

تطوف حول طرقات

من سراب

بين حضور وغياب

وأشجار مدن يابسة

تشبه تفاصيل الخريف

تسمعين صدى تراتيل

وبقايا نحيب في صدرك 

سيغرق كل المدن

وتهاجر كل النوارس

وليل غارق في تفاصيل الأشياء

اصفقي باب الظلام

حطمي الأصنام

مزقي رايات العتمة

يا ابنة السماء

مري آلهة الحب

أن تغسل وجه هذا الصباح!

وتتخلص من عبء هذا الوجه

المعبأ بالزيف والقهر

ومن رقص الأموات بداخلك!

كل الأشياء صدئة

تحفر أخاديد على روحك  

وظلالك المنكسرة تتبعك

يرتجف كل شيء فيك

تمضغين جرحك الغائر

النائم في شرانق الأمس

ستمضي أيامك المثقلة

ويغادرك الوهم

غير هذا الضوء الذي يشع

في أعماقك المظلمة

كقطرة ماء تختصر العطش

وسحاب متحرر على المدى

يحمل مفاتيح

سراديب الصمت والانتظار

في قبائل المنع

وعواء الرياح يطاردك

وعلى ذاك الجسر

قد نعبر يوما

من نفس الطريق

يا ابنة السماء

يا نبض قلب متعب

لست من نساء الأساطير

ولا من رغوة البحر خلقت

رسول من رماد القهر بعثت.