ذكرى وفاة عالم مكة … السيد محمد علوي مالكي

الوطن 24/ بقلم : عبد الله الجباري الحسني


عبد الله الجباري الحسني

في مثل هذا اليوم 15 رمضان 1425 توفي عالم مكة. بل مفخرة علمائها الشيخ محمد علوي مالكي.
وهو سليل أسرة علمية مالكية. أبوه عالم مكة السيد علوي. وجه السيد العباس. وأخوه السيد عباس مات بعده. وكان من رموز المديح والتصوف بمكة. أسرته لها علاقة وطيدة برمز المالكية المكيين السيد حسن المشاط.
جمع أسرة محمد علوي بين العلم الشرعي وبين التصوف.
حورب بسبب تصوفه من قبل علماء السعودية في عهد فهد بن عبد العزيز. ومنع من التدريس. ورغم ذلك بقي صلبا في مواقفه لا يلين.
تميز عن مشايخ عصره السعوديين بالعلم الواسع. وهم لا يدانوه في ذلك.
جمع بين أصول الفقه والفقه والحديث والتصوف مع مذاكرات عديدة مع علماء المغرب وأندونيسيا ومصر وغيرها. وجمعته علاقة أخوة ومودة مع مسند عصره الشيخ ياسين الفاداني. وكانا يتكاملان.
كان سيد محمد علوي يلقي دروسا في الحرم. وذات مرة منعوه من التصوير للنقل التلفزي. فاستعاض عنه بكاميرا الحرم بأمر من الوزير عبده يماني.
لشهرته رحمه الله. كان أهل مكة يقصدونه للفتيا. مما يدل على أن تضييق السلطة وعلمائها لم يؤثر على المكيين. رغم أن الأمر وصل حد التكفير.
تأثر علماء مكة بلباس النجديين. لكن السيد محمد علوي بقي وفيا للباس الحجازيين. بعمامته الأنيقة. وشال أخضر في الغالب.
كان رحمه الله متميزا في كل شيء. حتى في جنازته. فإن جثمانه وصل جنة المعلاة. وآخر المشيعين كانوا في الحرم لم يبارحوه بعد. فكانت جنازة مشهودة ما زال أهل مكة يذكرونها ويتداولون خبرها.
ألف كتبا عديدة بمقاصد متعددة.
منها كتاب جميل جدا. هو الموسوم ب
فضل الموطأ
وهو كتاب نافع.
وله كتاب الذخائر المحمدية. بسببه قامت قيامة مشايخ نجد. فأصدروا فتوى التكفير. وأتبعوها بمؤلفات ورسائل. منها كتاب أبي بكر الجزائري. وابن منيع.
فرد عليهما علماء من خارج السعودية كالدكتور الرفاعي.. أظنه كويتي.. وعبد الحي العمراوي من فاس.
بعدها ألف السيد كتابا نافعا ماتعا سماه
مفاهيم يجب أن تصحح
طبع في دول متعددة. وقرظه علماء المشرق والمغرب. من موريتانيا والمغرب وتونس والإمارات ومصر وغيرها. منهم علماء يحتلون مناصب رسمية سامية. فكان بمثابة رسالة مشفرة إلى حكام السعودية مفادها أن هذا العالم ليس وحده. بل يناصره علماء المشرق والمغرب. وهم علماء رسميون وزراء ومفتون وقضاة
بعد معاناة من التهميش في بلاده. عانت السعودية ذاتها من التطرف. فاضطرت إلى تنظيم مؤتمر حول الظاهرة. واستدعي إليه فرفض
وبعد إلحاح حضر. ونبه المسؤولين إلى معاناته التي كانت ناتجة عن تطرف مدعوم من الجهات المتضررة الآن من التطرف.
للسيد أنصار ومحبون في اليمن والجزائر وأندونيسيا والمغرب الذي كان يزوره. فيزور فاس وغيرها. ويزور أضرحة صلحائه كأبي الحسن علي بن غالب بالقصر الكبير ومولانا عبد السلام بن مشيش. وكانت له زيارة إلى علماء الغماريين بطنجة كما احتفل بهم في مكة
رحم الله الشيخ الدكتور محمد علوي مالكي ورحم والديه وبارك في نجله الذي حمل المشعل بعده